العامل الدولي والأنسداد السياسي..

عبد محمد حسين الصافي ||

ما يُطلَق عليه بالأنسداد السياسي ليس ظاهرة جديدة مقترنة بالأزمة التي يعيشها المشهد السياسي العراقي الراهن ، بل إنها حاضرة بُعيد كل عملية إنتخابية نيابية عراقية مضت .. أما المتغير الجديد فهو الأصطفافات الجديدة التي أفرزتها نتائج إنتخابية قيل عنها الكثير وقانون إنتخابي بمفوضية جديدة أريد لهما أن ( يعيدا ثقة المواطن بالعملية الأنتخابية ) فأجهضا ماتبقى من هذه الثقة …
من المتغيرات الاخرى التي عمقت من ظاهرة الأنسداد السياسي هو دخول العامل الدولي على الخط إبتداءً من تظاهرات تشرين ٢٠١٨ وماتخللتها من أحداث دراماتيكية مثيرة أطاحت بحكومة عادل عبد المهدي وجاءت بحكومة هجينة ومفككة لاتمتلك رؤية ومنهجاً واضحين .. فضلاً عن بروز حالة العناد ونزعة التفرد وهوس الهيمنة والأقصاء وتصفية الحساب ..
لم يقتصر العامل الدولي المتمثل بأمريكا وبريطانيا والسعودية والأمارات وتركيا على تغذية التظاهرات وإغراق البلد في الفوضى التي آلت الى إزاحة الحكومة السابقة ، بل إستمر في الضغط والتدخل الذي وصل حد التلاعب بنتائج الأنتخابات وفرض تحالفات وإصطفافات جديدة وفرض سياسات داخلية وخارجية عليها تسعى لمحاصرة وإضعاف الكتل السياسية المساندة للحشد الشعبي والمؤيدة لنهج المقاومة التي تصر على إن أميركا قد أعادت إحتلالها للعراق بثوب جديد مستغلة تهديد داعش الأرهابي الذي أثبتت الأحداث إن هذا التنظيم هو خنجر أمريكي سعت واشنطن لغرزه في الجسد العراقي ..
لذا صار من المحتم الأنتباه لخطورة المخطط وتداركه بأعادة التوازن للعملية السياسية العراقية وغلق المنافذ وإنعاش التوافق الوطني بعيداً عن روح الأقصاء والأستقواء وحفظ حقوق المكون الأكبر وعدم المساس بحقوق المكونات الأخرى في ظل عملية سياسية رصينة تحترم الدستور وتحرص على إشاعة السلم الأهلي وتضع الحلول للأزمات والتحديات التي يواجها العراق ..

المقالة تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي القناة

بإمكانكم إرسال مقالاتكم و تحليلاتكم لغرض نشرها بموقع الغدير عبر البريد الالكتروني

[email protected]

شاهد أيضاً

حديث الإثنين.. سيظل العرب في غيهم يعمهون..!

احمد ناصر الشريف ||

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *