كيف أحبط حزب الله المؤامرات الأميركية والإسرائيلية ضد لبنان؟

الغدير_ متابعة

اللافت في لبنان هذه الأيام أن معظم شعارات واتهامات الولايات المتحدة والکيان الصهيوني ضد لبنان، تُطلق حرفياً داخل البلاد من قبل بعض القوى السياسية ووسائل الإعلام.

والشعار الأكثر شيوعاً في هذا الصدد هو “سيطرة حزب الله على لبنان”، والذي يبدو أنه أصبح أدبيات مدروسة جيداً، وهذه الأطراف عازمة على ترسيخه في إطار الخطاب السياسي والأمني ​​والإعلامي للکيان الصهيوني في لبنان.

وفي هذا الصدد، أعلن “عميت ساعر”، رئيس وحدة التحقيق والتقييم الاستخبارية في دائرة المخابرات العسكرية في الجيش الإسرائيلي، أن حزب الله قد سيطر على لبنان.

وجاء هذا الاتهام في سياق حديث مع هذا المسؤول الصهيوني في صحيفة “إسرائيل هيوم” العبرية قبل أيام، وغطته وسائل الإعلام الإسرائيلية تحت عنوان “من سيطر على اللبنانيين؟”

وسائل الإعلام الصهيونية سلطت الضوء علی اتهامات المسؤول الإسرائيلي لحزب الله، قائلةً إنه نتيجةً للاستقرار الأمني ​​في لبنان، والتهديدات التي أطلقها الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله ودوره في الساحة اللبنانية والإقليمية والداخلية، وكذلك علاقات الأمين العام لـ “حزب الله” مع إيران، ما هو الثمن الذي ستدفعه إسرائيل؟

من المؤكد أن الکيان الصهيوني، الذي ركز جهوده الاستخباراتية والتجسسية على لبنان، على دراية كاملة بتفاصيله الداخلية، وهو يعلم جيدًا أن التركيبة الطائفية والسياسية للبنان، وكذلك العلاقة التي تربط بعض أحزابه بالولايات المتحدة والغرب، لن تسمح أبدًا لطرف معين بالسيطرة على لبنان.

إلا أن هذه الاتهامات ضد حزب الله وجهت عدة مرات بناءً على معايير محددة، تتعلق بدور المقاومة في منع تحقيق أطماع الکيان الإسرائيلي ومؤامراته في لبنان.

وفي هذا الإطار، تحدث عدد من المسؤولين الصهاينة عن هذه القضية، بمن فيهم رئيس الوزراء السابق بنيامين نتنياهو في خطاب ألقاه أمام الكنيست في أكتوبر 2020، معلنين أنه “طالما أن حزب الله يسيطر على لبنان، فلن يكون هناك سلام مع هذا البلد”.

وبمعنى آخر، قصد نتنياهو وغيره من المسؤولين الصهاينة أن المقاومة ستمنع تطبيع العلاقات مع إسرائيل وشرعية الاحتلال الصهيوني لفلسطين، فضلاً عن خضوع لبنان للإملاءات الأمريكية والإسرائيلية.

هذه “الهيمنة” هي التي أثارت غضب الصهاينة، لأنهم أدركوا أنه من دون وجود المقاومة كرادع فعال، كان بإمكان الإسرائيليين بسهولة السيطرة على ثروة لبنان البحرية، وأنه لا توجد حاجة للتفاوض على الإطلاق؛ كما فرضت الولايات المتحدة والکيان الصهيوني مطالبهما بسهولة على لبنان في السابق.

والواقع أن المواقف الوطنية للمقاومة وقوة الردع التي تظهرها ضد اعتداءات الكيان الصهيوني، تلعب دورًا مهمًا في منع نهب ثروات لبنان الطبيعية في هذه المرحلة، وهذا ما يزيد الاستياء الإسرائيلي والأمريكي من “هيمنة” حزب الله.

لكن أخطر ما يمكن رؤيته في كلام المسؤولين الصهاينة، هو أنهم واثقون من أنه لولا حزب الله و “هيمنته” على لبنان، لما مانعت بعض القوى السياسية اللبنانية الانضمام إلى التطبيع مع إسرائيل.

وفي السياق ذاته، أعلن درو شالوم، رئيس الفرع السياسي والأمني ​​في وزارة الحرب الإسرائيلية، أواخر عام 2020، أن هناك احتمالًا قويًا بأن تتحول المحادثات البحرية مع لبنان إلى اتفاق سلام، لكن حزب الله يفجر هذه العملية.

إن إلقاء نظرة فاحصة على هذه الجملة، يظهر أن الکيان الصهيوني قد توصل إلى استنتاج مفاده، بأن إضعاف حزب الله أو إنهاء ما يسمى بـ “هيمنة حزب الله على لبنان”، حسب تصور الصهاينة لهذه الهيمنة، يمهد الطريق للبنان للانضمام إلى عملية التطبيع مع الصهاينة.

وغني عن البيان أن ترسيخ عبارة “هيمنة حزب الله على لبنان” واستخدامها وتكرارها، يأتي أيضًا في سياق جهود الولايات المتحدة والکيان الصهيوني وحلفائهما داخل لبنان، لتحميل حزب الله مسؤولية الانهيار الاقتصادي والمالي في لبنان.

شاهد أيضاً

حديث الإثنين.. سيظل العرب في غيهم يعمهون..!

احمد ناصر الشريف ||

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *