اليابان تراهن على الهيدروجين لإحداث ثورة في سوق الطاقة

بَنت اليابان ثالث أكبر اقتصاد في العالم على قاعدة صناعية مدعومة بالنفط والغاز والفحم المستورد، لكنها تخطط حالياً لتحويل جزء كبير من مصادر الطاقة إلى الهيدروجين، في واحد من أكبر الرهانات في العالم على مصدر مرفوض للطاقة، باعتباره مكلفاً للغاية وغير واقعي.

وقال خبراء لصحيفة “وول ستريت جورنال”، إن توجهات اليابان نحو التغيير تعد جزءاً حيوياً من خطتها وجهودها للقضاء على انبعاثات الكربون خلال 30 عاماً حتى عام 2050، مشيرين إلى أنه إذا نجحت في إرساء الأساس السليم للسماح للهيدروجين، كي يصبح بمفرده مصدراً للطاقة، فإنها ستصنع ريادتها السابقة نفسها في مجال الغاز الطبيعي المسال خلال فترة السبعينات من القرن الماضي، وستحدث ثورة في سوق الطاقة.

وأضاف الخبراء أنه تم الترويج للهيدروجين من قبل كمصدر للطاقة النظيفة، لكن التحديات الاقتصادية والتقنية لا تزال كبيرة ويجب التغلب عليها، متوقعين أن يكون نهج ورهان اليابان في التحول نحو الهيدروجين هو عملية تدريجية للابتعاد عن الوقود الأحفوري على مدى سنوات عدة.

وذكروا أنه في ديسمبر الماضي، نشرت اليابان خارطة طريق أولية لتطوير الهيدروجين كمصدر للطاقة يوفر نحو 10% من احتياجاتها من الكهرباء، لكنها تعمل الآن على خطة تتضمن تطوير الهيدروجين وتقدير الكلفة النهائية لذلك، بحسب صحيفة “الإمارات اليوم”.

وأشار الخبراء إلى أن الحكومة اليابانية، زادت ميزانيتها للبحث والتطوير في المجالات ذات الصلة بالهيدروجين بأكثر من الضعف إلى ما يقرب من 300 مليون دولار خلال العامين الماضيين، موضحين أن هذا الرقم لا يشمل الملايين المستثمرة من قبل الشركات الخاصة. وأفادوا بأن اليابان تبني السفن ومحطات الغاز والبنية التحتية الأخرى بطريقة تجعل الهيدروجين جزءاً كبيراً من الحياة اليومية.

من جهتها، أعلنت شركة “JERA” المحدودة، التي تعد أكبر شركة للطاقة في اليابان، أنها تخطط لاستخدام مركّب «الأمونيا» في إنتاج الهيدروجين، حيث وقعت مذكرة تفاهم مع واحدة من أكبر الشركات المصنّعة للأمونيا في العالم.

وتتمثل المشكلة الرئيسة في الهيدروجين، أنه لا يوجد بمفرده في الطبيعة، ما يعني أنه يجب استخراجه من مركّبات كيميائية، مثل الماء أو الوقود الأحفوري، وأكثر الطرق شيوعاً لصنع الهيدروجين، عن طريق استخراجه من الغاز الطبيعي أو الفحم، لكنه ينتج الكثير من ثاني أكسيد الكربون.

لكن ظروف اليابان تعني أن خياراتها محدودة، فهي تستورد نحو 90% من الطاقة التي تستخدمها، ولديها مساحة محدودة لبناء مصفوفات الطاقة الشمسية أو الرياح، كما أغلقت اليابان معظم محطاتها النووية.

يتميز الهيدروجين بإمكانية استخدامه في خلايا الوقود، التي تحتوي طاقة أكبر في القدر نفسه من المساحة مقارنة بالبطاريات الكهربائية، ما يجعل الهيدروجين أكثر ملاءمة للطائرات أو السفن التي يتعين عليها نقل إمدادات الطاقة لمسافات طويلة. كما أن هناك ميزة أخرى للهيدروجين مهمة بالنسبة لليابان، وهي خفض الاعتماد على الصين، التي تبرز كأكبر مورّد في العالم للألواح الشمسية والبطاريات الكهربائية، حيث توفر الصين وحدها نحو 80% من الألواح الشمسية المنتجة في العالم.

 

انتهى م4

شاهد أيضاً

المنسق الأممي للإغاثة: من المستحيل توصيل المساعدات إلى غزة

قال وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية توم فليتشر، إن غزة حاليا المكان الأخطر …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *