محترفو الشتيمة..!

عيسى السيد جعفر ||

عن أبي إدريس الخولاني أنه سمع حذيفة بن اليمان رضي الله عنه يقول: كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن الخير وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني، فقلت: يا رسول الله، إنا كنا في جاهلية وشر، فجاء الله بهذا الخير، فهل بعد هذا الخير من شر؟ قال: نعم. قلت: وهل بعد هذا الشر من خير؟ قال: نعم وفيه دخن. قلت: وما دخنه؟ قال: قوم يهدون بغير هدي، تعرف منهم وتنُكر. قلت: فهل بعد ذلك الخير من شر؟ قال: نعم، دُعاة على أبواب جهنم، من أجابهم إليها قذفوه فيها. قلت: يا رسول الله، صفهم لنا. قال: هم من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا. فقلت: فيما تأمرني إن أدركني ذلك؟ قال: تلزم جماعة المسلمين وإمامهم. قلت: فإن لم يكن لهم جماعة ولا إمام؟ قال: فاعتزل تلك الفرق كلها ولو أن تعضَّ بأصل شجرة حتى يدركك الموت وأنت على ذلك..!
استحضرت هذا الحديث لرسولنا الأكرم صلوات الله عليه وعلى آله وسلم، وأنا أقرأ يوميا ومع كل الأسف الشديد سقطات العديد من الإعلاميين بمستنقع السفاهة فصاروا من السبابين اللعانين الذين احترفوا الإساءة والشتيمة في حق الآخر، لا لشيء سوى لإرضاء أولياء نعمتهم من السياسيين لتحقيق مآرب سياسية. وبين هؤلاء السبابين اللعانين من يقرأ القرآن إن لم يكن يحفظه عن ظهر قلب ويفقه كنهه ويلم بتفاسيره، لكنه يبدو وكأنه لم يقرأ قوله تعالى: »وَقُل لِّعِبَادِي يَقُولُواْ الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلإِنْسَانِ عَدُوًّا مُّبِينًا« ، فاتخذ هذا القرآن ظهريا، وهو يرى نار الفتنة تشتعل بين الناس فعوض أن يساهم في إخمادها يعمد إلى إذكائها..
ـــــــ

المقالة تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي القناة

بإمكانكم إرسال مقالاتكم و تحليلاتكم لغرض نشرها بموقع الغدير عبر البريد الالكتروني

[email protected]

Check Also

التعداد العام للسكّان..!

الشيخ حسن عطوان ||

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *