العالم يتذمَّر وأميركا تُسارع في تفكيك نفسها من الداخل

د. إسماعيل النجار ||

تتسارع الأحداث في العالم على جبهاتٍ عِدَّة،والولايات المتحدة الأميركية تستعجل السيطَرَة على أربع زوايا الكُرَة الأرضية، بعدما شعرت أن الحبل المتين التي تُمسكُ بهِ أصبح يتفلَّت رويداً رويداً من بين أصابع أيديها، وتتحمَّل إيران المسؤولية من وُجهَة النظر الأميركية، لأنها الدولة الإسلامية الوحيدة التي تمرَّدَت عليها ورفعت سقف التحدي معها ولم تأبَه لعظمة قوتها العالمية حتى أنهُ وصل بها الأمر قصف قواعدها العسكرية وإسقاط طائراتها والسيطرة عليها،
روسيا التي كانت تُجانب أميركا الصدام تعلمت من كوريا وإيران درساً جعلها أكثر صلابة وتمرداً وقررت أن تستعيد دورها كقوة عُظمَىَ وقطب وحيد وبارز بوجه الولايات المتحدة،
من جهتها واشنطن سارعت الخُطَىَ لمحاصرة موسكو وبكين فأخطأت في الحسابات بإستعجالها الحرب بين روسيا وأوكرانيا عبر التحريض الكبير لزيلنسكي والضخ الإعلامي المُبرمَج،
فأصبحت الأرض تغلي كالبركان تحت أقدام النازيين الجُدُد وإنكشف الغطاء عن الفضيحة الجريمة التي ترتكبها أميركا على الأراضي الأوكرانية من خلال بناء 14 مصنع للغبار الفايروسي فتم تدميرها على يد القوات الروسية وكشف الأمر عبر وسائل الإعلام مما يؤكد وحشية أميركا وإجرامها المنقطع النظير.
الحرب المدمرة في أوكرانيا وإنعكاساتها الأمنية والإقتصادية تتحمل تبعاتها واشنطن، وهي إنعكسَت إرتفاعاً بأسعار النفط العالمية حيث تحدثت أوساط إقتصادية أن سعر البرميل سيلامس ال 200$ أميركي بعد رفض السعودية والإمارات رفع سقف الإنتاج وأن سعر المتر المكعب من الغاذ سيتجاوز ال 4000$ إذا تعطلت إمدادات الغاز الروسية الى أوروبا.
أميركياً المشهد بدآ صعب جداً بعدما بلغ سعر الليتر الواحد من البنزين 4،3$ الأمر الذي يهدد حركة النقل التجاري داخل الولايات الأميركية التي تعتمد إعتماداً كلياً على شاحنات التخزين والنقل لعدم توفُر مستودعات تخزين كبيرة داخل مخازن توزيع المواد الغذائية،
إرتفاع سعر ليتر البنزين في ألولايات ألمتحدة الأميركية إنعكس على أسعار النقل والمواد الغذائية أسوةً بِكُل دوَل العالم رغم أن أميركا هيَ أم الدولار.
ماذا لو إتسعت رقعة الحرب وسيطرة روسيا داخل القارة العجوز كيف ستستمر أميركا في ظل ضائقة إقتصادية كبيرة وركود في سوق العمل؟ وخصوصاِ أن سبع ولايات تطالب بالإنفصال عنها منذ أكثر من خمسة عشرة عام وتقف على رأس القائمة كاليفورنيا وتكساس،بعكس روسيا التي تمتلك إكتفاء غذائي ذاتي وكميات ضخمة من النفط والغاز بمساحة تتجاوز الولايات المتحدة الأميركية بضعفين،
سعير النار الأميركية الملتهب على أطراف روسيا لن تكون واشنطن بمنأى عنه إذ لم تتدارك أخطاءها وتتراجع عن غَيِّها وطموحاتها المستحيلة.

المقالة تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي القناة

بإمكانكم إرسال مقالاتكم و تحليلاتكم لغرض نشرها بموقع الغدير عبر البريد الالكتروني

[email protected]

شاهد أيضاً

التعداد العام للسكّان..!

الشيخ حسن عطوان ||

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *