قناة الغدير الفضائية قناة اخبارية مستقلة
هاجم البعوض المسبب لمرض الملاريا البشر بضراوة مدعوما بتفشي جائحة كورونا ليصيب 14 مليون شخص في عام واحد، فماذا تعرف عن “الوباء المنسي”؟
في حين أن تركيز العالم كان على وباء “كوفيد-19″، ظهرت 14 مليون حالة جديدة من الملاريا في الفترة من 2019 إلى 2020، وكان عدد الحالات والوفيات الأعلى منذ عام 2012، وفقا لمنظمة الصحة العالمية.
وذكرت منظمة الصحة، في تقرير أصدرته في ديسمبر 2021، أن “ما يقرب من 93% من الوفيات الأخيرة حدثت في أفريقيا بين الأطفال دون سن الخامسة بإجمالي627000 حالة”.
ويقدر تقرير الملاريا العالمي أن عدد المصابين بجميع أنحاء العالم بلغ 241 مليون حالة حتى عام 2020، وهو نفس العدد الذي سجل في عام 2000.
يتحمل الإقليم الأفريقي نصيبًا كبيرًا من عبء الملاريا العالمي، ففي عام 2020 كانت المنطقة موطنًا لـ 95٪ من حالات الإصابة بالملاريا و96٪ من الوفيات بالمرض نفسه.
ووفقا للتقرير: “لم يتغير العبء العالمي للملاريا فعليًا خلال 20 عامًا بعد إنفاق أكثر من 30 مليار دولار على أنشطة مكافحة المرض، وبعد توزيع أكثر من 2-5 مليار ناموسية معالجة بمبيدات الحشرات، و3 مليارات اختبار تشخيص سريع، و3-5 مليارات مادة أرتيميسينين للعلاجات المركبة”.
يجلب كل موسم دافئ في كل عام البعوض الجديد للتكاثر والعض، والمخاطر تكون كبيرة بشكل خاص بالنسبة للأطفال في جميع أنحاء القارة الأفريقية الذين قد يصابون في وقت حرج من نموهم.
علاوة على ذلك، من المتوقع أن يغير تغير المناخ دورة نمو البعوض ويعزز معدلات انتقال الأمراض التي ينقلها البعوض ويوسع توزيعه الجغرافي.
ما هو مرض الملاريا؟
عرفت منظمة الصحة العالمية الملاريا بأنها “مرض حموي حاد تسببه طفيليات البلازموديوم، والتي تنتقل إلى الناس من خلال لدغات بعوضة الأنوفيلة المصابة التي تتغذى على البشر”.
الملاريا مرض خطير ومميت في بعض الأحيان، وعادةً ما يكون الأشخاص المصابون به مرضى جدًا مع ارتفاع في درجة الحرارة وقشعريرة ومرض شبيه بالإنفلونزا.
هناك 5 أنواع من الطفيليات التي تسبب الملاريا لدى البشر، واثنان منها يشكلان أكبر تهديد هما: المتصورة المنجلية والمتصورة النشيطة.
بشكل عام هناك 4 أنواع من طفيليات الملاريا تصيب البشر: المتصورة المنجلية، المتصورة النشيطة، المتصورة البيضية، والمتصورة الملاريا.
إضافة إلى طفيل نولسي، وهو نوع من الملاريا يصيب بشكل طبيعي قرود المكاك في جنوب شرق آسيا، وأيضًا يصيب البشر ويسبب الملاريا التي تنتقل من الحيوان إلى الإنسان (الملاريا “حيوانية المنشأ”).
المتصورة المنجلية هي نوع الملاريا الذي من المرجح أن يؤدي إلى التهابات شديدة، وإذا لم يتم علاجه على الفور فقد يؤدي إلى الوفاة.
عادة، يصاب الناس بالملاريا عن طريق لدغة بعوضة أنوفيليس معدية، فهو الوحيد القادر على نقل المرض بعدما حصل عليه من شخص مصاب.
عندما تلدغ البعوضة شخصًا مصابًا، يتم أخذ كمية صغيرة من الدم تحتوي على طفيليات الملاريا المجهرية، وبعد نحو أسبوع عندما تلدغ البعوضة شخص تختلط هذه الطفيليات بلعاب البعوضة ويتم حقنها في الشخص الذي يتم عضه.
نظرًا لوجود طفيل الملاريا في خلايا الدم الحمراء لشخص مصاب، يمكن أيضًا أن تنتقل من خلال نقل الدم أو زرع الأعضاء أو الاستخدام المشترك للإبر أو الحقن الملوثة بالدم، وقد تنتقل الملاريا أيضًا من الأم إلى طفلها الذي لم يولد قبل الولادة أو أثناءها.
من هو المعرض لخطر الإصابة بالملاريا؟
يمكن لأي شخص أن يصاب بالمرض، لكن معظم الحالات تحدث بين الأشخاص الذين يعيشون في البلدان التي ينتقل فيها الملاريا.
أيضا يمكن أن يصاب الأشخاص من البلدان التي لا يوجد بها ملاريا بالعدوى عندما يسافرون إلى بلدان بها ملاريا أو من خلال نقل الدم على الرغم من أن هذا نادر جدًا.
الأشخاص الذين يتعرضون بشدة لدغات البعوض المصاب بالمتصورة المنجلية هم أكثر عرضة لخطر الوفاة من الملاريا.
والمتصورة المنجلية هي التي تسبب في أغلب الأحيان الملاريا الحادة والمهددة للحياة، وهذا الطفيل شائع جدا في العديد من البلدان في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى.
الأشخاص الذين لديهم مناعة قليلة أو معدومة ضد الملاريا، مثل الأطفال الصغار والحوامل أو المسافرين القادمين من مناطق خالية من الملاريا، هم أكثر عرضة للإصابة بالمرض والموت.
بينما يتعرض الفقراء الذين يعيشون في المناطق الريفية الذين يفتقرون إلى الرعاية الصحية لخطر أكبر للإصابة بهذا المرض.
ونتيجة لكل هذه العوامل، فإن ما يقدر بنحو 90٪ من الوفيات بسبب الملاريا تحدث في إفريقيا جنوب الصحراء، كما تحدث معظمها عند الأطفال دون سن الخامسة.
ما هي علامات وأعراض الملاريا؟
حددت مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها CDC عددا من العلامات التي تدل على الإصابة بالملاريا، وتشمل:
– الحمى
– التعرق
– القشعريرة
– الصداع
– آلام العضلات
– الشعور بالتعب الشديد والنعاس، خاصة عند الأطفال
– التهاب الحلق والسعال وصعوبة التنفس
– الغثيان والقيء
– آلام البطن والإسهال
– فقدان الشهية
– قد تسبب الملاريا فقر الدم
– قد تسبب اليرقان (اصفرار الجلد والعينين) بسبب فقدان خلايا الدم الحمراء
إذا لم يتم علاجها على الفور، يمكن أن تصبح العدوى شديدة وقد تسبب ما يلي:
– الفشل الكلوي
– النوبات والارتباك العقلي
– الغيبوبة
– الموت
بالنسبة لمعظم الأشخاص، تبدأ الأعراض في الظهور من 10 أيام إلى 4 أسابيع بعد الإصابة، على الرغم من أن الشخص قد يشعر بالمرض في وقت مبكر قد يصل إلى 7 أيام أو متأخراً بعد عام واحد.
في حالات عدوى المتصورة النشيطة والمتصورة البيضية، يمكن أن تظل بعض الطفيليات كامنة في الكبد لعدة أشهر تصل إلى 4 سنوات بعد لدغة بعوضة مصابة بالعدوى.
وعندما تخرج هذه الطفيليات من السبات وتبدأ في غزو خلايا الدم الحمراء سيصاب الشخص بالمرض.
وفقا لمنظمة الصحة، عادة ما تظهر الأعراض الأولى (الحمى والصداع والقشعريرة) بعد 10-15 يومًا من لدغة البعوض المعدية، وقد تكون خفيفة ويصعب التعرف عليها على أنها ملاريا.
وإذا تُركت الملاريا المتصورة المنجلية دون علاج ، فيمكن أن تتطور إلى مرض شديد وموت خلال فترة 24 ساعة.
لذا فإن أضمن لمعرفة ما إذا كنت مصابًا بالملاريا هي إجراء اختبار تشخيصي، حيث يتم فحص قطرة من دمك تحت المجهر بحثًا عن طفيليات الملاريا.
وإذا كنت مريضًا وكان هناك أي اشتباه في الإصابة بالملاريا، على سبيل المثال إذا كنت قد سافرت مؤخرًا في بلد يحدث فيه انتقال الملاريا، فيجب إجراء الاختبار دون تأخير.
كيف يمكن الوقاية من الملاريا؟
على الرغم من أن الملاريا يمكن أن تكون مرضًا مميتًا، إلا أنه يمكن عادةً الوقاية من المرض والوفاة بسبب الملاريا.
وقدم NHS، وهو أكبر موقع إلكتروني صحي في المملكة المتحدة، مجموعة من النصائح لكيفية تجنب الإصابة بالملاريا، كالتالي:
– إذا كنت مسافرًا إلى منطقة تنتشر فيها الملاريا، فعليك الحصول على نصيحة من طبيب مختص قبل نحو 4 إلى 6 أسابيع على الأقل من السفر.
– تناول أي دواء مضاد للملاريا يصفه الطبيب، وعادة ما تحتاج إلى البدء في تناوله قبل بضعة أيام أو أسابيع من ذهابك، حتى أسابيع قليلة بعد عودتك.
– استخدم طارد الحشرات على بشرتك، وتأكد من أنه يحتوي على 50٪ ديت (DEET).
– النوم تحت الناموسيات المعالجة بالمبيدات الحشرية.
– ارتداء ملابس طويلة الأكمام وسراويل لتغطية ذراعيك وساقيك في المساء، عندما يكون البعوض أكثر نشاطًا.
يجب معرفة أن الملاريا حالة طارئة وتحتاج إلى علاج سريع باستخدام الأدوية المضادة، على أن يبقى بعض الأشخاص (الحالات المهقدمة) في المستشفى لتلقي رعاية وعلاج متخصصين.
ويمكن أن تعود الملاريا في بعض الأحيان وستحتاج إلى العلاج مرة أخرى إذا حدث ذلك.
