إيمان عبدالرحمن الدشتي ||
“قالت جميلاً، قولها ما أجمله”، كلمات قالها الشاعر محمد الفاطمي، فاستوقفتني على شاطئ بحر البلاغة وسحر البيان، لكريمة من خط للبلاغة نهجا، فكانت هي من سالكيه برفقة صبر أثقل من الجبال الرواسي.
إعلامية من الطراز الأول، إن سكتت تكلم جلالها، وإن نطقت اذلت جبابرة زمانها.
خفرة لم يُرَ أنطق منها، ان تكلمت ظنوا أن عليا قد عاد!.
لم يلق الوهن في كبريائها مكانا، رغم أنه تمكن من بدنها النحيل حتى صارت لا تقوى على الوقوف في صلاة ليلها الأليم.
أي قوة كانت تحملها تلك المرأة؟!!
بالأمس سارت مع ركب فيه الشمس والقمر والكواكب وهي الأميرة فيه، ولكن!!،
انتثرت الكواكب، وخُسف القمر، وأبصرت بام عينها الشمس وهي تُكسف ويَظلمُّ الكون .
وانقلبت الأحوال، حتى سارت بركب أقل ما تنعت فيه أنها سبية!!.
اخفت حزنها خلف قسوة الأسر وفضاضة السجانين.
ان جاعت لهمت صبرا، وإن عطشت كانت حسينا بصلابته وعنفوانه.
هي مزيج من المشاعر والأدوار، شاء الله لها ذلك، فكانت يداً حانية للمضطهدين والمعنفين السبايا، واباً لكل من تيتم، ونصيرةً لإمامها العليل المكبل.
وكانت ثائرة صادحة بوجه المستكبرين والطغاة وفي عقر دارهم، ولم تخشَ جبروتهم وبطشهم، وبكل إباء ووقار قالت لهم “ما رأيت إلا جميلا”.
فطوبى للبوة الأسود، وعقيلة الطالبيين، طوبى لمن خطت إسمها قرينة للأئمة والصالحين، طوبى لإبنة من وقفت بوجه أول الظالمين لآل يس، … طوبى للحوراء زينب .
المقالة تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي القناة
بإمكانكم إرسال مقالاتكم و تحليلاتكم لغرض نشرها بموقع الغدير عبر البريد الالكتروني