د. أمل الأسدي ||
سبُّوح قدُّوس،إليكَ تعرج هذه الحسرات
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
من بعـــــيد،من قاع الليل المظلم الـــبارد مازال هذا الصوت ينبعث:
ـ يا عقيلة اليوم عندچ مو كفيل احنا كوافل
كلنا متدربين في مدرسة الغيرة بو فاضل
نرفع الراية جنود حماية
زينب الغاية بارواحنا اناضل
وكأنه تذكرةٌ وهديةٌ سماويةٌ إليكِ أيتها الأم، مَن لزينب إذا تخلی الجميع عنها؟ كان حضنُكِ كريما إذ وهبَ أنفاسه الغالية عطرا ثائرا حاميا لضريح السيدة!!
ـ صناديد فجأة يثور دمنا بلا مواعيد
باستشهادنا نأدي الشعائر
وقت الفزعة نتقدم تسبقنا الدماء
بعيونك تشوف الدم وين نقدمه
ملبين للإسلام نتقدم مضحين
إحنا نموت ونزف البشاير
هذا خطنا وشوف دمنا بوقته يجري بكل إرادة
دمنا مثل حسين توقيعه بميادين الشهادة
هـــا أنتِ تهبين صناديدك لهذا الطريق، أبشري،فاختيار الطريق يحتاج إلی تسديد وتوفيق وكفّ إليهة راعية،ألم تري أن أمَّ موسی ارتجفت وتراجعت خوفا علی رضيعها؟ لكنك لم تتراجعي،كنت تنظرين إلی زينب،فلم يفرغ قلبكِ ولم تبخلي!!
هل تظنين أن ذلك صدفة؟كلا،كلُّ شيءٍ بميزان ومقدار عند الله؛لذا سوّاكِ نخلةً زينبيةً،تجود بتمرها وعمرها كرامةً للغريبة التي ما زالت تنادي: هل مِن ناصرٍ ينصرنا؟!
ـ طبعنا الميثمي مجرب حبنا الأولي
على جذوع الزمن نصلب مانترك علي
ماتت العشاق مرة ومتنا في الحب مرتين
مرة ياعباس نصرخ مرة نصرخ يا حسين
مات العشاقُ مرتين،مرةً علی حبِّ الحسين،وأخری علی حب العباس،صرخوا وطارت صرختهم نحو العرش
ياحسيـــن… ياعبـــاس
إلا أنتِ!! جعلتها ثلاثا
موت علی حب الحــسين
وموت علی حب العبـــاس
وموت علی حب زينــــب!!
صرختِ بعدد أولادك
ياحسين… يا عباس… يازينب
كيف ابتكرتِ موعدا جديدا للعشق؟
حتما لم يكن من ابتكاركِ!!
فمواعيد العشق والشهادة اصطفاء واختيار!
ـ اذا ثار حب حسين بينا باحلى ايثار
شفت نفوسنا الحرة الغيورة
مصلين متربين على الندبة ومعزين
راعي الثار يلهمنا بحضوره
موالين من نظراتنا تشوف البراهين
متشوقين للمهدي وظهوره
قومي سيدة الصبر الزينبي،ضعي يدكِ علی قلبكِ،ارفعي صوتك:سبُّوح قدُّوس…إليكَ أرفع حسرتي يارب!
قومي،فزينب تنظر إلی مَن ينظر إليها
قرّي عينا،فكما نصر اللهُ زينب وخلّد ذكرها وحسرتها،سيخلّد كلّ من سار علی نهجها وأحبها ووهبها أغلی ما في حياته!!
قومي،فلكِ ربٌّ كريم،وأمامكِ كتاب لايغادر صغيرة ولاكبيرة!!
قومي،فأنتِ أمٌّ عراقية،يجهل اليأسُ عنوانَها،يجهل الانحناءُ طريقَها!
قومي،باسم زينب وتوكلي علی حسراتها.
المقالة تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي القناة
بإمكانكم إرسال مقالاتكم و تحليلاتكم لغرض نشرها بموقع الغدير عبر البريد الالكتروني