كانت قبائل المايا تعتقد أن حبوب الكاكاو هي هبة من الآلهة. وتعتبر هذه القبائل أول من استخدم هذه الحبوب في صنع الحلوى والشوكولاتة، كما استخدموها كعملة للمقايضة.
وتشير مجلة Journal of Archaeological Science Reports، إلى أنه لذلك بالذات كان إنتاج حبوب الكاكاو يخضع لرقابة صارمة من جانب قادة المايا في شمال يوكاتان، وزرع أشجار الكاكاو كان حصريا في البساتين المقدسة فقط.
ولم يكن الباحثون المعاصرون يعرفون موقع هذه البساتين إلى الفترة الأخيرة. ولكن تمكن باحثون من جامعة بريغهام يونغ الأمريكية بالتعاون مع علماء الاثار في الولايات المتحدة والمكسيك من تحديد مواقع هذه البساتين، التي تتميز بتجانس مثالي من الرطوبة و “الهدوء” والظلال لأشجار الكاكاو ، التي استخدمتها المايا لإنشاء حدائق الكاكاو “المحرمة”. وهذه المواقع تقع حول الهبوط الأرضي في التكوينات الجيرية في مناطق الكارست، حيث تتجمع فيها المياه.
وحلل الفريق العلمي عينات من التربة التي أخذوها من 11 موقعا، واكتشفوا أن تسع عينات منها تحتوي على آثار الثيوبرومين والكافيين، التي هي مزيج فريد في الكاكاو. كما عثر علماء الآثار في بعض المواقع على أدلة تشير إلى ممارسة طقوس احتفالية فيها، مثل منحدرات للمواكب ونقوش على الحجر ومذابح وهدايا من اليشم والفخار بما فيها حبوب الكاكاو المصنوعة من الخزف.
وتشير نتائج هذه الدراسة، إلى أن بساتين الكاكاو كانت تحتل مكانة متميزة في الطقوس القديمة وطرق التجارة، ما أثر في اقتصاد أمريكا الوسطى. فمثلا الطريق المكتشف في المنطقة، الذي يبلغ طوله أكثر من 112 كيلومترا، ويعتقد أنه طريق التجارة الرئيسي للمايا، كان يستخدم أيضا لمراقبة إنتاج الكاكاو. لأنه يمر بعدد كبير من مواقع البساتين المقدسة.
و تدعم أدلة زراعة الكاكاو المكتشفة، إلى جانب الاكتشافات الأثرية، ما يؤكد على أن الكاكاو لعب دورًا مهمًا في الانتقال الإيديولوجي من تبجيل إله الذرة إلى سيادة إله الشمس.
وقد عثر الباحثون في أحد المواقع القريبة من قرية كوبا المكسيكية على يد تمثال وسواره مرتبطين بوعاء للبخور، وعددا كبيرا من قرون حبوب الكاكاو الخزفية. كما اكتشفوا في هذا المكان أيضا بقايا أشجار الكاكاو، ما يشير إلى أن هذا المكان كان في زمن المايا موقع بستان مقدس.
المصدر: وكالات