خضير العواد ||
لم يتلقى شعباً قتلاً وتدميراً من جارته كما تقلى الشعب العراقي من الجارة السعودية ، هذه الجارة التي لم يهدأ لها بال إلا بقتل العراقيين منذ الحقبة السعودية الأولى اي قبل أكثر من 200 سنة وهم يغزون المدن المقدسة في النجف وكربلاء ويقتلون وينهبون بشتى الطرق الخبيثة والحقيرة ، وعندما انتصرت الثورة الإيرانية دفعوا صدام للحرب مع الجارة المسلمة إيران تنفيذاً للمخطط الأمريكي الصهيوني في المنطقة ، ودخل الدكتاتور صدام الحرب التي استمرت لكثر من ثمانية سنوات وذهب ضحيتها أكثر من مليون إنسان.
وبعد الحرب خفضوا أسعار النفط من أجل تدمير الاقتصاد العراقي على الرغم من أن الدكتاتور صدام هو سني المذهب ولكنهم لا يريدون أي خير للعراق أن كان سنياً او شيعياً أي مشكلتهم مع العراق كعراق أما المذهبية فغطاء يستعملوه من أجل المغفلين ، وجلبوا جميع قوى الاستكبار من أجل إخراج صدام من الكويت ، وعندما ثار العراق في انتفاضته الشعبانية العظيمة عام 1991 وكادت هذه الإنتفاضة ان تنهي حكم الدكتاتور صدام لولا دفع السعودية الأمريكان أن يساعدوا مرة ثانية صدام من أجل إفشال الإنتفاضة وبالفعل تم لهم ذلك وذهب ضحية هذا الإنتفاضة مئات الألوف من أبناء العراق الغيارى.
وعندما هرب العراقيون الى القوات الأمريكية التي أجبرت السعودية على فتح مناطق أمنة للاجئين ، وقد فتحت السعودية سجون في صحراء رفحاء وبقوا في تلك الصحراء القاحلة لأكثر من 13 سنة وقد قتلت منهم العشرات بعلم الأمم المتحدة ، وعندما تغيّر النظام الدكتاتوري الصدامي عام 2003 ، شمّرت عن ذراعيها المملكة السعودية من أجل تدمير العملية الديمقراطية وإفشالها بأي طريقة كانت وبأي ثمن وقد دفعت المليارات من الدولارات مع دعم إعلامي كبير للمجاميع الإرهابية التي كان يقودها السعوديون فقهياً وحركياً وتنظيمياً ، فلم ينتهي يوم من الأيام إلا ومجرم من المجرمين السعوديين (انتماء وطن أو انتماء فكري و عقائدي) قد فجر نفسه في شوارع المدن العراقية وقد استمرت هذه الجرائم والتفجيرات والمؤامرات من 2003 الى 2014 وقد ذهب ضحيتها مئات الألوف من العراقيين نساءا ورجالاً وأطفالاً بالإضافة الى تدمير البنية التحتية ، وفي عام 2014 بدأ مخطط داعش الإرهابي وهو مخطط سعودي أمريكي صهيوني.
وأجتاح هذا التنظيم التكفيري الوهابي المدن الغربية للعراق وقد وصل الى أطراف بغداد ، وقام هذا التنظيم بالمجازر أولها مجزرة أسبايكر التي ذهب ضحيتها ذبحاً أكثر من 4000 شاب عراقي ، وقد قطعت الرؤوس وحرقت الجثث ومثلوا بها أبشع تمثيل وهذا جميعه تحت الإشراف السعودي الإماراتي الأمريكي الصهيوني.
ولولا فتوى الجهاد للسيد السيستاني وخروج الشعب العراقي للجهاد وموقف الجارة إيران المشرف التي فتحت مخازن أسلحتها وعتادها لكان داعش قد سيطرة على جميع أراضي العراق وباع نساءه كآمات في أسواقهم كما باع نساء أخوتنا في الوطن الأزيدية والمسيحيين وكذلك نساء المناطق الغربية من أهل السنة ، ولولا الحشد الشعبي البطل وجميع التنظيمات المقاومة التي اشتركت في الدفاع عن المدن العراقية وسكانها لكانت السعودية اليوم هي المسيطرة على الحكم في العراق من خلال مرتزقتها والخونة من القيادات العراقية ،وقد قدم العراق الآلاف من ابناءه البررة من أجل الدفاع عن مقدساته وأبناءه وثرواته ، وبعد كل هذه الجرائم والمجازر والتدمير يأتي أحد الوزراء السعوديون ويصرح ( عفى الله عما سلف) عن أخطاء العراقيين ؟؟؟
اي أخطاء يا وزير هل كانت رقاب شعبنا يُصعَب قطعها فتأذيتم وتعبتم في جزها أم دماء أبناءنا كانت كثيرة ولونها أحمر قاني فأزعجتكم أم َصعَّبنا عليكم مهمة إبادتنا أم كثرة انتشار اللون الأسود في مدننا نتيجة مجازركم قد أثر في نفسيتكم أم ماذا يا وزير ؟؟؟
فعن ماذا تعفو يا وزير؟؟؟
ولكن من مهانة الدنيا وحقارتها أن تصرح بهذا التصريح يا وزير وأنت القاتل والمجرم والإرهابي وسيأتي اليوم الذي نحاسبكم فيه عن كل قطرة دم تسببتم في إراقتها بعد أن ينتفض العراق مع إمام زمانه منقذ البشرية الحجة بن الحسن عج ويقتلع الفساد وقادته من ترابه المقدس الذين أعطوا المجال لأمثالك ان يصرحوا بهكذا تصريح وعندها سيطلب قادتك العفو فلا يجدوه .
ــــــــ
المقالة تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي القناة
بإمكانكم إرسال مقالاتكم و تحليلاتكم لغرض نشرها بموقع الغدير عبر البريد الالكتروني