أجيال المستقبل .. يفترشون الأرض في مدارس العراق

سلام الشيباني ||

عندما نشاهد أطفالنا في العراق يفترشون الأرض لأداء الامتحانات في المدارس، بالرغم من كل الظروف القاسية في الشتاء والصيف، وفي بلد يمتلك الثروات التي لا توجد في اغلب دول العالم من نفط ومنافذ وغيرها من الثروات التي تدر الأموال الى ميزانيات الدولة، هنا يصيبنا الإحباط وعدم التفاؤل في مستقبل العراق.

على الرغم من كل الثروات والخيرات في العراق، الجميع يعاني نقص الخدمات وفي كافة مجالات الحياة، كالصحة والتعليم والماء والكهرباء وغيرها من متطلبات الحياة التي أصبحت لبعض دول العالم حاجات بدائية قد تجاوزها قبل مئات السنين.

وقد نبدأها في التربية والتعليم اللذان يشكلان أساس المجتمع وتطوره، فعلى مدار التاريخ كان التفاوت بين البلدان يرجع لمصدر التعليم وتطويره .

يشمل التعليم الخبرات والكثير من المهارات الأخرى التي تجعل هذه العملية المنظمة شاملة لكل ما يحتاجه الإنسان لكي يرقى بفكره، ولذلك يهتم به العالم اهتمام خاص لضمان مستقبل زاهر يلبي طموح ذلك البلد.

تعمل الأمم المتحدة ومنظمات المجتمع المدني في جميع بلدان العالم على حماية الطفل من انتهاك حقه في التعليم باعتباره هو المفتاح الذهبي لفتح باب الحرية، الا في العراق الطفل منتهكه حقوقه ولم يعد يطمح لشيء بسبب الأوضاع التي يعيشها في المدارس وكذلك المنازل لتردي الواقع التعليمي والتربوي في العراق.

والتعليم هو السبيل إلى التنمية وتطوير البلد فكلما كانت البلدان تعتني بالتعليم وبمعاييره وتهيا كل أسباب النجاح ستكون في مقدمة البلدان المتطورة في جميع مجالات الحياة .

وعملت الحكومات التي جاءت بعد احتلال العراق عام 2003 على عدة مشاريع للنهوض بالواقع التعليمي في العراق، لكنها ذهبت ادراج الرياح، والمستفيد الوحيد منها مافيات الفساد التي تجذرت في العراق ولم تعد تنتهي.

 

المقالة تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي القناة

بإمكانكم إرسال مقالاتكم و تحليلاتكم لغرض نشرها بموقع الغدير عبر البريد الالكتروني

[email protected]

Check Also

الأُمَّة تائهة بين إنبطاح العربان وتِبَعِيَّة المسلمين..!

د. إسماعيل النجار ||

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *