ا.د جهاد كاظم العكيلي / إعلامي وأكاديمي عراقي
بعد إن قضت المحكمة الإتحادية العليا، برد الطعن المُقدم من قبل رئيس تحالف الفتح السيد هادي العامري بشأن نتائج الإنتخابات التشريعية التي جرت في تشرين الأول الماضي، فما مدى تأثير هذا الرد على شكل الحكومة المُقبلة في ضوء تصدر الكتلة الصدرية المشهد السياسي بعد حيازتها على 73 مقعدا؟ ..
وكيف ستتعامل السلطة التشريعية مع رد المحكمة هذا في حال إلتئام النواب في أول جلسة للمجلس التي من المؤمل أن تعقد في التاسع من الشهر الحالي؟ .. وما الذي سيفعله السيد الصدر والإطار التنسيقي لإنتاج حكومة جديدة يكون رئيسها من المكون الشيعي كالعادة؟ ..
هذه التساؤلات، وغيرها الكثير، هي مدار بحث على ألسن ذوي الإختصاص من الباحثين والمهتمين في الشأن السياسي ورؤساء الكتل والأحزاب السياسية التي تصدرت المشهد ومنها تحالف تقدم الذي يتزعمه السيد الحلبوسي بـ 37 مقعدا، ثم ائتلاف دولة القانون بزعامة رئيس الوزراء الأسبق السيد نوري المالكي برصيد 33 مقعدا، ثم الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة السيد مسعود بارزاني بـ 31 مقعدا ..
لا يزال السيد الصدر يصر على التمسك بموقفه الداعي إلى تشكيل حكومة أغلبية وطنية هذه المرة ويريدها لا شرقية ولا غربية، يقابل ذلك تمسك الكتل السياسية الأخرى ومنها تقدم وإئتلاف دولة القانون والحزب الديمقراطي الكردستاني، بضرورة إنتاج الحكومة المقبلة على أساس مبدأ الشراكة والتوافق، كما كان يحصل في كل مرة سابقة على مدى سنوات تشكيل النظام السياسي القائم منذ عام الإحتلال الأمريكي للعراق 2003 وحتى الآن ..
وإذا كانت عملية تشكيل الحكومات السابقة بمشاركة جميع الأطراف قد إكتنفتها صعوبة في التشكيل رغم إنها جرت على أساس التوافق قد إستغرق إنتاجها عدة شهور، فكيف سيتم إنتاج حكومة ٢٠٢٢ في ضوء التضاد القائم حاليا .. هل سيستغرق الإنتاج شهورا أكثر من ذي قبل؟ .. أم أن الكتل السياسية المتصدرة ستأخذ بنظر الإعتبار ما عاناه الشعب ولا يزال يعاني من العيش بنصف حياة عمادها الحيرة في كيفية التخلص من نظام المحاصصة المقيت، وحيرة أخرى ملخصها التطلع لبناء دولة حقيقية تلبي إحتياجاته الحياتية وأن تضطلع فعلا لا قولا بتنمية شاملة تشمل كل القطاعات ومنها قطاع تنمية الإنسان تنمية حقيقية وشاملة ليعيش بأمن وسلام ..
سادتي في البيت والبيوت الأخرى، أدعوكم دعوة مخلصة، وهي دعوة شعب مخلص لوطنه عانى ما عاني من مصائب وويلات وتدخلات، أن لا يظل الجدل السياسي قائما مثل كل مرة سابقة، فيعتري تشكيل حكومة جديدة قد يطول وقت إنتاجها كثيرا من الزمن الضائع، فتغرق كل البيوت على سطح وطن يمتلك ظاهره وباطنه كل خيرات الدنيا ..
وما عليكم، سادتي، إزاء هذا الحال إلا تحمل المسؤولية كاملة لحلحلة ما يعتري المشهد الجديد من مشاكل سياسية، والسير على سطح الوطن بأمان وسلام، لحلحلة المشاكل التي يعاني منها الشعب في جوانب الحياة الكثيرة التي تم تغيبها عنه على مدى سنوات ما بعد الإحتلال ، وبعكسه فإن الامور قد تسير إلى إنتاج شعبي ما لا يحمد عقباه ..
المقالة تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي القناة
بإمكانكم إرسال مقالاتكم و تحليلاتكم لغرض نشرها بموقع الغدير عبر البريد الالكتروني