الكاكائية في العراق… آمال لم تتحقق

اعداد واستطلاع: سعاد حسن الجوهري ||

اثناء بحثنا عن ابرز الاعتداءات الارهابية التي نفذها داعش الاجرامي ضد الاقليات الدينية في العراق لفت انتباهنا تعرض اقلية مغمورة الى شتى انواع الاضطهاد الا وهي “الديانة الكاكائية” حيث وجدنا ان هذه الاقلية اخذت نصيبا مؤلما من الحيف وتعرض قراها في “طوبزاوا” وخانقين ومقتربات كركوك واماكن اخرى في نينوى وغيرها الى هجمات ارهابية بالقصف والاقتحام ما تسبب بحصول حالات نزوح وضحايا في صفوفهم.
بالكاد استطعنا الحصول على رقم هاتف لشخصية كاكائية يتحدث لنا عن طبيعة هذه الاقلية حتى تمكنا اخيرا بعد جهود مرهقة من التواصل مع “رشيد فرهاد” احد وجهاء هذه الديانة في خانقين بمحافظة ديالى حيث اكد بان تاريخ ظهور الديانة الكاكائية يعود إلى ثلاثة آلاف عام قبل الميلاد، وفقا لرئيس منظمة “ميثرا للتنمية والثقافة اليارسانية” المعنية بحقوق وطبيعة الاقليات الدينية في العراق وابرزها الكاكائية.
واوضح فرهاد بانه “وفقا لآخر إحصائية غير رسمية لمنظمة ميثرا يبلغ عدد أتباع الديانة الكاكائية في العراق أكثر من 120 ألف نسمة يتوزعون على مناطق سهل نينوى والسليمانية وأربيل وحلبجة وخانقين وكركوك وديالى ومدن أخرى تقع ضمن هذا النطاق خاصة في المناطق المسماة بالمختلطة او المتنازع عليها.
واطنب فرهاد بالقول: ان اصل كلمة الكاكائية في العراق مشتقة من كلمة “كاكا” باللغة الكردية وتعني الأخ الكبير. معبرا عن عميق المه من حرمان الكاكائيين من حقوقهم وعدم الاعتراف بهم في العراق نوع من أنواع الاضطهاد التي يتعرض لها أتباع الديانة بحسب قوله.
كما اشار إلى أن مجموعة من الناشطين يحاولون الضغط على الحكومة العراقية للاعتراف بالديانة لكن هذه المهمة تواجهها عوائق كثيرة. ولفت الى ان اتباع الديانة يشيرون إلى أن هويتهم الدينية في خطر ومهددة بالزوال في العراق وحتى في مدن إقليم كردستان بدأت تتقلص ولا يستطيع أطفال الديانة دراسة دينهم في المدارس ضمن مادة الدين بحسب تعبيره.
العودة لاحصائيات مؤسسة “ميثرا” تؤكد ان الحيف الذي تعانيه الاقلية الكاكائية لا يقف عند حد زمني معين بل ان الاضطهاد لازم هذه الاقلية منذ زمن بعيد في حين لم يتم الاعتراف بهم كديانة قائمة، منذ إنشاء الدولة العراقية الحديثة في عام 1921.
تقرير المؤسسة – آنفة الذكر – يؤكد ان اتباع الديانة الكاكائية لم يسلموا من سطوة تنظيم داعش الذي احتل الكثير من مناطقهم خلال الفترة بين عامي 2014 و2016، وطردهم من قراهم وشن هجمات ضد المدنيين بعدها اسفرت عن سقوط عدد لا يحصى من الضحايا في صفوفهم.
معلوم ان هذه الاقلية لا تتواجد في شمال العراق فحسب وانما في تركيا وايران والباكستان لكن بنسب سكانية متفاوتة.

المقالة تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي القناة

بإمكانكم إرسال مقالاتكم و تحليلاتكم لغرض نشرها بموقع الغدير عبر البريد الالكتروني

[email protected]

Check Also

التعداد العام للسكّان..!

الشيخ حسن عطوان ||

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *