ما هويتُنا تحت التراب؟!

مازن البعيجي ||

انا وأنت وهي وهو.. نحن المتبجّحون في دنيا مذمومة والمخترعين لنا هويات جغرافية، وعرقية، وقومية، وعشائرية، وعوائل كثيرة زائفة اتخذت آلهة من دون الله الخالق العظيم سبحانه! وصرنا نُعرَف بها ونعرّف العالم بها وننتِسب لها ونختلق حروبًا لأجلها وبسببها!! علامات وأَعلام وإِعلام وتخندقات لأجلها تُسفك الدماء المحرّمة وتهان الكرامات! بل وننسلخ عن هويتنا التي من أجلها خَلَقَنا الله تبارك وتعالى، وننسى أن أصل الواجب هو السير ضمن تكليف شرعي جاء من أجله جيش من الأنبياء والمرسلين المعصومين “عليهم السلام” وأي شيء يسهّل عملية العيش بكرامة للوصول إلى هدف الطاعة لله “تبارك وتعالى” ولا يتعارض مع مبدأ شرعي وأصل عقائدي لا مشكلة فيه، لا أن تصبح العقيدة عند البعض “الجغرافيا” ربّ يُعبد من دون الله وعليها تُسنّ قوانين وتُؤسَّس ضوابط فمن يكن معي كان مني! ومن لم يتفق معي كان عدوي وحلّ قتلهُ واهانته وغدره وتسقيطه!!
(هُنَالِكَ الْوَلَايَةُ لِلَّهِ الْحَقِّ هُوَ خَيْرٌ ثَوَابًا وَخَيْرٌ عُقْبًا ) الكهف ٤٤ .
فعن عن أيةِ هوية نقاتل في الدنيا ومثل “سايكس بيكو” نموذجا لهويتنا التي تفرقنا عن “الولاء” لله رب العالمين ثم لنبيه الكريم والاطهار من آل محمد “عليهم السلام”ومن يمثلهم بالنيابة الشرعية التي هي محلّ اعتقادنا الجازم والذي عنه نُسأل يوم القيامة!؟
نجاح الاستكبار في تمزيق بصيرتنا هو أسّ ما نعانيه اليوم من مصائب وويلات! والسؤال المهم والخطير، هل أن أهل البيت “عليهم السلام” النموذج الأكمل بنص القرآن الكريم انهم عراقيون مثلاً أم إيرانيون أم تونسيون أم يمنيون أم فرنسيون؟! قطعًا بحكمِ العقل والنقل لا شيء من ذلك أبدًا!! إنهم أئمة المسلمين وقادة البشرية وسادة الخلق مابقي الليل والنهار ، تكليفهم ورسالتهم الأخذ برقاب الناس تخو الكمال المطلق حيث سبيل الله “سبحانه وتعالى” ، وأي سبيل غير ذلك أو هوية مصطنعة إنما هي من فعل الشيطان والنفس الأمارة بالسوء!!!
(قُلْ هَٰذِهِۦ سَبِيلِى أَدْعُوٓاْ إِلَى ٱللهِ عَلَىٰ بَصِيرَةٍ أَنَا۠ وَمَنِ ٱتَّبَعَنِى وَسُبْحَٰنَ ٱللَّهِ وَمَآ أَنَا۠ مِنَ ٱلْمُشْرِكِينَ) يوسف ١٠٨

“البصيرة هي ان لا تصبح سهمًا بيد قاتل الحسين يُسَدَّد على دولة الفقيه”

المقالة تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي القناة

بإمكانكم إرسال مقالاتكم و تحليلاتكم لغرض نشرها بموقع الغدير عبر البريد الالكتروني

[email protected]

شاهد أيضاً

حديث الإثنين.. سيظل العرب في غيهم يعمهون..!

احمد ناصر الشريف ||

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *