أعرب دومينيك ستيلهارت، وهو مسؤولٌ كبيرٌ في اللجنة الدولية للصليب الأحمر، الإثنين، (22_تشرين الثاني_2021)، عن “السخط لأن العقوبات الاقتصادية المفروضة على أفغانستان تسبّب معاناةً شديدةً في البلاد”.
وأضاف ستيلهارت أن “صور الأطفال الهزيلين تثير الرعب بحق”، مشيراً إلى أنه “عندما تكون في جناح الأطفال في أكبر مستشفى في قندهار، وتنظر إلى العيون الفارغة للأطفال الجائعين والوجوه اليائسة للآباء القلقين، فإن الوضعية تثير الغضب”.
وأكمل قائلاً “إنه أمر يثير الغضب لأن كل هذه المعاناة من صنع الإنسان”.
وحذَّرت الأمم المتحدة من أن 22 مليون أفغاني، أي أكثر من نصف سكان البلاد، سيعانون نقصاً حادّاً في الغذاء بسبب الجفاف، إلى جانب الأزمة الاقتصادية التي تفجَّرت بعد الانسحاب الأميركي في آب/أغسطس الماضي، والذي جاء بعد 20 عاماً من الاحتلال العسكري.
وأوقفت المؤسسات المالية الدولية مساعداتها بعد وصول حركة “طالبان” إلى السلطة في إثر الانسحاب، وجمّدت واشنطن نحو 9,5 مليارات دولار من أصول البنك المركزي الأفغاني.
وشدَّد ستيلهارت على أن العقوبات، “التي تهدف إلى معاقبة مَن هم في السلطة في كابول، تمنع ملايين الأشخاص في أنحاء أفغانستان من الوصول إلى السلع الأساسية، التي يحتاجون إليها من أجل البقاء في قيد الحياة”.
وحذَّر المسؤول في اللجنة الدولية للصليب الأحمر من أن العقوبات المفروضة على النظام المصرفي “دفعت الاقتصاد إلى حالةٍ من التدهور، وعرقلت المساعدات الثنائية”.
وأردف أنَّ هذه العقوبات “تؤدي إلى تجفيف التمويلات التي تحتاج إليها المنظمات الإنسانية”، وذلك في وقتٍ يخشى عدد من الدول المانحة والموردين والبنوك انتهاكَ قرارات الأمم المتحدة، أو الوقوع في مشاكل مع السلطات الأميركية.
ودعت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إلى أن تكون “المنظمات غير المتحيزة، والتي تقوم بالأعمال الإنسانية فقط، قادرةً على أداء رسالتها من دون مواجهة أي مشاكل”.
وزادت المنظمة في مساعدتها لأفغانستان، ولاسيما لـ 18 مستشفىً إقليمياً يعمل فيها 5100 موظف، ستغطي تكاليفهم وتوفّر لهم المعدات للأشهر الـ6 المقبلة، حتى يتمكّنوا من مواصلة العمل.
وفي وقتٍ سابقٍ من اليوم الإثنين، دعت الصين الولايات المتحدة إلى إلغاء تجميد الأصول الأجنبية لأفغانستان من دون تأخير، مؤكدةً أنّ العقوبات تؤدي إلى تفاقم الأزمة الإنسانية في البلاد.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، تشاو ليجيان، للصحافيين، إن “العقوبات الأحادية الجانب، وخصوصاً تجميد الأصول الأجنبية لأفغانستان، هي عقاب جماعي للشعب الأفغاني بأسره، يؤدي إلى تفاقم الكارثة الإنسانية في البلاد”. انتهى م4
المصدر| وكالات