كشف الاتحاد الأوروبي، اليوم الثلاثاء، أنه يمارس ضغوطاً على أكثر من 13 دولة، من أجل إيقاف سفر مواطنيها إلى بيلاروسيا، والذين يسعون عادة لدخول دول التكتل، عبر رحلات محفوفة بالمخاطر.
يأتي ذلك استجابة من بروكسل لما تقول إنه “حملة مدبّرة” من جانب رئيس بيلاروسيا، ألكسندر لوكاشينكو، تهدف إلى “خلق اضطرابات في الاتحاد الأوروبي، من خلال تشجيع الهجرة غير الشرعية عبر حدود بلاده، بسبب العقوبات المفروضة على حكومته”.
وقال المتحدث باسم المفوضية الأوروبية، بيتر ستانو، إنّ “هذا جزء من أسلوب غير إنساني، وحقيقي، ويمثّل أسلوب العصابات لنظام لوكاشينكو”، بحسب ما نقلت وكالة “فرانس برس”.
ونجحت الجهود الأوروبية في دفع العراق إلى إيقاف الرحلات الجوية من بغداد إلى مينسك، بينما يتَّسع نطاق هذه التحركات الدبلوماسية حالياً ليشمل 13 دولة مصدّرة للمهاجرين عبر بيلاروسيا، إلى جانب “مراقبة 20 دولة أخرى”.
وبحسب “فرانس برس”، فإن الدول التي اتصلت بروكسل بها مباشرة، هي: مصر والعراق والأردن ولبنان والكاميرون والكونغو والكونغو الديمقراطية وغينيا وجورجيا وكازاخستان وباكستان وطاجيكستان وتركيا.
أمّا الدول العشرون الخاضعة للمراقبة، فهي، الجزائر وأذربيجان والهند وإيران وساحل العاج وليبيا والمغرب ونيجيريا وقطر وروسيا والسنغال والصومال وجنوب أفريقيا وسريلانكا وسوريا وتونس والإمارات وأوزبكستان وفنزويلا واليمن.
ووفقاً للمتحدث باسم المفوضية الأوروبية، فإن الاتحاد الأوروبي “يجهّز مجموعة خامسة من العقوبات على نظام لوكاشينكو”، و”يحاول استكشاف كل الوسائل الممكنة والمتاحة للتعامل مع الوضع”.
وقالت رئيسة المفوضية، أورسولا فون دير لاين، في بيان، إنّ الاتحاد الأوروبي يبحث على وجه الخصوص كيف يمكن أن يعاقب شركات الطيران التي تُعتبر “ناشطة في الإتجار بالبشر”، من خلال نقل المهاجرين إلى بيلاروسيا.
وأعلنت وزارة الدفاع البيلاروسية، اليوم الثلاثاء، أنّ بولندا نشرت 10 آلاف جندي بالقرب من الحدود المشتركة، معتبرة أنّ هذا الأمر يُعَدُّ “نشاطاً عسكرياً مهماً”، وخرقاً للاتفاقات الثنائية معها.
وكان الرئيس البولندي، أندريه دودا، دعا إلى عقد اجتماعٍ عاجل للبحث في الوضع عند حدود بلاده مع بيلاروسيا، يضمّ رئيس الوزراء وقادة الهيئات الأمنية، على خلفية أزمة المهاجرين.
وفي السياق، بحث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع نظيره البيلاروسي لوكاشينكو، في اتصال هاتفي اليوم، في الوضع المتعلق بتدفق اللاجئين إلى حدود بيلاروسيا مع الاتحاد الأوروبي، وحمّل الغرب مسؤولية الأزمة.
وقال وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، إنّ مسؤولية أزمة الهجرة عند الحدود البولندية البيلاروسية “يتحمّلها الغرب، وسبَّبتها أفعاله في الشرق الأوسط”، داعياً إلى حلّ أزمة الهجرة عند الحدود “مع الاحترام الكامل للقانون الإنساني الدولي”.
وفي 17 تشرين الأول/أكتوبر الماضي، طردت بيلاروسيا السفير الفرنسي لديها.
يُشار إلى أنّ أجهزة الاستخبارات الروسية والبيلاروسية أعلنت، في حزيران/يونيو الماضي، أنها ستعزّز التعاون فيما بينها في وجه “سياسات الولايات المتحدة والدول الغربية العدائية”. انتهى م4