حافظ ال بشارة ||
في المحيط الشيعي كان الناس لوقت طويل يعتقدون ان الاسلاميين هم المنقذون لهذا البلد، وفي تعريف الاسلامي يقال : ليس هو من يصلي ويصوم مادام سائر الناس يفعلون ذلك بل هو السياسي الذي لديه مشروع حكم اسلامي، كان الاسلاميون المعارضون في خطابهم يبشرون بنظام الحكم الاسلامي، وحين شاركوا في السلطة بوجود الاحتلال بدأت التراجعات السريعة في مسيرتهم حتى فقدوا مصداقيتهم على مراحل :
1- اتضح انهم لا يملكون مشروعا لإقامة نظام وطني او اسلامي او اي مشروع في العراق.
2- انخرطوا في نظام الحكم العلماني التقليدي الذي انشأه الاحتلال لحفظ مصالحه، وبذلك منحوه الشرعية.
3- لم يكتفوا بالانخراط في مشروع حكم علماني بل وافقوا على المحاصصة التي اوجدها الاحتلال لتعميق التقسيم واصبحوا جزء منها وبذلك منحوها الشرعية.
4- لم يكتفوا بالمحاصصة بل شاركوا في موجة الفساد الكبرى التي يدعمها الاحتلال قبل وبعد سقوط النظام السابق، واصبحوا من رموزها !
5- لم يكتفوا بالفساد والفشل بل دخلوا في صراع على المكاسب في ما بينهم داخل المكون الواحد، وتدرج هذا الصراع من التسقيط الاعلامي الى التهديد والوعيد.
وقد خرجت من دائرة الفتنة الثلة المؤمنة التي قاتلت الارهاب وواجهت داعش وانعشت اخلاقية الشجاعة والزهد والتضحية، لكنها بقيت اقلية وعجزت عن نقل هذا التألق الاخلاقي الى ساحة العمل السياسي.
6- الشعوب ذكية تتعامل بنفعية مشروعة وتعرف مصالحها، وتنتخب الرجال ليخدموها فان قصروا فالشعوب تحاكم وتعاقب، وقد حاكم الشعب الاسلاميين ووضع النقاط على الحروف، قال لهم : الحكومة من حصتكم، حكمتم 18 سنة ولم تقدموا شيئا لمحافظاتكم في الوسط والجنوب، كنتم تتنافسون على المكاسب الشخصية ولم تتذكروا شعبكم.
7- جاءت العقوبة لتشمل الجميع الاخيار منهم والفجار عبر الانتخابات، عزوف، لا أبالية، تجاهل، وعندما تتصرف شبكات التلاعب والتزوير فتبعد هذا وتقرب ذاك فلا يجد المبعدون والخاسرون من يدافع عنهم فهذه هي العقوبة .
الفرصة الاخيرة : هل يمكن للاسلاميين ان يصلحوا حالهم، ويتركوا خلافاتهم ويتوحدوا ويتداركوا ما فاتهم ويمسكوا بالفرصة الأخيرة ؟ الفرصة المتمثلة بمقاعدهم النيابية في الانتخابات الاخيرة وان كانت قليلة، وسواء كانوا يريدون السلطة او يريدون المثل العليا ففي كل الاحوال هم بحاجة الى مشروع وطني واضح وموحد، ووحدة الصف وتقديم الكفاءة والنزاهة، واعطاء الاولوية لخدمة الشعب وتحصيل حقوقه وتلبية مطالبه، هم ليسوا بحاجة الى خطاب جديد، هم بحاجة الى تطبيق خطابهم القديم، اولا عليهم ان يعترفوا بالتقصير، ثم يعلنوا توبتهم ثم يبدأوا العمل عبر تحالف قوي متماسك، الا يرون ان ضدهم النوعي حاضر وقد تأهب لمنازلتهم ؟ وان عدوهم سيقتلهم برصاص اخوانهم ؟ هل يستطيعون فعل ما عجزوا عنه طيلة عقدين، الا يجب ان تكون لهم صحوة في مواجهة المخاطر ام على قلوب اقفالها ؟
المصدر: ألواح طينية.
المقالة تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي القناة
بإمكانكم إرسال مقالاتكم و تحليلاتكم لغرض نشرها بموقع الغدير عبر البريد الالكتروني
[email protected]