قراءة في البيان الصحفي لمجلس الأمن الدولي حول الانتخابات العراقية المبْكِرَة (2021)

حازم أحمد فضالة||

١- ذكر المجلس في البيان: (هنأ أعضاءُ مجلس الأمن الشعبَ العراقي والحكومةَ العراقية بمناسبة الانتخابات الأخيرة… )
وكذلك ذكر: (رحب أعضاء مجلس الأمن بالتقارير الأولية التي تفيد بأنَّ الانتخابات المبكرة سارت على نحو سلس… )

وهنا نقول:
أولًا: النتائج النهائية للانتخابات العراقية المبْكرة لم تُعلَن مصادقةً في العراق حتى الآن، فلا يوجد إلزام قانوني في بيان مجلس الأمن.
ثانيًا: مجلس الأمن الدولي لم يصادق على نتائج نهائية، كل ما الأمر (هنأ، رحب)، وهذا ليس بغريب؛ فهذا موقف الجمهورية الإسلامية بعد انتهاء الانتخابات المبْكِرة فورًا: قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية: سعيد خطيب زادة: (نرحب بإجراء الانتخابات في إطار العملية التطورية والمدنية في العراق).
٣- مجلس الأمن أثنى على الانتخابات؛ كونها سارت على نحو سلس، وسبقتها إصلاحات إجرائية وفنية مهمة.
٤- مجلس الأمن الدولي أثنى على الانتخابات كونها خالية من العنف، وهذا يصب في مصلحة العراق كذلك.
٥- مجلس الأمن يدعو إلى حل أية إشكالات انتخابية بالطرائق السلمية القانونية، وهذا كذلك أمر جيد.
٦- اتسمت لغة البيان الصحفي لمجلس الأمن الدولي بالدعوات والدعم والتطلع والتشجيع… )، وخلت من لهجة الوصاية أو التلويح بها.
المطلوب من الإطار التنسيقي بعد هذا البيان، هو الآتي:
١- الدعم المتواصل للاعتصامات المطالبة بإعادة الحق الانتخابي الدستوري لأهله، ومواصلة الإصرار على مطالبه المشروعة المعلنة.
٢- تنسيق قيادة الإطار التنسيقي مع دولتَي (الصين، روسيا) العضوتين الدائمتين في مجلس الأمن الدولي اللتين تتمتعان بحق (ڤيتو)؛ والحصول على دعمهما في مجلس الأمن؛ لمنع أي قرار يضر بالعراق والعملية السياسية قد يحاول المحور الأميركي فرضه.
٣- تفعيل عناصر القوة والضغط:
الأميركي بدأ يرخي قبضته على أزمة الانتخابات العراقية، والاعتصامات كانت أول الغيث، وتبعها (عُرس التَّنَف بالمُسيَّرات)، أما ورقة (كروز – 358) في طوزخورماتو الموجَّه نحو قاعدة حرير؛ فهو عامل الحسم المزدوج الذي يعمل على:
أولًا: يمنع الأميركي من رد ضربة التنف عسكريًا على العراق.
٤- الأميركي يخاف التصعيد السياسي في العراق بواسطة مواصلة الضغط على أزمة الانتخابات؛ لأنَّ (معادلة كروز – 358) هذ مرعبة، ولا طاقة لعين الأسد ولا لحرير بها، وهذه المعادلة نجحت.
٥- الأميركي محبط ومنهك، وهو يعتمد سياسة تقليل الخسائر، والانسحاب النظيف من العراق وسورية، وليس سياسة النصر التراكمي والهجوم؛ فهذه السفينة أبحرت.
الرسائل الحقيقية البيان الصحفي لمجلس الأمن:
١- البيان محاولة إبراز عامل إحباط لضرب جسد الاعتصامات القائم بجبل المعنويات الصاعدة.
٢- يحاول تقديم الدعم للمفوضية للمضي في قراراتها.
٣- يحاول تبرئة ساحة بلاسخارت وفريقها، وفريق المفوضية من الخطأ والتزوير مسبقًا، وهو تمهيد للاعتراف بالنتائج بعد مصادقتها.

المصدر ألواح طينية

المقالة تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي القناة

بإمكانكم إرسال مقالاتكم و تحليلاتكم لغرض نشرها بموقع الغدير عبر البريد الالكتروني [email protected]

 

Check Also

التعداد العام للسكّان..!

الشيخ حسن عطوان ||

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *