بيّن سماحة المرجع الديني آية الله العظمى السيد محمد تقي المدرسي دام ظله، أن الشعب العراقي يقوم في الإنتخابات التشريعية بإختيار الوطن ومصالحه، وهذا هو هدف كلّ من يشارك في الإنتخابات وإن اختلف مع الآخرين في تحديد الأشخاص والممثلين له في البرلمان،
مشدداً على ضرورة التركيز على هذا الهدف الأساس، للتمكن من تجاوز العقبات الصغيرة في هذا الطريق.
وأكد سماحته في كلمته الأسبوعية المتلفزة تابعتها الغدير، على ضرورة التمسّك بالثوابت، وجعل الإختلافات البينية ضمن إطار تلك الثوابت، لأن الوطن أهم من المصالح الشخصية والآنية، وكما قال أمير المؤمنين عليه السلام: “عمّرت البلدان بحب الأوطان”، مبيّناً أن الشعب العراقي اختلف فيما بينه تاريخياً، لاختلاف الطوائف والقوميات والمصالح، ولكنّ تمسكه بثوابته كان ضمانةً لعدم سقوطه في الهاوية، وأن أبرز تلك الثوابت كان دينه وكتاب ربه، حيث كان مرجعاً ومحلاً لإحترام الجميع، حتى من قبل من لا ينتمي الى الدين.
وقال المرجع المدرسي: “إذا كان الإختلاف مستمراً لأنه من حكمة الرب سبحانه في خلقه، فإن مسؤوليتنا تكمن في أن نتنافس في الخيرات ونسارع إليها، وندع الكلام جانباً ونقدم عملياً فيما نتفق عليه، أوليست عمارة البلد وتقدمه خيرٌ يتفق عليه الجميع، وكذا أليس إطعام المسكين وإغناء الفقير والتقدم الإقتصادي خير؟ فلابد أن يسعى الجميع من أجل هذا الخير المتفق عليه”.
وفي ختام كلمته أشار سماحته، إلى أن زيارة الإمام الحسين عليه السلام في الأربعين، لم تكن مختصةً بطائفةٍ أو فئةٍ محددة من المجتمع، بل كانت مناسبةً أحياها جميع ابناء الأمة بمختلف مذاهبهم وأديانهم وقومياتهم، لأنها تعدّ من ثوابت البشرية، في إحياء ذكرى الحق والوقوف مع المظلوم ضد الظالم، مشدداً على ضرورة التأكيد على الثوابت من جهة، والعمل على أن تنعكس على المجتمع في مختلف الحقول. انتهى م3
المصدر | قناة الغدير الفضائية