اكتشاف أنقاض أحياء مخفية كان يفترض أنها تلال طبيعية تعود إلى حضارة مفقودة

اكتشف علماء الآثار الذين يستكشفون الغابات المطيرة في تيكال، شمال غواتيمالا، أنقاض أحد أحياء المايا التي لم تكن معروفة من قبل.

وتعرف تيكال بأنها واحدة من أكبر مراكز المايا، وتقع في حوض بيتين في غواتيمالا الحالية، وهي مجمع يضم أكثر من 3000 مبنى للمايا في متنزه تيكال الوطني في غواتيمالا. وفي أوجها خلال الفترة الكلاسيكية (200 إلى 900 م)، سيطرت المدينة على جزء كبير من منطقة المايا سياسيا واقتصاديا وعسكريا.

ودأب علماء الآثار على استكشاف الموقع منذ الخمسينيات من القرن الماضي، إلا أن الموقع ما يزال يحتفظ بالعديد من الألغاز التي تنتظر الكشف عنها.

ووفقا للدراسة التي نُشرت حديثا في مجلة Antiquity، اكتشف فريق من الباحثين الدوليين جزءا غير معروف سابقا من مدينة المايا القديمة.

https://twitter.com/lizzie_wade/status/1380204451269648389?ref_src=twsrc%5Etfw%7Ctwcamp%5Etweetembed%7Ctwterm%5E1380204451269648389%7Ctwgr%5E%7Ctwcon%5Es1_c10&ref_url=https%3A%2F%2Farabic.rt.com%2Ftechnology%2F1277819-D8A7D983D8AAD8B4D8A7D981-D8A3D986D982D8A7D8B6-D8A3D8ADD98AD8A7D8A1-D985D8AED981D98AD8A9-D983D8A7D986-D98AD981D8AAD8B1D8B6-D8A3D986D987D8A7-D8AAD984D8A7D984-D8B7D8A8D98AD8B9D98AD8A9-D8AAD8B9D988D8AF-D8A5D984D989-D8ADD8B6D8A7D8B1D8A9-D985D981D982D988D8AFD8A9%2F

وباستخدام تقنية برنامج الكشف عن الضوء وتحديد المدى (lidar)، التي يمكنها اختراق الأرض، كشفت مبادرة Pacunam Lidar عن منطقة قريبة من التلال لتكون أطلالا مخفية منذ فترة طويلة.

وقاد الاكتشاف كل من ستيفن هيوستن، أستاذ الأنثروبولوجيا في جامعة براون، وتوماس جاريسون، الأستاذ المساعد في جامعة تكساس في أوستن.

ويشار إلى أن الأمر الأكثر إثارة للدهشة هو أن الحي المكتشف حديثا يبدو أنه صُمم على غرار الهندسة المعمارية لمدينة تيوتيهواكان، أكبر وأقوى مدن أمريكا الوسطى القديمة.

وقال البروفيسور هيوستن، إن ما كان يفترض أنها تلال طبيعية، تبين أنها تتطابق مع شكل قلعة من خلال المسح، وهي مصممة لتبدو مثل القصر الإمبراطوري في تيوتيهواكان.

وتابع: “بغض النظر عمن بنى هذه النسخة المتماثلة الأصغر حجما ولماذا، فإنها تُظهر بلا شك أن هناك مستوى مختلفا من التفاعل بين تيكال وتيوتيهواكان عما كان يُعتقد سابقا”.

وعرف علماء الآثار لعقود من الزمان أن المدينتين كانتا على اتصال قبل أن تغزو تيوتيهواكان تيكال حوالي عام 378 بعد الميلاد، مع وجود أدلة على أن نخب المايا عاشوا في تيوتيهواكان، وتبادلوا الطقوس الثقافية والجنائزية بين المدينتين.

لكن اكتشافات وحفريات المدينتين أثبتت أن تيوتيهواكان قامت بأكثر من مجرد التجارة، وأثرت ثقافيا على مدينة تيكال الأصغر قبل غزوها.

وكانت تيكال، المعروفة أيضا باسم ياكس موتال، مدينة صغيرة إلى حد ما حيث “كان من الممكن أن تمشي من أحد طرفي المملكة إلى الطرف الآخر في يوم واحد، وربما اثنين”.

ومن ناحية أخرى، كانت تيوتيهواكان مدينة أكبر بكثير، ومن المحتمل أنها كانت المحور المركزي لإمبراطورية أمريكا الوسطى.

ويعتقد العلماء أن مدينة ما قبل كولومبوس كان يبلغ عدد سكانها 125 ألف نسمة، وكانت الأكبر من نوعها في المنطقة. ولا يُعرف سوى القليل جدا عن السكان الفعليين للمدينة، على الرغم من أنه من الواضح أن نفوذهم امتد إلى ما هو أبعد من حدود عاصمتهم المثيرة للإعجاب.

واستنادا إلى أحدث الاكتشافات في تيكال، ربما كان تأثير تيوتيهواكان على تيكال أقوى بكثير مما كان يُعتقد سابقا.

وقال البروفيسور هيوستن: “يبدو أن المجمع المعماري الذي اكتشفناه وقع بناؤه لأشخاص من تيوتيهواكان أو من هم تحت سيطرتهم. وربما كان ما يشبه مجمع السفارات، ولكن عندما نجمع بين البحث السابق وأحدث النتائج التي توصلنا إليها، فإن ذلك يشير إلى شيء أكثر قسوة، مثل الاحتلال أو المراقبة. وعلى أقل تقدير، تظهر محاولة لزرع جزء من مخطط مدينة أجنبية على تيكال”.

وأكدت الحفريات حتى الآن أن المباني وقع إنشاؤها باستخدام جص الطين، بدلا من الحجر الجيري التقليدي للمايا.

ويبدو أنها بُنيت كنسخة مقلدة أصغر من الهياكل الموجودة في تيوتيهواكان. وأوضح البروفيسور هيوستن: “إن هذا يشير إلى أن البناة المحليين طُلب منهم استخدام تقنية بناء غير محلية تماما أثناء تشييد مجمع المباني الجديد المترامي الأطراف”.

وفي مجمع قريب من المباني، عثر المنقبون أيضا على أدلة على وجود صراع محتمل، حيث اكتشف علماء الآثار في مجمع مجاور للمباني السكنية، نوعا من الأسلحة القديمة مصنوعة من الصوان، وهي مادة شائعة الاستخدام من قبل المايا، وسبج أخضر (حجر بركاني يأتي من حجارة الحمم السوداء)، وهي مادة يستخدمها سكان تيوتيهواكان.

كما وجد العلماء أيضا أدلة على ممارسات دفن بشرية غير عادية، والتي تشبه تلك الموجودة في وسط تيوتيهواكان.

وشرح البروفيسور هيوستن: “وجدت الحفريات في وسط القلعة في تيوتيهواكان مدافن العديد من الأفراد الذين كانوا يرتدون زي المحاربين، ويبدو أنه تمت التضحية بهم ووضعوا في مقابر جماعية. ومن المحتمل أننا وجدنا بقايا أحد تلك المدافن في تيكال نفسها”.

وسيستأنف علماء الآثار أعمال التنقيب في تيكال في وقت لاحق من هذا الخريف.

وأضاف البروفيسور هيوستن: “قبل الاستعمار الأوروبي للأمريكتين، كانت هناك إمبراطوريات وممالك ذات نفوذ وقوة غير متكافئة تتفاعل مع الحضارات الصغيرة بطريقة تركت أثرا كبيرا. ويمكن أن يكون استكشاف تأثير تيوتيهواكان على أمريكا الوسطى وسيلة لاستكشاف بدايات الاستعمار والقمع والتواطؤ المحلي”.

المصدر: إكسبريس

شاهد أيضاً

كيف تقي نفسك من شلل النوم “الجاثوم”؟ خبير يكشف الحلول

يعد النوم من العناصر الأساسية للحفاظ على صحة الإنسان البدنية والعقلية، إلا أن العديد من …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *