اكتشاف ارتباط بين طفرة في الحمض النووي وحالة نادرة في الدم

يصف فقر الدم اللاتنسجي المكتسب (AA) اضطرابا نادرا في الدم يتسبب في كبت مستويات الخلايا الجذعية المكونة للدم، والتي تنضج في النهاية إلى أنواع مختلفة من خلايا الدم.

وفي كثير من الأفراد الذين يعانون من هذا الاضطراب، يؤدي هذا إلى فشل نخاع العظام.

وفحص العلماء الجوانب الجزيئية والجينية لخلايا الدم من مرضى فقر الدم اللاتنسجي المكتسب في محاولة لفهم الآليات البيولوجية التي تسبب هذا المرض.

ويعد نظام مستضد الكريات البيضاء البشرية (HLA)، واحدا من أهم الجينات في الجهاز المناعي البشري، حيث تقوم هذه الجينات بتشفير بروتينات سطح الخلية التي تساعد في تنظيم أنشطة الخلايا المناعية.

وأظهرت الأعمال السابقة أن خلايا الدم من بعض مرضى فقر الدم اللاتنسجي تفتقر إلى أنواع معينة من الأليلات (نسخة أو شكل بديل للجين أو موقع كروموسومي، عادة يتكون من مجموعة جينات)، وهي: HLA-A و HLA-B.

وفي الدراسة الحديثة، حدد الباحثون في جامعة كانازاوا، اليابان، طفرة جديدة شائعة تحدث بشكل متكرر لدى أولئك الذين يعانون من مرض فقر الدم اللاتنسجي.

وأظهر الباحثون، من خلال النتائج التي نُشرت في Haematologica، أن أليلات HLA-A وHLA-B تحتوي على طفرة غير منطقية شائعة، وهي تغيير في تسلسل الحمض النووي للجين الذي يتسبب في توقف خلايا الدم عن صنع بروتينات HLA قبل الأوان.

ويعتقد العديد من العلماء أن زيادة توضيح فقدان بروتينات HLA على سطح بعض خلايا الدم سيسمح للأطباء بتشخيص وعلاج الأفراد المصابين بمرض فقر الدم اللاتنسجي، وكذلك أولئك الذين لديهم أسباب أخرى لفشل نخاع العظام.

وفي حين أن هناك بعض الفهم لطفرات معينة في هذه المجموعة من جينات مستضد الكريات البيضاء البشرية (HLA)، إلا أن الغالبية العظمى من مرضى فقر الدم اللاتنسجي ليست لديهم هذه الطفرات.

ولتحديد الطفرات الإضافية التي تسبب فقدان مستضد الكريات البيضاء البشرية، استخدم الباحثون تقنية تسمى تسلسل الجيل التالي.

وقول هيروكي ميزوماكي، المؤلف الرئيسي للدراسة: “نهج التسلسل هذا سريع وحساس للغاية. يخبرنا تسلسل جينات HLA في خلايا الدم من كل مريض فقر الدم اللاتنسجي. يمكننا مقارنتها مع بعضها البعض وإيجاد طفرة جديدة”.

ووجد الفريق طفرة شائعة في الكودون (الشيفرة الجينية) 19 في الإكسون 1 من جينات مستضد الكريات البيضاء البشرية (HLA) هذه. (والإكسون هو أي قطعة من الحمض النووي التي تم نسخها لتصبح جزءا من الحمض النووي الريبوزي المرسال البدائي ولا يتم التخلص منها عند معالجته).

ويجب أن تكون قاعدة الحمض النووي في هذا الموقع “C”، لكنها كانت “T” في هؤلاء الأفراد. يبدو هذا التغيير في التسلسل طفيفا، لكنه يرسل رسالة غير صحيحة إلى الخلية ويطلب منها التوقف عن إنتاج بروتين مستضد الكريات البيضاء البشرية (HLA).

ويوضح شينغي ناكاو، كبير مؤلفي الدراسة: “وجدنا هذه الطفرة موجودة في الحمض النووي لـ 29% من عينات مرضى فقر الدم اللاتنسجي المكتسب التي فحصناها. ومن المثير للاهتمام، أننا لاحظنا ذلك فقط في أربعة أليلات HLA-A مختلفة وفي ثمانية أليلات HLA-B منفصلة”.

ونظرا لأن الطفرة في الإكسون 1 شوهدت في العديد من الأليلات، فإن النتائج وثيقة الصلة بيولوجيا وهامة للغاية.

والجدير بالذكر، من بين 45 مريضا من مرضى فقر الدم اللاتنسجي الذين احتوى الحمض النووي لديهم على هذه الطفرة، أظهر 37 استجابة إيجابية للعلاج المثبط للمناعة.

ويقول ميزوماكي: “كان هذا الارتباط بين طفرة إكسون 1 في مستضد الكريات البيضاء البشرية، واستجابة مريض فقر الدم اللاتنسجي المكتسب للعلاج، اكتشافا مثيرا للغاية”.

وتوفر هذه البيانات الرائعة دليلا على أن تحديد وجود طفرة إكسون 1 في مرضى فقر الدم اللاتنسجي، قد يساعد الأطباء في تشخيص وعلاج الأشخاص الذين يعانون من فشل نخاع العظام بنجاح.

المصدر: RT

شاهد أيضاً

كيف تقي نفسك من شلل النوم “الجاثوم”؟ خبير يكشف الحلول

يعد النوم من العناصر الأساسية للحفاظ على صحة الإنسان البدنية والعقلية، إلا أن العديد من …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *