حذر مركز فلسطين لدراسات الأسرى من خطر حقيقي يتهدد حياة الأسرى المضربين عن الطعام نتيجة تردي أوضاعهم الصحية ترديًا كبيرًا جدًّا، في سياق استهانة الاحتلال بحياتهم وعدم الاستجابة لمطالبهم العادلة.
وحمَّل مركز فلسطين سلطات الاحتلال المسؤولية الكاملة عن حياة المضربين عن الطعام، في إطار تجاهله لإنهاء معاناتهم، واستمراره بإجراءات التنكيل والنقل والعزل بحقهم لممارسه الضغط عليهم لوقف إضرابهم.
وأكد مركز فلسطين أن 6 أسرى فلسطينيين يواصلون إضرابهم المفتوح عن الطعام منذ عشرات الأيام، رفضاً لسياسة الاعتقال الإداري التعسفية بحقهم، في حين وصلت حالة بعضهم إلى حد الخطورة القصوى، حيث يرسف أربعة منهم في سجن مستشفى الرملة وهم: كايد الفسفوس، ومقداد القواسمة، وهشام أبو هواش، وعلاء الأعرج.
مدير مركز فلسطين الباحث رياض الأشقر قال: إن حياة الأسرى معرضة للخطر ومن الممكن أن يستشهد أيٌّ منهم في أي لحظة نتيجة الظروف الصحية الصعبة التي وصلوا إليها بعد هذه المدّة الطويلة من الإضراب وخاصه أقدم المضربين الأسيريْن الفسفوس والقواسمة.
وبيّن الأشقر أنَّ الأسير كايد الفسفوس من الخليل أقدم الأسرى المضربين عن الطعام؛ حيث يواصل إضرابه لليوم 69 تواليًا، وكان نقل إلى مستشفى “أساف هروفيه” وأعيد إلى سجن “عيادة الرملة”، وحالته الصحية صعبة للغاية، وفقد من وزنه ما يزيد على 25 كيلوجرامًا، ويعاني من آلام شديدة في كل أنحاء جسده، وخلل في دقات القلب، ولا يستطيع الحديث إلا بالإشارة، وغدًا يعقد له الاحتلال جلسة للنظر في الاستئناف المقدم ضد قرار اعتقاله الإداري.
وأضاف الأشقر أن الأسير مقداد القواسمي يواصل إضرابه لليوم 62 تواليًا، ويعانى من آلام حادة في كل أنحاء جسده، ونقص وزنه ما يزيد على 21 كيلوجرامًا، ولا يستطيع الوقوف على قدميه، وبدأ يعانى من مشاكل في القلب، ويشتكي من صداع دائم ودوخة، وهناك خطورة على حياته، وكان نقل إلى مستشفى “كابلان”، وأعيد إلى سجن الرملة.
في حين يواصل الأسير المهندس علاء سميح الأعرج -من طولكرم- إضرابه المفتوح عن الطعام منذ 45 يوماً تواليًا، وهو أسير سابق أمضى ما يزيد على 5 سنوات في سجون الاحتلال، وأعادت قوات الاحتلال اعتقاله في حزيران الماضي، وأصدرت بحقه أمر اعتقال إداريّ 6 أشهر.
وقد تراجعت صحته خلال الأسبوع الجاري تراجعًا واضحًا، ونقلته إدارة السجون إلى مستشفى سجن الرملة، حيث نقص وزنه ما يزيد على 16 كيلوجراما، ويعاني آلاما شديدة في كل أنحاء جسده، ويشتكي من صداع في رأسه وقيء مستمر، وهناك خطورة على حياته.
كذلك الأسير هشام أبو هواش -من دورا جنوب الخليل- يواصل إضرابه المفتوح لليوم 36 تواليًا، وهو أسير سابق أمضى ما مجموعه 8 سنوات في سجون الاحتلال، وأعيد اعتقاله في أكتوبر من العام الماضي، وصدر بحقه قرار اعتقال إداري، وجدد له 3 مرات، ونقل إلى سجن مشفى الرملة بعد أن تراجعت صحته تراجعًا ملحوظًا، ويعانى من آلام شديدة ودوخة مستمرة ومشاكل في دقات القلب.
ويواصل الأسير رايق صادق بشارات من طوباس إضرابه المفتوح منذ 31 يوما، وهو معتقل إداريًّا منذ يوليو 2021، وكان اعتقل سابقاً عدة مرات، وأمضى ما يزيد على 9 سنوات في زنازين سجن “مجدو”، ويعاني من مشاكل في عمل القلب، وآلام حادة، وصداع مستمر، وقد نقص وزنه أكثر من 10 كيلوجرامات، ويرفض الاحتلال نقله إلى المستشفى.
كما يواصل الأسير المحرر شادي أبو عكر -من بيت لحم- إضرابه عن الطعام لليوم 27 تواليًا؛ رفضًا لاعتقاله الإداري، وهو أسير سابق أمضى أكثر من 10 سنوات في سجون الاحتلال، وأعيد اعتقاله منذ عام، وصدر بحقه قرار اعتقال إداري وجدد له 3 مرات، ما دفعه للدخول في إضراب مفتوح عن الطعام، وقد تراجعت صحته في الأيام الأخيرة، ويرفض الاحتلال نقله إلى المستشفى، ولا يزال يواصل عزله لإرغامه على وقف إضرابه.
وطالب الأشقر المؤسسات الدولية الحقوقية والإنسانية التدخل لإنقاذ حياة الأسرى المضربين قبل فوات الأوان، والعمل على أن يحصلوا على حقوقهم المشروعة بوقف الاعتقال الإداري التعسفي بحقهم. انتهى م4
المصدر: وكالات