تعاني أوروبا من أزمة طاقة يمكن أن تزداد سوءاً بمجرد أن يحكم الشتاء قبضته على القارة، خاصة في ظل استمرار ارتفاع أسعار الغازوالكهرباء، وتوقف طواحين الهواء عن العمل بسبب ضعف الرياح، وعادت محطات الكهرباء التي تعتمد على الفحم للعمل، حتى أن هناك اقتراحات لاستخدام مولدات الديزل للتوليد الخاص، لكن النفط ليس الحل لمشاكل الطاقة في القارة.
تخلق أسعار الغاز الطبيعي المرتفعة حوافز لاستبدال الوقود الذي يمكن أن يعزز الطلب على النفط، وفقاً لجيف كوري، الرئيس العالمي لأبحاث السلع الأساسية في “غولدمان ساكس”، ورغم أن هذا صحيح على المستوى العالمي، إلا أنه قد لا يوفر الكثير من الراحة للمستهلكين الأوروبيين، الذين ليس لديهم مجال كبير لتحويل المولدات من الغاز إلى الوقود السائل.
وظاهرياً، تمتلك أوروبا مزيج جيد التنوع لتوليد الكهرباء مع كميات صحية من الغاز والفحم والطاقة المائية والنووية ونسبة كبيرة من الطاقة التي تأتي من مصادر متجددة مثل الرياحوالطاقة الشمسية.
مع ذلك، إذا نظرت عن كثب، هناك تسلسل هرمي واضح لمصادر الوقود عندما يتعلق الأمر بتوليد الكهرباء والذي يتغير من دولة إلى أخرى، ويلعب الغاز دوراً محورياً في بعض أكبر أسواق الكهرباء في القارة.
في بعض الحالات، يوفر الغاز نسبة كبيرة من إمدادات الكهرباء الأساسية. وفي حالات أخرى، تجعل مرونة التشغيل والإيقاف للمحطات التي تعمل بالغاز تلك المحطات مثالية لتوفير الطاقة خلال فترات ذروة الحمل، أو لملء الفجوات عندما لا تكون الإمدادات من المصادر الأخرى بالقدر المتوقع، أيضاً يعتبر الغاز مصدراً رئيسياً للوقود للتدفئة المنزلية في دول مثل المملكة المتحدة حيث تتصل 85% من المنازل بشبكة الغاز.
ومع اقتراب الشتاء، تقف مخزونات القارة من الغاز الطبيعي عند 75% من المستوى الذي كانت عليه في نفس الوقت العام الماضي، وهو الأدنى منذ العام 2013، وهو ما يرفع الأسعار ويغذي المخاوف بشأن نقص المعروض وانقطاعات التيار الكهربائي خلال الأشهر المقبلة. انتهى م4
المصدر: وكالات