“حشد” من الله و”فتح” قريب..

من الغريب أننا في العراق نتحدث عن استباق ومباغتة وجهد استخباري، ونحن نرى النداءات الاستخبارية السرية متداولةً في مجاميع الواتساب: السيارة المفخخة ذات الرقم الكذائي خرجت من السيطرة كذا باتجاه المنطقة كذا، شخص يرتدي حزاماً ناسفاً في المنطقة الفلانية، قبل أن يحدث التفجير الإرهابي؛ عن أي مهنية نتحدث؟! لا توجد أي استجابة إيجابية تجاه هذه التهديدات بمعنى أن تكون فاعلاً لا منفعلاً، للقيادات الدور الرئيسي والفضل في تسيير العمليات، فالجندي الذي لا يجد القائد كفوءاً أمامه، ممن سيتعلم؟ كيف سيكتسب الخبرة والكفاءة؟ بكل اعتزازنا بالجندي العراقي وشجاعته وبطولته، فهو بالتالي ينفذ أوامر القادة،

وهنا يحق لنا أن نتساءل عن جدوى التغييرات الكثيرة في السلكين العسكري والأمني؟ مئات الضباط غُيّروا على أسس طائفية، كيف استطاع رئيس مجلس النواب الحلبوسي لوحده أن يأتي بأسماء 1600 إسم من طائفته تحديداً الى جهاز المخابرات المعني بأمن البلد الخارجي، ونحن نعلم أن معظم أذانا ومعاناتنا هو من دول الجوار الشقيق، ومن يتسلل من الدواعش إلينا عبر حدودها الى أراضينا.

حين يحاول البعض عقد مقارنة باطلة، أو يحاول التعتيم على دور الحشد الشعبي في حفظ الأمن والأمان وتحقيق النصر، فإن الحشد قدّم التضحيات بآلاف الشهداء والجرحى والمفقودين، لكن في غالبية التعرضات من هكذا نوع كالذي حصل في الحويجة فإن الحشد يقدم أقل التضحيات عدداً مقابل تحقيق الانتصار والثبات وعدم تمكين العدو من تحقيق مكسب على الأرض.

نعم، في مثل تعرض الحويجة يقدم الحشد شهيداً أو شهيدين، لا إثنى عشر شهيداً ينادون طلباً للنجدو لساعتين دون أن يغيثهم أحد، الحشد لا يترك رجاله، وبعبارة مختصرة فإن الحشد الشعبي هو من يمتلك اليد الطولى في حرب العصابات لأنه الأكثر خبرة. الحشد الشعبي في مثل هكذا تعرضات يقدم العدد الأقل من التضحيات، لكنه يقدم التضحيات الأعلى نوعاً، يقدم القرابين الأغلى لأنه يقدم القادة شهداءً،لأن القادة في الحشد هم من يتقدمون الجنود، لذلك دائماً هم من يستشهدون، وليس العكس بأن يضحوا بجنودهم ويتركونهم لقمةً سائغةً للأعداء كما حدث للإثنى عشر منتسباً في الشرطة الاتحادية، وعلى سبيل المثال القائد الشهيد آصف الذي استشهد مؤخراً في انفجار جرف النصرهو ليس آصف اللواء 47 فقط، إنما هو آصف الحشد كله؛ ومن هنا ننطلق الى نقطة مهمة جداً بل وفي غاية الخطورة وتمثل قنبلة موقوتةً تتمثل بعودة أسر الدواعش والأهالي الى جرف النصر، وهي النقطة التي يركز عليها كثيراً دعاة الدفاع عن المغيبين وملف عودة النازحين، ولا بد أن نلتفت الى أن هناك نقاطاُ مفصليةً فيما يخص حزام بغداد لا بد من عدم التفريط بها، ولا أستبعد أن يكون ما حدث رسالةً تسبق الاستحقاق الانتخابي، وعلاوةً على ذلك تمثل مخيمات اللاجئين خارج الحدود العراقية قنبلة موقوتة أكثر خطورة كمخيم الهول في سوريا، إذا ما حاولت الممثلة الأممية جينين بلاسخرت في لقائها يوم الإثنين 6/9/2021 بالسيد قاسم الأعرجي مستشار الأمن القومي أن تلتمس إعادتهم الى العراق بحجة مراعاة الظروف الانسانية، رغم أن البيان الرسمي لم يذكر إعادتهم صراحةً، لذا يجب أن نتساءل ما هو حجم التغيير المتوقع في خارطة التحولات الجيوسياسية العراقية بإعادة ما يربو على ثلاثين ألف نازح مشبع بالفكر الداعشي حتى النخاع، والولاء لخليفة الدولة الداعشية!

الكاتب: ضحى الخالدي.

المصدر: ألواح طينية.

المقالة تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي القناة

 بإمكانكم إرسال مقالاتكم و تحليلاتكم لغرض نشرها بموقع الغدير عبر البريد الالكتروني [email protected]

شاهد أيضاً

حديث الإثنين.. سيظل العرب في غيهم يعمهون..!

احمد ناصر الشريف ||

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *