السيراة الذاتية للراحل المرجع الكبير السيد محمد سعيد الحكيم (قدس سره)

لمحـة موجـزة من حياة

سماحة المرجع الديني الكبير

السيد محمد سعيد الطباطبائي الحكيم دام ظله

  

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد الأنبياء وخاتم المرسلين محمد وآله الطاهرين، ولعنة الله على أعدائهم أجمعين.

– السيد محمدسعيد نجل آية الله السيد محمدعلي بن السيد أحمد بن السيد محسن بن السيد أحمد بن السيد محمود بن السيد إبراهيم (الطبيب) بن الأمير السيد علي الحكيم ابن الأمير السيد مراد الطباطبائي.

– يرقى نسبه الشريف إلى إبراهيم طباطبا(٦) بن إسماعيل الديباج(٧) بن إبراهيم الغمر(٨) بن الحسن المثنى(١٠) بن الإمام الحسن بن علي بن أبي طالب (عليه السلام).

– وهو السبط الأكبر لسيد الطائفة ومرجعها الإمام السيد المحسن الحكيم (أعلى الله مقامه) كما أن السيد المعظم (قدس سره) خال والد المرجع الراحل (قدس سره).

– وولد في مدينة النجف الأشرف، في الثامن من شهر ذي القعدة الحرام عام ١٣٥٤هـ الموافق ١٩٦٣م.

– لقد حظي منذ نعومة أظفاره برعاية والده رعاية واهتماماً بالغين، وذلك لما وجده في ولده الأكبر من الاستعداد والقابلية على تلقي العلم والتعمق و التنظير لمباحثه، فوجهه والده نحو ذلك، وهو بعد لم يتجاوز العقد الأول من عمره، وزرع في نفسه من سجايا الخلق المرضي والشمائل النبيلة ما انعقدت عليها سريرته وبدت بارزة في شخصيته.

– وكان مما امتازت به مراحل الشباب عند السيد الحكيم صحبة الأفذاذ من الشخصيات العلمية ممن كان والده يعاشرهم ويجالسهم أمثال الأستاذ الكبير آية الله العظمى الشيخ حسين الحلي (قدس الله نفسه الزكية)، الذي كان له أستاذا وأباً روحياً، وخاله الورع آية الله السيد يوسف الطباطبائي الحكيم (قدس سره) وآخرين من العلماء الاعلام.

– وقد أدرك السيد الجليل من خلال تجربته الاجتماعية القاسية ما حلّ بالنجف الأشرف وحوزتها العلمية من التحديات والمصاعب، والفقر الشديد، ووعى المسؤوليات التي ينبغي تحملها لصد الهجمات العنيفة التي وجهها الاستعمار الحديث وفي طليعته الاحتلال البريطاني، ومن يتعامل معه من الحكومات التي كانت تحكم العراق يومذاك، وأذنابهم واتباعهم الذين جاءوا بالمفاهيم المستوردة وكانت غايتهم إلغاء الدين ومحاربة القيم العليا والمقدسات.

– وفيما كانت الحوزة العلمية في النجف تعيش المعاناة والاضطهاد فقد وجدنا المرجع الحكيم {قدس} قد نذر نفسه ليخطو في مسيرة قاسية، يذلل فيها الصعاب لخدمة مذهب أهل البيت (عليهم السلام)، وعرف في الأوساط العلمية في النجف بمناقشاته الجادة وآرائه ومبانيه المستقلة من دون أن يكون ظلاً وتابعاً لقناعات أساتذته ونظرياتهم ،الأمر الذي جعله متميزاً بين أقرانه، بسبب استحكام أسس البناء العلمي الرصين الذي هيأ له المكانة السامية التي بلغها بجدارة وكفاءة.

– أساتذته ومن هذا المنطلق يمكننا أن نعد أساتذته ـ الأساسيين ـ بالترتيب التالي:
١ ـ والده المعظم سماحة آية الله السيد محمد علي الطباطبائي الحكيم (قدس سره)، حيث باشر تدريسه من أول المقدمات في اللغة والنحو والمنطق والبلاغة والاصول والفقه حتى أنهى على يديه جلّ دراسة السطوح العالية.
٢ ـ جده مرجع الطائفة الأكبر الإمام السيد محسن الطباطبائي الحكيم (قدس سره)، حيث حضر لديه جملة وافرة من أبواب الفقه، وكتب من ذلك ما يأتي في تعداد مؤلفاته.
٣ ـ أستاذ الفقهاء والمجتهدين آية الله العظمى الشيخ حسين الحلي (قدس سره)، حيث حضر لديه في علمي الفقه والأصول، (كما تقدم وكتب تقريرات درسه).
٤ ـ مرجع الطائفة الراحل آية الله العظمى المحقق السيد الخوئي (قدس سره)، حيث حضر لديه في علم الأصول لمدة سنتين، وكتب من ذلك ما يأتي عند الحديث عن مؤلفاته.

– وللمرجع الراحل محمد سعيد الحكيم (قدس سره) عشرات المؤلفات في أصول الفقه والشريعة وغيرها.

– وتعرض المرجع الراحل للاعتقال في عام ١٩٩١ من قبل زمرة البعث وقبلها وكان يواجه بصلابة ضغوط النظام آنذاك على العلماء والأفاضل لإظهار تأييد الحوزة العلمية له، بل كان يشجع على مواجهة تلك الممارسات الاجرامية مهما كلف من ثمن.

– النشاط العلمي والثقافي:
تنوع نشاط المرجع الراحل بين تدريس فضلاء السادة خاصة انّ العديد من المعتقلين من السادة آل الحكيم كانوا طلاّب درسه ـ البحث الخارج ـ قبل الاعتقال فابتدأ سماحته درسين على مستوى البحث الخارج احدهما في الفقه والآخر في علم الأصول.

– كما اهتم بإحياء المناسبات الدينية بإلقاء المحاضرات الثقافية العامة التي كان لها تأثير كبير في تلك الظروف القاسية، وكذلك تصديه للإجابة على المسائل العلمية المتنوعة عن حياته بتصرف.

شاهد أيضاً

النجف الاشرف تغفو على وقع جريمة بشعة ضحيتها طبيب وأكاديمي مشهور

أكد مصدر أمني في النجف الاشرف العثور على جثة الطبيب المتقاعد الدكتور فيصل الحويزي في …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *