الحلاقة على الرصيف.. آخر صيحة في “أزمة لبنان”

دفعت أزمة نفاد مادة المازوت والبنزين وانقطاع التيار الكهربائي في لبنان، الكثير من المواطنين إلى تسيير شؤونهم وأشغالهم بطرق غير مالوفة، وأبرزهم الحلاقين، الذين غيروا طريقة عملهم، لملائمة الوضع الصعب.

وعمد معظم الحلاقين في مختلف المناطق اللبنانية إلى نقل “عدة الشغل” وسط الشارع، في مناطق مختلفة في العاصمة بيروت ومدينتي طرابلس وصيدا، وذلك بسبب انعدام الكهرباء في معظم المحلات.

وقام عدد من أصحاب صالونات الحلاقة الرجالية وكذلك النسائية بالحلاقة وتصفيف الشعر لزبائنهم أمام محالهم على الطريق العام بعد أن أخرجوا المقاعد المخصّصة للحلاقة إلى الشوارع تسهيلا لأعمالهم.

وفي مدينة صيدا حي الست نفيسة، جنوبي لبنان، نقل الحلاق الرجالي وائل إدريس “عدة الشغل” إلى الشارع، بعدما ركن السيارة وسط الطريق ووضع المرآة لمزاولة مهنته.

وقال إدريس: “تعبنا من وضعنا الصعب، فالمولدات معدومة ولم تعد تؤمن لنا الكهرباء لقد وصلنا إلى طريق مسدود”.

وأضاف: “أحتاج إلى دفع إيجار صالون الحلاقة، وكان من الضروري أن أواصل العمل، ومن هنا جاءت الفكرة هروبا من الحر وتأمينا لراحة الزبون بعد انقطاع التيار الكهربائي”.

وتابع: “بداية واجهت رفضا للفكرة من بعض الزبائن إلا أنه سرعان ما قبل الجميع بسبب شدة حرارة الجو وارتفاع نسبة الرطوبة داخل الصالون لغياب التكييف وأجهزة التبريد “.

وقال: “حاولت تأمين مولد للكهرباء، إلا أنني واجهت صعوبة تأمين البنزين لتشغيله، حتى صرت أطلب من الزبائن الحضور ليلا بسبب حرارة الجو”.

وتابع: “رغم كل ما نقوم به لا زال الإنتاج ضعيفا في ظل الارتفاع الجنوني للأسعار، وللأسف بدأنا نخسر الزبائن، لكننا لا نريد إقفال باب رزقنا الذي عملنا على تأسيسه منذ سنوات”.

وتابع ادريس يائسا: “أحتاج يوميا إلى 10 ليترات من مادة البنزين، أي حوالي 250 إلف ليرة لبنانية يوميا، بسعر السوق السوداء، لم أتمكن من تأمينها لاكتشف أن شرائي للمولد لم يكن موفقا لأنه سيزيد من خسارتنا”.

وأمام محل آخر في أحد أحياء صيدا الشعبية أيضا، يمسك صاحب الصالون أحمد بماكينة حلاقة تعمل ببطارية تخزين، ويقوم بقص شعر أحد زبائنه بعدما نقل مقعد الحلاقة إلى خارج المحل هربا من الحر.

أما الحلاق أسعد من منطقة باب التبانة في طرابلس شمالي لبنان، فقال: “بت مضطرا لنقل ” ورشة ” الحلاقة من داخل الصالون إلى خارجه، وقص شعر الزبائن في الهواء الطلق تخفيفا علي وعليهم”.. مؤكدا أنه “سيصبر حتى الرمق الأخير”.

وليل الاثنين، تداول ناشطون على وسائل التواصل الاجتماعي صورا التقطت في منطقة الدكوانة شرق العاصمة بيروت، لمجموعة من الشابات يصففن شعرهن في الطريق بسبب أجواء الحر وعدم توفر الطاقة الكهربائية الملائمة لتشغيل أجهزة التكييف.

ويحاول اللبنانيون أن يصمدوا في مواجهة الضائقة التي لم يعرفوا مثيلا لها في تاريخهم، حتى في زمن الحرب الأهلية التي امتدت منذ العام 1975 إلى بداية التسعينيات من القرن العشرين.

انتهى م4

المصدر: سكاي نيوز عربية

شاهد أيضاً

اليوم الـ444 من العدوان على غزة: شهداء وجرحى في قصف الاحتلال المتواصل على القطاع

يواصل الاحتلال الصهيوني حرب الإبادة الجماعية ضدّ قطاع غزة، بحيث شنّ قصفاً مدفعياً وجوياً استهدف …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *