أظهرت دراسة حديثة نُشرت في مجلة JAMA Neurology أن المزيد من حالات ولادة الأطفال بنمو دماغي غير طبيعي قد يكون لها تفسيرات وراثية أكثر مما كان يعتقد سابقا.
وتعرف كثارة التلافيف (Polymicrogyria)، بأنها حالة تؤثر على نمو الدماغ البشري نتيجة وجود العديد من التلافيف الصغيرة قبل الولادة، ما يؤدي إلى تشكل طيات مفرطة في الدماغ تزيد من سماكة القشرة المخية بشكل غير طبيعي. وقد يؤثر هذا الشذوذ على منطقة واحدة أو مناطق متعددة من الدماغ.
ويمكن للحالة أن تسبب نوبات وتأخرا في النمو، وضعف العضلات أو شللها ومجموعة من المضاعفات الأخرى، وفقا للمعاهد الوطنية للصحة.
وفي حين أن العديد من العوامل يمكن أن تؤدي إلى كثارة التلافيف، فإن الأسباب الجينية المعروفة للحالة تفسر فقط عددا صغيرا من الحالات، بحسب الدكتور ريتشارد سميث، الأستاذ المساعد في علم الأدوية وأحد مؤلفي الدراسة.
وأضاف سميث: “تقليديا، كان فهم أساس أمراض تشوه الدماغ أمرا صعبا، حيث أن نافذة الحمل هي الصندوق الأسود ولا يتم تشخيص المخ غير المنتظم حتى تظهر الأعراض في وقت لاحق”.
وفي الدراسة، سعى الباحثون إلى تحديد الأسباب الجينية للحالة من خلال تسلسل عينات الحمض النووي التي قدمها أكثر من 200 شخص يعيشون مع كثارة التلافيف وعائلاتهم الذين لم يكن لديهم تفسير جيني سابق للتشخيص.
وفي 90 من تلك العائلات، أو أكثر من 30% من المشاركين في الدراسة، تم تحديد المتغيرات الجينية التي فسرت تعدد الخلايا الجذعية.
وقال سميث إن النتائج تشير إلى أن المزيد من حالات تعدد الخلايا الفطرية قد تكون ناجمة عن متغيرات جينية أكثر مما كان يعتقد سابقا، والتي يمكن أن تقدم تفسيرات لعائلات الأطفال المصابين بتعدد الخلايا.
وتابع: “إذا ظهر طفل في العيادة بتشوه دماغي، فهناك سبب وجيه لضرورة قيام الأطباء بإجراء التسلسل لتحديد السبب الجيني المحتمل. هذه الدراسة هي أخبار جيدة حقا لمرضى التشوه لأننا نعرف الآن جينات وأليلات (نسخة أو شكل بديل للجين) إضافية مرتبطة بهذا المرض. وإذا ظهر طفل بتشوه وكان أصله غير مبرر، فإن نتائج التسلسل الآن توفر مزيدا من الوضوح”.
وكان للعديد من المتغيرات الجينية التي تم تحديدها تأثيرات عميقة على وظيفة القنوات الأيونية في الدماغ، وهو محور تركيز مختبر سميث.
وأشار سميث: “في حين أن نتائج التسلسل هذه ضرورية لتحسين النتائج عند الأطفال الذين يعانون من تشوهات، ما يزال أمامنا قدر كبير من العمل للاستفادة من هذه القرائن الجينية لتعليمنا عن علم الأحياء التنموي البشري، بما في ذلك كيفية مشاركة هذه القنوات الأيونية في بيولوجيا الحمل الطبيعية وعمليات مثل الانتشار والهجرة وموت الخلايا”.
وأضاف سميث أنه من خلال المضي قدما، يمكن للعلماء الاستمرار في دراسة المتغيرات الجينية المحددة لفهم الحالة بشكل أفضل وإبلاغ العلاجات المستقبلية المحتملة.
وختم: “من خلال فهم البيولوجيا الأساسية والفيزيولوجيا المرضية لهذه المتغيرات الجينية، نهدف إلى تطوير علاجات للأطفال بعد الولادة مباشرة، أو ربما قبل ذلك”.