السيد حسن نصرالله : الحرب الفكرية أشدّ وأخطر من غيرها لأنها تستهدف عقل الإنسان

شدد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله على أن الحرب الفكرية والإعلامية أشدّ وأخطر من الحروب الأخرى العسكرية والاقتصادية لأنها تستهدف عقل الإنسان ووعيه وقناعاته وكل ما يشكل سلوكه وموقفه.

السيد نصرالله قال في الكلمة التي ألقاها مساء الاثنين في مجلس عزاء الإمام الحسين عليه السلام الذي يقيمه حزب الله لليلة السابعة من محرم الحرام في باحة عاشوراء بالضاحية الجنوبية لبيروت ، قال إن المعركة على الوعي والفهم والقناعات قائمة منذ بدء الخليقة ، مشيرًا إلى أن هذا النوع من المعارك كان قائمًا على شعوب المنطقة بزعم أن الجيش “الإسرائيلي” لا يُهزم خصوصًا بعدما هُزمت الجيوش العربية ، وتُرجم الأمر بأنه أمر واقع وأن استعادة الأراضي المحتلة عام 1948 أمر مستحيل ، ويجب الحديث عن أراضي عام 1967.

وأوضح السيد نصرالله أنه في العام 1982 عندما اجتاح العدو “الإسرائيلي” لبنان ودخل بيروت كان هناك جيل لبناني يمتلك قناعة واعتقاد بأن هذا الجيش يمكن أن يُهزم ،  مضيفاً بالقول “قناعتنا تُرجمت بمقاومة ميدانية ألحقت الهزيمة بالعدو عام 1985، واستمرت حتى الهزيمة الكبرى في العام 2000، وتحول هذا الجيش في العالم العربي إلى جيش يقهر”.

وأكد الأمين العام لحزب الله انه بالتوكل على الله والمقاومة والثبات وتحمل السجون والمعتقلات استطاعت مقاومة في لبنان من هزيمة العدو وغيّرت وعي وقناعة العديد من الشعوب ، مشيرًا إلى أنه بعد العام 2000 تبدل الوعي في عالمنا العربي وفي كيان الاحتلال فبدأ المستوطنون يعيشون أزمات متتالية وصولًا إلى ما يشهدونه اليوم على طريق الانهيار ، لافتًا إلى أن العدو في هذه الأيام يعيش أسوء أيامه.

وشدد السيد حسن نصرالله على أن الحرب الفكرية والإعلامية أشدّ وأخطر من الحروب الأخرى العسكرية والاقتصادية لأنها تستهدف عقل الإنسان ووعيه وقناعاته وكل ما يشكل سلوكه وموقفه ، مشيرًا إلى أن أدوات هذه المعركة مختلفة منها الإعلام والإنترنت والكتب والجامعات والأطروحات وغيرها ونحن نخوض المعركة بكل ساحاتها وهذه إحدى الساحات.

وقال: “لطالما عمل أهل الباطل على عدم السماح لأهل الحق بإيصال صوتهم ومنطقهم إلى الآخرين ، وكمثال هناك آلاف الفضائيات الموجودة ، ولكن هناك قنوات معيّنة محجوبة ، وتُشطب مواقع إلكترونية حتى على وسائل التواصل هناك كلمات محظور استخدامها”.

وأضاف السيد نصرالله “إن أهل الباطل يعملون على إخفاء الحقائق عن الناس وحجبها وتغييرها ، فيصبح المقاوم إرهابيًّا ويصبح كيان العدو كيانًا ديموقراطيًّا يرعى حقوق الإنسان في فلسطين”، لافتًا إلى أن الولايات المتحدة الأميركية هي أكثر دولة في العالم خلال الـ200 عام شنَّت حروبًا وارتكبت مجازر، وهي أكبر مجرمة في العصر الحالي، وهي تزعم أنها راعية للسلام ومطالبة بحقوق الإنسان.

وأعطى السيد نصر الله مثلًا على قلب الحقائق وبث الشائعات والاتهامات ، التقارير الإخبارية التي تم ترويجها عن الاتهامات لحزب الله بما هو كذب في ما يتعلق بانفجار المرفأ وقال “بينما كانت الناس تلملم أشلاء الشهداء ، بدؤوا اتهام سلاح المقاومة الذي جلب العزة والكرامة للبنان ، بأنه هو من فجّر مرفأ بيروت” ، مشيراً إلى أن الوعود التي أطلقتها الولايات المتحدة للفلسطينيين في اتفاق أوسلو هي مثال آخر على الوعود الأميركية والإسرائيلية المخادعة والكاذبة.

وقال الأمين العام لحزب الله “في لبنان حاولوا خداع الناس بأن مشكلتهم هي مع المقاومة وأنهم إذا تخلوا عنها سوف تتحسن أحوالهم ، ويزدهر اقتصادهم ولو تخلوا عن المقاومة لخسرنا كل شيء لكن الناس لم يتخلوا عن المقاومة رغم المصائب الاقتصادية والمعيشية منذ 2019، وبقيت بيئة المقاومة ثابتة وصلبة… انظروا اليوم إلى عاشوراء في كافة المناطق ووجود المضائف التي لا يمولها حزب الله بل الناس وذلك نتيجة الإيمان”.

ونبّه السيد نصر الله إلى أن “عقول شباننا وشاباتنا وأهلنا مستهدفة وكلنا لدينا مسؤولية بأن نكون على بينة من أمرنا ولدينا قناعات مبنية على أسس ولدينا منطق ودليل ولذلك طوال 40 عامًا لم يستطيعوا المساس بنا”. وقال “التزامنا بمقاومتنا وديننا مرة يكون تقليدًا ورثناه عن آبائنا ، ومرة يكون حماسًا وانفعالًا، ومرة نتيجة إيمان واعتقاد يثبت بداخلنا وخصوصًا في محرّم، وعلينا تقوية هذا الإيمان”.

وشدّد السيد نصر الله على وجوب تحصين مجتمعنا من خلال التبيين ، خصوصًا في بيئتنا التي تنتمي لمدرسة أهل البيت (ع) ، وقال “يجب أن ندقق في كل ما يُعرض، وأن نرد الشبهات ولا نتجاهلها”، محذرًا في الوقت نفسه من أن نكون شركاء في الترويج للكذبة ونشر  الشائعات التي تستهدف بيئتنا.

أضاف: في الحرب على الوعي يجب أن نهاجم كالمقاومة المسلحة وأن نظهر جرائم أميركا و”إسرائيل” بالحقائق والأدلة والبراهين… خلال معركة الوعي علينا بالصبر والثبات لأننا بذلك يمكن أن نخلق وعيًا مختلفًا، لافتًا إلى أن من جملة الميادين التي انتصر فيها دم الحسين على السيف هي معركة الوعي وهذه مسؤولية على الجميع

انتهى

 

 

شاهد أيضاً

السوداني بعد اكتشاف مقبرة السماوة: تعيد إلى الأذهان مسيرة الدّم والنضال والمعاناة والتغييب

وصف رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، اليوم الاثنين، نظام البعث الذي حكم العراق سابقاً …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *