الكاتب || حسين علي الحمداني
شكلت واقعة الطف في شهر محرم عام 61 هجرية منعطفا مهما في مفهوم الثورة على الظلم من جهة، ومن جانب آخر أهمية من يتصدى لذلك ويقود الثورة، فعندما نجد سبط النبي الكريم محمد (صلى الله عليه وآله وسلم)، هو من يقوم بمهمة التصدي، لذلك ندرك جيدا أنه يسير في طريق الحق، خاصة أن هنالك من أدرك مبكرا أن قيادة الأمة الإسلامية تحولت من الشورى، التي كانت سائدة إلى الوراثة التي حلت كنهج جديدة في الدولة الإسلامية، وهو الأمر الذي يجعل الكثير من الناس آنذاك تدرك ما سيحصل إن لم يتم التصدي مبكرا لذلك.
لهذا جاءت ثورة الإمام الحسين (عليه السلام) في وقتها من أجل تصحيح الأخطاء أولا، والحفاظ على قيم ومبادئ الدين الإسلامي الحنيف ثانيا, وعملية كهذه تحتاج لنوعية، خاصة من الرجال للتصدي لها وخير من فعل ذلك كما أشرنا سبط الرسول (ص)، الذي لا يختلف أحد عليه، فهو سيد شباب أهل الجنة، وهذا ما جعل الكثير من المسلمين، لا سيما في المدينة والعراق مع ثورة الإمام الحسين (ع)، لأنهم وجدوا فيها الوسيلة الوحيدة لاستعادة قيم ومبادئ الدين الإسلامي، التي بدأت تتعرض لتشوهات كبيرة، تحتاج إلى من ينبه عليها أولا ويتصدى لها ثانيا.
من هنا نجد أن واقعة الطف وإن كان البعض يصفها بمعركة، إلا أنها ثورة مستمرة تعدت مكانها في أرض كربلاء إلى كل العالم وتجاوزت زمانها قبل 1400 سنة، لأنها ظلت منارة يهتدي بها الثوار في كل زمان ومكان.
خاصة أن الإمام الحسين (عليه السلام)، لم يكن من طلاب السلطة ولا من سعى إليها من جهة، ومن جهة ثانية إن الثورة الحسينية انتصرت في اللحظة، التي استشهد فيها قائدها، وهذه الشهادة كانت محطة مهمة ليس في تاريخ الإسلام والمسلمين فقط، بل في عموم العالم الذي يدرس الآن هذه الثورة بكل أبعادها وأهدافها ونتائجها الكبيرة جدا.
وأبرز ما أفرزته هذه الثورة أنها كانت ملهمة لثورات عديدة تبعتها ضد الظلم والطغيان، إينما كان منذ ذلك التاريخ وحتى يومنا هذا الذي يتوجب علينا أن نهتدي بقيمها العليا، وأن تكون سيرة الإمام الشهيد الحين (عليه السلام)، حاضرة أمامنا وأن نكون في مقدمة الصفوف في مسيرة بناء الوطن والقضاء على الفساد والمفسدين إينما كانوا.
المقالة تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي القناة
بإمكانكم إرسال مقالاتكم و تحليلاتكم لغرض نشرها بموقع الغدير عبر البريد الالكتروني