طوّر العلماء الروس والصينيون علاجات للسرطان تقوم على حمض من مستخلصات التفاح والزيتون.
هذه الأدوية قادرة على تدمير الخلايا السرطانية مع التسبب في حد أدنى من الضرر للأنسجة السليمة المجاورة للجسم. أعلنت ذلك الثلاثاء 27 يونيو الخدمة الصحفية لمؤسسة العلوم الروسية، وتم نشر المقال الذي يوصّف الدراسة في مجلة Membranes العلمية.
وقد ابتكر الباحثون عقاقير أولية يمكنها تدمير الأورام الخبيثة بدون إلحاق ضرر بخلايا الجسم السليمة. وشكلت أساسها أحماض التريتربين الموجودة في العديد من النباتات مثل التفاح والزيتون والثوم. وقد جمع العلماء بين هذه الجزيئات من جهة و”ناقل” كيميائي يسمح بإيصال هذه المركبات إلى الخلايا المصابة من جهة أخرى.
وتم تطوير العقاقير من قبل مجموعة من الباحثين الروس والصينيين بقيادة داريا نيدوبيكينا، الباحثة في معهد البتروكيماويات التابع لمركز البحوث الفيدرالي لدى أكاديمية العلوم الروسية في مدينة أوفا.
وتُظهر الميتوكوندريا نشاطا خاصا في الخلايا السرطانية. وقد حاول العلماء الاستفادة من هذه الميزة لتطوير سبل جديدة تستخدم في علاج السرطان مع حد أدنى من الآثار السلبية على الأنسجة السليمة. وعلى وجه الخصوص، يؤدي قمع عمل “محطات الطاقة” إلى وقف انقسام أجسام الورم، أما زعزعة استقرار الميتوكوندريا فتؤدي إلى إطلاق مواد تتسبب في انتحار الخلايا السرطانية.
تعتبر أحماض التريتربين مناسبة تماما من الناحية النظرية لتنفيذ هذه المهمة. ومع ذلك، فإن أن هذه المركبات لا تمر بشكل جيد عبر أغشية الخلايا وأغشية الميتوكوندريا، ما يمنع استخدامها. ووجد العلماء الروس والصينيون أنه يمكن حل هذه المشكلة عن طريق الجمع بين جزيئات حمض التريتربين وما يسمى الكاتيون F16 . وهو جزيء صغير موجب الشحنة وقادر على المرور عبر الأغشية التي عادة ما تكون سالبة الشحنة. ويسمح ذلك باستخدام الكاتيون F16 كنظام ناقل يسمح لجزيئات أخرى، بما في ذلك أحماض تريتربين من التفاح والزيتون، بدخول الخلايا السرطانية والميتوكوندريا الخاصة بها.
وقد أعد مؤلفو الدراسة عدة عينات أولية من الأدوية المضادة للسرطان على أساس أحماض التريتربين ومركب F16 . وأظهر التحليل اللاحق أن إضافة جزيء “ناقل” إلى الأحماض زاد من تركيزها داخل الميتوكوندريا بنحو 154 مرة، مقارنة بأحماض التريتربين النقية.
واختبر العلماء عمل هذه المواد على ثلاثة خطوط مختلفة من الخلايا السرطانية. وكانت جرعات صغيرة نسبيا من الأدوية الجديدة فعالة في تدمير الخلايا السرطانية مع جعل الأنسجة المحيطة سليمة بنسبة كبيرة. وفي مستقبل قريب، سيختبر العلماء عمل هذه الجزيئات في تجارب على الحيوانات، وهو أمر ضروري لبدء اختبارها بين المتطوعين.