الإمام الخامنئي: رغم الحصار إيران باتت أقوى نووياً

  التقى قائد الثورة الإسلامية الإمام السيد علي الخامنئي منذ أيام، بالعلماء والمتخصّصين والخبراء والمسؤولين في الصناعة النوويّة في الجمهورية الإسلامية. وقد جال الإمام الخامنئي على هامش هذا اللقاء، في معرض إنجازات الصناعة النووية للبلاد، التي جعلت من إيران بالإضافة الى غيرها من المجالات الأخرى، دولةً قويةً، وهو ما كان أعداؤها لا يريدون أن تصل إليه.

وبالعودة الى الخطاب، فقد ركّز الإمام الخامنئي على أهميّة الاستفادة من العلم النووي في مجالات مختلفة من حياة الناس، وكونه مفيداً للكثير من المجالات وليس الطاقة فحسب، فهي مفيدة في مجالات: الصناعة والزراعة والبيئة وتحلية المياه والصحة وعلاج الأمراض.

أما أبرز وأهم النقاط في الخطاب:

_ كل الإنجازات والتقدم في هذا المجال، سيضيف من الوزن السياسي العالمي والدولي لإيران، وهو ما ستعلم به مراكز الاستخبارات العالمية والكثير من سياسيي العالم وعلمائه.

ومن جانب آخر ستعزز من الثقة بالنفس الوطنية، التي تستهدفها مختلف الأجهزة الدعائية المعادية لإيران، التي “تعمل بكل وُسعها لإظهار البلاد بلا مستقبل، ولتثبيط الشباب، وهذا مشهود في الفضاء المجازي والتلفزيونات والتصريحات السياسية”. لذلك فإنه في المقابل، سيكون للتطور النووي دوراً كبيراً في “بث روح الأمل وروح الثقة بالنفس في الشعب الإيراني، فيُدرك الناس والشباب والنخب أيّ مجالات رئيسية ومهمة يمكنهم كشفها وامتلاكها والخوض فيها”.

_كل من يريد إيران القوية، عليه أن يولي أهميةً لهذا المجال من السعي والأنشطة العلمية والبحثية والصناعية والعمل الذي يجري إنجازه هنا، ويجعل له مكانة عنده.

_ أعداء الجمهورية الإسلامية يكذبون عندما يقولوا بأنهم يخشون من امتلاكها للسلاح النووي، لأنهم يعلمون بأنها ليست كذلك. وهذا ما صرّح به مجتمع الاستخبارات الأمريكي مرّات عدّة.

وأضاف الإمام الخامنئي بأن توجه إيران في ذلك، ليس بسب خوفها من أعدائها، بل انطلاقاً من “عقيدتنا هي أنّ السلاح النووي يُستخدم من أجل ارتكاب المجازر الجماعيّة، ونحن نعارض ارتكاب المجازر الجماعيّة، فهذا مخالف للدين والإسلام، سواء أكان ذريّاً أم كيميائيّاً أم سائر الأنواع والأشكال الأخرى الممكنة وإلّا لو لم يكن هذا، ولو قرّرنا التوجه نحوه، ما استطاعوا صدّه. فمثلما عجزوا حتى الآن عن منعنا عن تحقيق أنواع التقدّم النوويّة سيعجزون عن منعنا [في ذلك]. لو أردنا تصنيع السلاح النووي، لفعلنا. وهم يعرفون هذا”.

_ التحرّك في الصناعة النوويّة هو المفتاح لتحقيق أنواع التقدّم العلميّ في قطاعات البلاد شتى، ولا يريدون أعداء إيران حدوث هذا، لأن كل تقدّم يُحرزه الشعب الإيراني سيؤثر في الشعوب الأخرى.

وبالفعل هذا ما باتت العديد من الدول تنادي به، خاصةً بعد العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، حيث باتت موارد الطاقة وسلاسل التوريد الخاصة بها، أمراً متعلقاً بالأمن القومي لأي بلد، وعندها يصبح الاكتفاء الذاتي في هذا المجال، هو من الضرورات والإنجازات الاستراتيجية للدول.

 التحدي النووي لإيران مع أعدائها خلال الـ 20 عاماً الماضية، أدى لإيضاح العديد من الحقائق:

1)إظهار القدرات والمواهب الاستثنائية لدى شبابها، بالرغم من إجراءات الحظر والتهديدات والاغتيالات. وهذا ما يجعل من إيران استثنائية في مواردها البشرية، وبنسب أعلى من أكثرية البلدان في العالم، ومن المتوسط ​​العالمي أيضاً.

2)المنطق اللاإنساني والمجحف والمتجبّر لدى خصوم إيران، خاصةً بما يتعلق بأمن وتحصين المنشآت النووية.

3)عدم الثقة بوعود وكالة الطاقة الذرية ولا حتى بالحكومات التي تم التفاوض معها حول البرنامج النووي. بحيث قدّمت هذه الجهات وعوداً ولم تعمل بها مرّات عدة. وبالتالي “من مكتسباتنا المهمّة خلال هذا التحدّي على مدى عشرين عاماً أنّنا أدركنا أنه لا يمكن الوثوق بوعود هؤلاء وكلامهم”.

_انتاج إيران برغم الحصار خلال 20 عاماً، استطاعت بعلمائها وشبابها وشهدائها، تحقيق 100 ضعف ما كانت عليه في هذا المجال عام 2003.

 قدّم الإمام الخامنئي توصياته في نهاية الخطاب:

1)ضرورة تبيين أهمية البرنامج النووي بالنسبة للشعب في كافة المجالات وليس الأمر محصوراً بمجال الطاقة.

2)التسويق التجاري للمنتجات والخدمات النووية الإيرانية، وعليه قد نرى في السنوات المقبلة تصديراً للتكنولوجيا النووية الإيرانية الى دول أخرى، ومن يدري ربما الدول المجاورة للجمهورية الإسلامية ستكون من أوائل هذه الدول.

3)العمل بشكل حثيث على تحقيق محطات توليد الطاقة الصغيرة وذات القدرة المنخفضة مثل: 200 ميغاواط، أو 100، وحتّى أقلّ من 100. وهنا كان لافتاً كشف الإمام الخامنئي بأن إيران باتت قادرة على إنجاز محطات قادرة على توليد الطاقة بقوة 1000 ميغاوات.

4)أهمية الاعتناء بالقوة البشرية في هذا المجال، والعمل على مضاعفة عدد الطلاب الجامعيين 10 مرات على الأقل لما هو موجود الآن.

5)الحفاظ على علاقة التعاون والتعامل مع الوكالة الدوليّة للطاقة الذريّة (بالرغم من إخلالها بالوعود دائماً)، ضمن إطار اتفاقات الضمانات لا أكثر من ذلك.

وهذا ما يؤكدّ على أن الجمهورية الإسلامية دائماً ما كانت تسعى لتبديد الشكوك واحترام الاتفاقات الدولية، بعكس العديد من دول المعسكر الغربي وخاصة الكيان المؤقت، الذي يمتلك برنامجاً نووياً عسكرياً، ولديه في مخازن جيشه عشرات الرؤوس النووية، ولم ينضم الى معاهدة الحد من الأسلحة النووية، وبالرغم من كل ذلك لا يتم معاقبته بحماية من الولايات المتحدة الأمريكية وجميع الدول الغربية.

6)عدم تخطي قانون “مجلس الشورى الإسلامي”، الذي يصبّ في مصلحة البلاد والصناعة النوويّة.

7)عدم المسّ بالبنى التحتيّة للصناعة النوويّة وما تم تحقيقه من إنجازات، مع إمكانية عقد إيران اتفاقات ضمن بعض المجالات.

وهذا ما يشير الى أن الإمام الخامنئي لا يعارض الوصول الى اتفاقات جزئية، شرط عدم المسّ بالبنية التحتية النووية الإيرانية وبالإنجازات التي تحققت.

شاهد أيضاً

رغم سوء الأحوال الجوية . . الحشد الشعبي يواصل تأمين الحدود العراقية السورية

يواصل رجال الحشد الشعبي عمليات الانتشار على الحدود العراقية السورية لتأمينها من تسلل العناصر الإرهابية …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *