سعيد البدري ||
كثرت مؤخرا التصريحات والتأويلات والتحليلات ايضا عن موعد انتخابات مجالس المحافظات والتي اقرتها وحددت توقيتها الجهات القضائية بعد توقف دام لعشرة سنوات ويبدو ان هذه الاحاديث هي تمهيد لما بعدها حيث ترتفع وتيرة الاستعدادات من قبل بعض القوى السياسية التي تحاول رسم خريطة تحالفاتها وتنظيم حملاتها الانتخابية وتسمية مرشحيها ..
ان انتخاب ممثلوا المحافظات في هذه المجالس استحقاق للمحافظات واهليها والذين تقع عليهم مسؤولية حسن الاختيار وتشكيل مجالسهم التي ينبغي ان تتجاوز الحالة السياسية في تبعية قرارها للمركز وينبغي ان تركز في ايجاد بنية متوازنة تخدم توجهات المحافظات وتهتم بها وتخرجها من حالة الصراع بين شقي الحكومة المحلية الى حالة الانتاج وتحديد الاولويات والسعي لخدمة الطبقات المحرومة وتوفير الخدمات كمجالس رقابية ينحصر واجبها بتطوير المحافظات وواقعها ، لقد شهدت التجارب السابقة الكثير من الاخفاقات التي كان للصراعات الداخلية بين القوى المتنافسة اثر كبير في توجيهها مما قاد لحالة من التعطيل والتقاطع وافتعال الازمات وهي تجارب جديرة بدراستها والافادة منها وتغيير بوصلة هذه المجالس لجعلها مجالس حقيقية مرتبطة بالمواطن وممثلة لطموحاته لا مجالس سياسية تنقل تناقضات وصراعات الجهات التي تتبعها للمحافظات فذلك لن يقدم للمحافظات والمواطنين والقوى السياسية اي شيء بل سيضر بالاوضاع ويوسع الهوة بين الجهات السياسية والمواطن العراقي الذي يتوق لتجربة جديدة تسهل حياته وتنقل الواقع الخدمي لمستوى اخر سيما مع نمو حالة الاستقرار السياسي وانفتاح الكثير من البلدان على العراق ورغبتها في الاستثمار وانشاء الشركات معه عبر تنفيذ وتمويل عدد كبير من المشاريع التنموية ..
اذن القوى السياسية العراقية ام تحد حقيقي لاعادة مجالس المحافظات ورسم مسارها وترشيد ادائها و حصر مهامها في خدمة المواطن العراقي في هذه المحافظات لا غير ..
المقالة تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي القناة
بإمكانكم إرسال مقالاتكم و تحليلاتكم لغرض نشرها بموقع الغدير عبر البريد الالكتروني