علي نور الدين ||
“شروق الشمس الثلاثاء ليس كأي يوم عادي، شروق الشمس اليوم مع فتاح”، بهذه الجملة أشار قائد قوة الجو- فضاء في حرس الثورة الإسلامية العميد أمير علي حاجي زاده من خلال موقع تويتر، عن موعد انتظره الكثيرون من أحباء إيران وأعدائها، لإزاحة الستار عن صاروخ استراتيجي فرط صوتي.
ومع ساعات الصباح الأولى، بدأت تنتشر صور الصاروخ الذي أطلق عليه قائد الثورة الإسلامية الإمام السيد علي الخامنئي اسم “فتّاح”. وبدأت تتكشف تباعاً مواصفاته، والتي تعكس مدى التطوّر العلمي والتكنولوجي والعسكري، الذي وصلت اليه الجمهورية الإسلامية، التي أصبحت 4 دولة في العالم تستطيع تحقيق هذا الإنجاز العسكري.
أبرز مواصفات هذا الصاروخ
_يبلغ مداه 1400 كيلومتر، ما يعني قدرة إيران على استهداف أي نقطة في منطقة غرب آسيا، وتحديداً الكيان المؤقت والقواعد الأمريكية. وفي هذه النقطة أكّد العميد حاجي زاده، أن المدى يستند إلى الأهداف المرجوة، مضيفاً: “حقيقة أننا صنعنا صاروخ فتّاح بهذا المدى لا يعني أننا لن نمتلك صاروخًا بمدى 2000 كيلومتر بهذه الخاصية في المستقبل”.
_تتراوح سرعته ما قبل اصابة الهدف من 13 إلى 15 ماخ، وهو ما يتجاوز سرعة أغلب الصواريخ الإعتراضية المضادة للصواريخ ABM مثل: باتريوت PAC-3 (4.1 ماخ) ومقلاع داوود (7.5 ماخ) وآرو-2 (9 ماخ) وآرو-3 وثاد (السرعة القصوى: 8.2 ماخ). وفي نفس السياق، يمكن لإيران استهداف الكيان المؤقت خلال أقل من 7 دقائق.
وفي هذا الإطار، يرى الخبراء العسكريون أن قوة الصاروخ الإيراني تساوي بل وربما أكبر من صاروخ كينجال الفرط صوتي الروسي، الذي تمكن الجيش الروسي من خلاله، من استهداف منظومة باتريوت الأمريكية في أوكرانيا مؤخراً.
_يتميز هذا الصاروخ بأنه مصنوع من مواع قادرة على التخفي عن الرادارات وتتحمل حرارة وقوة ضغط عالية (3000 درجة مئوية، 100 بار)، كما يحتوي رأسه الحربي الذي هو عبارة عن صاروخ متنقل آخر على فوهة متحركة، تتيح له القدرة على المناورة وكسر المسار الباليستي، داخل وخارج الغلاف الجوي، بهدف التغلب على جميع أنواع أنظمة الدفاع الجوي. لأن هذه الصفات كلها ستجعل منظومات ABM عاجزة عن التنبؤ بوجهة حركة الصاروخ وبالتالي لا يمكنها اعتراضه واستهدافه.
_ لا حاجة لإيران بصنع عدد كبير من هذا الصاروخ بل يكفيها العدد اللازم لتدمير الدفاعات الجوية العدائية، أو بالحد الأدنى تدمير أقسام الرصد والتحكم في هذه المنظومات، مما يتيح المجال أمام الصواريخ الباليستية والطائرات دون طيار وصواريخ الكروز بتنفيذ عملياتها.
_ أما في حال تم رصده بل واعتراضه، فإنه لإصابة صاروخ واحد، يجب على منظومات الاعتراض إطلاق 3 صواريخ، مع العلم بأن سعر الصاروخ المضاد يقارب 20 ضعف سعر الصاروخ المنوي اعتراضه.
_في نهاية خطابه، أكدّ العميد حاجي زاده على استمرار مسار التطوير في قدرات إيران العسكرية قائلاً: “أنشطتنا في هذه المنطقة لن تنتهي ببناء هذا الصاروخ، لأننا سنواصل السير على هذا الطريق حتى لا يتخيل أي عدو مهاجمة إيران
المقالة تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي القناة
بإمكانكم إرسال مقالاتكم و تحليلاتكم لغرض نشرها بموقع الغدير عبر البريد الالكتروني