توصلت دراسة حديثة إلى أن القيلولة في العمل يمكن أن تحفز الإبداع لدى الموظفين، من خلال مساعدة الدماغ على استحضار أفكار مختلفة من الذاكرة.
أُجرِيت التجربة على عينة شملت 49 شخصًا، طلب من نصفهم التفكير في شجرة، محاكاة لموضوع في العمل يحتاجون إلى الحصول على أفكار عنه، في حين ركز النصف الآخر على أفكارهم فقط.
ما علاقة القيلولة في العمل بالإبداع الوظيفي؟
ظلّ نصف الأشخاص الذين شملتهم التجربة مستيقظين في كلتا المهمتين، في حين أخذ النصف الآخر قيلولة استمرت دقيقة إلى خمس دقائق قبل عمل المهمة. وقد أخذ المشاركون في الدراسة قيلولة خمس مرات في المتوسط، أي أكثر من 45 دقيقة؛ لتحفيز منطقة الإبداع في الدقائق القليلة الأولى بعد النوم.
ثم طُلب من المشاركين كتابة قصة عن شجرة، تُصنَّف درجة الإبداع فيها بناء على الأصالة والتنوع وعدد الأفكار المتضمنة.
وتوصلت التجربة إلى أن المشاركين كانوا أكثر إبداعًا بكثير بعد القيلولة مما كانوا عليه عندما ظلوا مستيقظين.
وتأتي الدراسة، التي نُشرت في مجلة (Scientific Reports)، بعد التوصل إلى أدلة مفادها أن الناس يكونون أكثر إبداعًا في حل مشكلة حسابية بعد أخذ قيلولة.
جدير بالذكر أنه نُقِل عن توماس إديسون مخترع المصباح، والفنان السريالي العظيم سلفادور دالي أنهما كان يأخذان قيلولة للإبداع أكثر.
وعلى ضوء ذلك قالت كاثلين أصفهاني، المشرفة على الدراسة الجديدة من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا: أظهر الناس إبداعًا وبراعة أكبر بعد أخذ قيلولة، ما يدل على أن المرحلة الأولى من النوم تولّد أفكارًا استثنائية.
واستخدمت الدراسة قفازًا لمراقبة وقت نوم المشاركين بناءً على التغيرات الحيوية، ويشمل ذلك انخفاض معدل ضربات القلب واسترخاء العضلات. وأُوقِظوا بعد دقيقة إلى خمس دقائق بشكل عشوائي؛ لأن هذه هي مدة المرحلة الأولى من النوم، التي اتضح أنها أفضل وقت للإبداع.
ثم وُجّه نصف الأشخاص الذين أخذوا قيلولة بواسطة الحاسوب للتفكير في شجرة قبل كل قيلولة، وطُلب من النصف الآخر مراقبة أفكارهم.
وطُلِب من الأشخاص الذين ظلوا مستيقظين فعل الأمر نفسه.
بعد ذلك أظهر المشاركون الذين أخذوا قيلولة إبداعًا يفوق المتوسط في قصتهم، وفي “المسافة الدلالية” للكلمات التي اختاروها في الأفعال وعند تسمية استخدامات الأشجار.
تُعَد المسافة الدلالية مقياسًا جيدًا للإبداع؛ لأنها توضح ما إذا كان الشخص قد استخدم كلمات متنوعة المعاني. على سبيل المثال: كان المشاركون الذين قالوا إن الشجرة يمكن استخدامها كعود أسنان عملاق أو مكنسة ساحرة أكثر إبداعًا من الذين قالوا إنه يمكن استخدامها في المنزل.
وبعد تحليل النتائج، وجد الباحثون أن أداء المشاركين الذين أخذوا قيلولة مع تعليمات بالتفكير بشجرة أكثر إبداعًا بنسبة 43 في المئة من المشاركين الذين غفوا دون إخبارهم بذلك، وأكثر إبداعًا بنسبة 78 في المئة من الذين ظلوا مستيقظين دون تعليمات بشأن ما يجب عليهم فعله.