نعيم الهاشمي الخفاجي ||
عندما تختلف وجهة نظرك مع وجهة نظر شخص آخر تجاه قضية اجتماعية او سياسية او دينية، فهذا لا يعني أنك على الرأي الصحيح وهو على خطأ أو العكس، بل لأن كل واحد منا ينظر للقضية حسب المصلحة او الانتماء القومي والديني والمذهبي او القبلي والعشائري، او الصداقة مع أحد الأطراف التي جرى عليها الحديث.
الخوض في الخلافات السياسية أصبحت هذا معي وهذا ضدي، وغاب الطرف الثالث الذي يتكلم لأجل الله عز وجل.
خلال دراسة لي معمقة اجريتها من خلال فحص دقيق لحسابات مواقع التواصل الاجتماعي مثل الفيس وتويتر، وجدت على سبيل المثال شخص كاتب تغريدة واضعين له عشرة الاف لايك، وكاتبين له مئات التعليقات بالثناء واذا قرأت التغريدة لاطعم ولارائحة لها، ولاقيمة لها وإنما كلام ساذج، بعد البحث سوف تكتشف ان هذا الشخص صنم او كاتب للايجار يدافع عن فئة دينية او سياسية معينة.
أما إذا كان صاحب الحساب امرأة فحدث ولاحرج تصل اللايكات والتعليقات إلى عشرات آلاف المعجبين، أحد الحسابات النسائية تكتب كلمة مرحبا تجد آلاف الزلم المشوربة يكتبون لها تعليقات ينقصهم يلبسون أحزمة ناسفة للانتحار، وهذا أحد أسباب الكبت الجنسي التي تعاني منه الشعوب العربية المناضلة.
للأسف الشديد في تويتر تجد على سبيل المثال حساب وهمي لربما إلى ذكر تكفيري مثل اسم ريم الدليمي، تسب في الشيعة وتنسب لهم اشياء لا أصل لها، وتتجاوز على الرموز الدينية والعشائرية، تجد كل الحثالات من اراذل البعثيين وكل حثالات التكفير والأنذال والمجرمين والقتلة يؤيدونها ولا يقولون لها ان الشيعة أخوة وشركاء لنا بالوطن، الواقع يقول اجتماع هؤلاء على مؤازرة الأراذل لوجود مصالح تربطهم سواء كانت دينية او مذهبية او قومية.
هذا هو واقع الحال في السياسة، والحياة، إلا من رحم ربي، الاختلاف في وجهات النظر بين البشر العقلاء حالة ايجابية، أما الخلاف مع البعثي التكفيري خلاف وجود، لأنه يرفض وجودك في الحياة ولو تمكن منك لقام بذبحك، في بعض الصحف هناك بعثيين طائفين اراذل، كانوا يعملون بالدوائر القريبة جدا من صدام الجرذ وابنه عدي الكسيح، يكتبون بشكل متواصل ولم نقرأ لهم مقال انتقدوا جرائم جرذهم صدام الهالك، فهؤلاء وجودهم في مواقع الصحف المحترمة يكون مسيء، لأنهم ليومنا هذا لم ينتقدوا سيدهم صدام الجرذ المقبور، وألسنتهم طويلة يتكلمون عن حقوق الإنسان والديمقراطية وهم يفكرون بعقلية استئصالية.
مانراه من صراعات على المستوى العالمي، من حروب وعقوبات ودعم مجاميع تكفيرية هو صراع سياسي، نتن يستخدمون أبشع الطرق ويدعمون التطرف الديني والمذهبي، وحقيقة هذا الصراع، فهو صراع مابين ضباع العالم، استعمال مصطلح الضباع افضل واقرب للحقيقة من وصف هذا الصراع في صراع الكلاب، والذي يوصف هذا الصراع في صراع الكلاب، فهو غبي، عندما كنت في العراق، شيء طبيعي ترى الكلاب سائبة تعيش في الشوارع، وأحيانا كثيرة بحكومة البعث المقبور تخرج فرق من وزارة الصحة ومعهم شرطة لقتل الكلاب السائبة، عندما وصلت للغرب وجدت أفراد الأسرة الدنماركية على سبيل المثال تشمل الزوج والزوجة والأطفال ومعهم فرد آخر يعيش معهم كلب، وجود الكلب مع الاسرة، يخضع لقوانين لاتسمح بوضع الكلب بالشقة بدون مايقوم مالكه في عمل له نزهة بالمدينة ليستنشق الهواء الطلق وبشكل يومي.
أحد المرتزقة، من أبواق قناة الجزيرة، مصاب بمرض نفسي، ليل نهار يسيء للاحرار والشرفاء، اتابع هذا المرتزق كي اعرف كيف يفكر، طبيعة المنافق ينقل أخبار كثيرة على سبيل المثال كتب تغريدة يقول بها، ( كاتب وسياسي مخضرم وهو يحتفل بعيد ميلاده الثمانين سألته عن رأيه بما يدور في منطقتنا والعالم من أحداث، فأشعل سيجارة، وأخذ منها نفساً عميقاً وقال، عمي كل ما يحدث بالنسبة لي عبارة عن هوشة كلاب، نعم هوشة كلاب إذا رأيت الكلاب تتعارك، هل يهمك أمرها، هل تتدخل لحل الصراع بينها، لا أبداً لا. لأنها ستعضك. دعك منها. ابعد عنها. عش حياتك بعيداً عن هوشات الكلاب. ثم أعطاني سيجارة. قلت له لا أدخن، فقال دخن عليها تنجلي).
لو كان هذا الكاتب المخضرم حسب وصف هذا المفتري، فعلا مخضرم وشريف بالقليل لكتب لينصح الناس ويحذرهم، مضاف لذلك لماذا كل هذا الظلم للكلب الوفي الذي يحرس ويخدم الإنسان الذي يملكه.
كان ممكن ان يوصف الأوضاع انها صراع مابين الضباع للاستحواذ على قوت بني البشر الذي جرى ويجري بمنطقتنا تحديدا من توترات عنيفة بين الدول المصطنعة التي صنع حدودها الاستعمار واختار لها حكام وقادة خونة، تحدث صراعات ومن ثم صلح سريع،يصح عليه المثل العراقي..(عركة گصاصيب) حيث كان القصابين كثر ومتجاورين وتحدث بينهم المشاجرات العنيفة التي قد تصل الى اخراج السكاكين (من دون استعمالها )ولكن سرعان مايتم الصلح بينهما وكأن شيئ لم يكن، نعتذر من الاخوة بصفحتي ربما يكون من بينهم قصاب.
عندما تركت العراق في ليلة ظلماء، جمعني الظرف مع ناس منهم المحترم ومنهم الطيب ومنهم الكذاب، كان معي شخص كذاب، لكنه بنفس الوقت طيب، الأخ عمل له سيف من وتد خيمة، ابتكر العراقيين طريقة بوضع وتد الحديد على النار وطرقه بمطرقة لتغير شكل الحديد إلى شكل سيف، صاحبنا عنده سيف، اقل كلمة وقال اذبح، انا بوقتها كان عمري ٢٥ سنة، قلت له أمام مجموعة من الاصدقاء، سيفك يستعمل لتقطيع لحم بقر وغنم ودجاج لكن غير مخصص لضرب البشر، رأسا الأخ سل سيفه في اتجاهي، قلت له اتحداك اذا تضرب، الأخ بقي صافن، قلت له ليس كل من حمل سيف هو شجاع مثل شجاعة وكرم ونبل الإمام علي بن أبي طالب ع.
هناك حقيقة مؤلمة كثير من الكتاب العرب يمتهنون مهنة التقرب للحاكم العربي ولايهمهم سماع صراخ المظلومين، صراخ الفقراء ليس لها تأثير انساني على مواقفهم وافكارهم
بينما تجد كتاب آخرين شرفاء، يكتبون ما يعانيه الفقراء والمظلومين، وكتاباتهم الفضل الأكبر، في نصرة المظلوم، لأقلامهم فضل كبير لكشف حقيقة الأحداث بالمنطقة والعالم.
المنطقة العربية اليوم في حالة مأساوية بالفعل، الشعوب بين سندان صراع اقليمي ودولي رهيب، وبطش أنظمة دموية أسرفت في الطغيان والظلم والفساد.
يبقى الاخلاف في الرأي بين من يقبل الرأي والرأي الآخر، اختلاف طبيعي بل ويزيد من أواصر العلاقة والصداقة، أما الاختلاف مع الضباع والجهلة يتسبب ربما في القتل والذبح.
في الختام، في السبعينيات من القرن الماضي انتجت شركة با تا للصناعات الجلدية احذية، كانت تسمى ( روغان) وجه الحذاء كان لماعاً لايحتاج الى صبغ فقط تستعمل قطعة قماش لتنظيفه.
فانا كلما شاهدت ابواق الارتزاق من الكثير مقدمي البرامج بقناة الجزيرة ومشتقاتها تذكرت ذلك الحذاء الروغان.
فمهما لمعت ووضعت الصبغ ايها الكذاب الاشر على الحذاء يبقى الحذاء نفسه.
كاتب وصحفي عراقي مستقل.
17/5/2023