حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، “هي حركة مقاومة فلسطينية، الإسلام مرجعها، وتحرير فلسطين من الكيان الصهيوني هدفها، والجهاد سبيلها”. هكذا جاء تعريف الحركة في وثيقتها السياسية التي تشرح أسسها ومبادئها ومواقفها. وانطلاقًا من إيمانها بالمقاومة المسلّحة، فإن لدى الحركة جناح عسكري عرف بداية انطلاقتها بـ “القوى الإسلامية المجاهدة – قسم”، ثمّ تحوّل الى “سرايا القدس” في العام 2000 مع تطوّر هيكليته الداخلية.
كانت نشأة حركة الجهاد الإسلامي ثمرة حوار فكري وتدافع سياسي شهدته الحركة الإسلامية الفلسطينية أواخر السبعينات وقاده مجموعه من الشباب الفلسطيني اثناء وجودهم للدارسة الجامعية فـي مصر، وفي مقدّمتهم مؤسس الحركة الشهيد الدكتور فتحي الشقاقي.
مطلع الثمانينات وبعد عودة الشهيد الشقاقي إلى فلسطيـن، شرع في بناء البنية التنظيمية للحركة، وفي العمل على التعبئة الشعبية والسياسية فـي الشارع الفلسطيني بجانب العمل المسلح ضد العدو الصهيوني، كحل وحيد لتحرير فلسطيـن.
ترى الحركة بالعمل المسلح الحل الوحيد لتحرير كافة الأراضي الفلسطينية، ولأجل تحقيق هذا الهدف تعمل على اعداد وتنظيم الجماهير واستقطابها لصفوف الحركة وتأهيلها تأهيلاً شاملا، وتنتهج مؤسسات الحركة وتنظيماتها أساليب الدراسة والتخطيط والبرمجة والتقويم والمراقبة بما يكفل استقرار الحركة وتقدمها. تقاطع الحركة العملية السياسية والانتخابات، فهي لطالما عبّرت أنها لا تؤيد الانخراط في الحياة السياسية العامة في ظل وجود الاحتلال على أرض فلسطين.
الأمين العام والمحطات
كان الشهيد الشقاقي أمينها العام الأوّل، وقد اغتاله “موساد” الاحتلال في السادس والعشرين من شهر تشرين الأول / أكتوبر عام 1995 في جزيرة “مالطا” خلال عودته الى العاصمة السورية دمشق (مقر إقامته بعد أن أبعد من فلسطين) من زيارة له الى ليبيا. وقد حمّله الاحتلال مسؤولية استنهاض العمل المسلّح وتحريك الانتفاضة الأولى عام 1987 (لغاية 1996)، والتخطيط والإشراف على العمليات العسكرية ولاسيما الاستشهادية منها التي طالت عمق الاحتلال.
خلف الشهيد الشقاقي، الدكتور رمضان شلّح الذي قاد الحركة خلال فترة مهمة من تاريخها، وهي الانتفاضة الثانية (2000 – 2005) وفي فترة الأحداث التي بدأت عام 2011 في عدد من الدول العربية وأهمها سوريا، وسجّل مواقف عديدة في مواجهة الاحتلال ولم يحيد عن الخط الثابت للحركة. كما خاضت سرايا القدس عدّة معارك وهو على رأس قيادتها: حروب عام 2008 – 2009، وعام 2012، وعام 2014. الى أن توفى جراء المرض في السادس من شهر حزيران / يونيو من العام 2020.
حال المرض دون بقاء الراحل الدكتور شلّح في مسؤوليته، فانتخب زياد النخالة عام 2018 أمينًا عامًا للحركة ولغاية اليوم. وقد خاضت الحركة عدّة معارك أيضًا وهو على رأس قيادتها، ومنها: معركة “صيحة الفجر”، معركة بأس الصادقين” عام 2020، معركة “سيف القدس” عام 2021، معركة “وحدة الساحات” 2022، معركة “ثأر الأحرار” 2023.
سرايا القدس: عمل عسكري في غزة والضفة
يعتبر القائد أكرم العجوري، مسؤول الدائرة العسكرية في الحركة، هو قائد أركان سرايا القدس. وهو من بين أبرز المطلوبين للاحتلال الذي حاول اغتياله باستهدافه في العاصمة السورية دمشق عام 2019. ولسرايا القدس مجلس عسكري لا يعرف أعضاؤه.
كان الجناح العسكري للحركة، سواء في قطاع غزّة أو في الضفة الغربية المحتلّة أو في الخارج دائمًا ضمن دائرة استهداف الاحتلال بسبب سيرتهم الجهادية. فقد عمل الاحتلال على اغتيال هؤلاء القادة بعمليات مباشرة أو خلال الحروب، ومن بينهم المؤسسين أيام الانتفاضة، ومن بينهم: محمود الخواجا، المهندس محمود الزطمة، محمد الشيخ خليل، أيمن الرزاينة، عمّار الأعرج. وغيرهم في السنوات الأخيرة القادة: عرفات أبو عبد الله، دانيال منصور، بهاء أبو العطا، خالد منصور، تيسير الجعبري، جهاد الغنام، خليل البهتيني، طارق عز الدين.
يتفرّع من سرايا القدس، كتائب مقاومة نهضت في الضفة الغربية المحتلّة لاسيما في مناطق شمال الضفة، وأهمها “كتيبة جنين”، “كتيبة نابلس”، “كتيبة طولكرم”، “كتيبة طوباس”، وتعمل سرايا القدس منذ معركة “سيف القدس” ومنذ عملية “نفق الحرية” (تحرر الأسرى الـ 6 وفي مقدمته القائد في الحركة محمود العارضة من سجن جلبوع) على تكثيف العمل العسكري المقاومة في الضفة الغربية وتطويره وتوسيعه، ضمن مبدأ الإشغال والاستنزاف وإبقاء جذوة الصراع مشتعلة. يضع الاحتلال قادة تلك الكتائب أيضًا في دائرة الاغتيال: ومن بينهم الشهداء جميل العموري، عبد الله الحصري، متين ضبايا، فاروق سلامة، محمد الجنيدي، وغيرهم. وكان قد سبقهم أيضًأ القادة المؤسسون في الضفة ومن بين أبرزهم: عصام براهمة، إياد صوالحة، محمود طوالبة، صالح طحاينة، وغيرهم.