الكاتب: رامي الشقرة
جريمة الاحتلال باغتيال ثلة من قادة المقاومة الفلسطينية على أرض غزة ما هي الا وسيلة يحاول أن يستخدمها رئيس وزراء الكيان الزائل نتنياهو للهروب مما يعانيه من أزمة داخلية تعصف به، وتهديدات متوالية وابتزاز من بن غفير لحل الحكومة لعدم الوفاء بإلتزامات تشكيل الائتلاف، والرغبة لتوسيع الائتلاف الحكومي وفق قواعد هو يضعها، بالإضافة إلى التآكل الحاصل في قوة الردع لديه بعدم القدرة على الحسم، في ظل تنامي قدرات المقاومة، واتساع ساحات الفعل النضالي والقتالي ، وتعدد جبهاتها كل ذلك صعد من سيناريو العدوان، وخصوصاً أنه يعلم ثقل غزة في ميزان، فكلمة السر التي بنى عليها نتنياهو تكتيكه الهجومي هو التوقيت ومحاولة الخديعة والمصلحة المتحققة من وراء العدوان.
يبدوا أن المؤسسة الأمنية والاستخبارية ربما وقعت في سوء تقدير أنه يمكن أن يدخل في عملية عسكرية يحقق فيها أهدافه السياسية بتوسيع مساحات الهجوم، وباحتمالية محدودة من رد المقاومة وفق قواعد اشتباك يحاول ترسيمها من جديد بعد أن عصفت معركة سيف القدس بما كان من قواعد، وأرست قواعد جديدة لا يمكن لقيادة المقاومة أن تتراجع عنها، في ظل ذكاء القيادة الفلسطينية في توظيف إمكاناتها وقدراتها بتفعيل تعدد الجبهات ورد كل ساحة بما يتناسب مع واقعها.
مع كل الإرهاصات السابقة ومع اتخاذ العدو لخطوات احتياطية حتى تل ابيب لا بد من استعراض السيناريوهات المحتملة أمام المقاومة الفلسطينية للرد على جريمة الاحتلال.
فالسيناريو الأول الرد السريع والمحدود من المقاومة وهو سيناريو قائم الاحتمال غير أن نصيبه من الفعل الميداني قليل حيث أن المدخلات المتحققة بجهوزية الاحتلال أولاً والتعاطي وفق ما خططه الاحتلال والوقوع فريسة ذلك التخطيط في ظل قيادة رئيس هيئة أركانها القائد محمد الضيف وبقرار جمعي مشترك من غرفة العمليات المشتركة سيكون بحسابات أكثر دقة وأعظم ايلاماً للعدو، والاستفادة عامل الزمن الضاغط على الجمهور الصهيوني من خلال العمليات النفسية تقودها المقاومة.
غير أن السيناريو الثاني وهو الرد الموجع والمدروس بذكاء التوقيت ونوعية العمل هو السيناريو المرجح وفق معطيات واقع الاحتلال والاستثمار بإيقاع هزيمة سياسية لقيادة الكيان الزائل تهز بنية مجتمعه الصهيوني، وتعزز واقع الخلخلة المتحققة فيه، وتضع وحدة الساحات وتعدد الجبهات أمام استحقاق جديد فيه وحدة الدم استراتيجية وطنية قائمة على تفعيل كل مكان تتواجد فيه المقاومة، وسيكون لجبهة غزة كأحد أهم الجبهات كلمة عليا على هذا المحتل الغاصب، وستستثمر قيادة المقاومة كل اتصالاتها في اطارها الدبلوماسي لفضح جريمة الاحتلال، وأن رد الفعل ما هو إلا نتيجة طبيعية لجرائم الاحتلال.
أما السيناريو الثالث وهو الرد في الزمان والمكان المناسب مع تفويت الفرصة هو سيناريو مستبعد لطبيعة الشعب الفلسطيني، وما يمتلكه من مقاومة راشدة فهي درع وسيف لأبناء الشعب الفلسطيني تصونه ولا تجعله لقمة سائغة لدى الاحتلال.
وفي الختام في ظل الترجيح لقراءة الموقف يبدو أننا أمام أيام مهمة، ترسم فيها قواعد اشتباك جديدة في مصلحة الفلسطيني ومقاومته الباسلة، وملزمة للاحتلال، لا يسعنا فيها الا الوقوف سنداً وعوناً قيادة المقاومة، وثقة بحكمة قرارها، وحفظاً لجبهتنا الداخلية، وسيدفع الاحتلال ثمناً غالياً نتيجة جرائمه، لا يمكنه توقعها من حيث التوقيت والنوعية والمكان.