عالم قيم إنسانية يتكون، والواجب دعمه ونبذ الخلافات

سميرة الموسوي||

_ عالم جديد تتمخض عنه إرادات حرة؛ فالحرية أهم قيمة إنسانية عليا ،لأنها تتناسل _ على المدى عدالة وكرامة إنسانية وتعاضد ضد المظلومية ، ولننظر كيف كانت إيران الشاه على الاصعدة كافة ،وكيف كانت سياسة السعودية منذ نشأتها وحتى بدايات عام ٢٠٢١ حيث الحكم الفاعل لولي العهد محمد بن سلمان ،ثم لننظر بتأمل الى السياسة الاسلامية الايرانية الثورية الوطنية والاقليمية والعالمية منذ الثورة الخمينية الكبرى كيف عبدت طرق تحررية شعبية ومنها ما تعبد من طريق مهم بين إيران والسعودية وعلى مستوى غير معهود في عالم ملتهب وحصول متغيرات على معظم المستويات الفاعلة في سعودية محمد بن سلمان وعلى الرغم مما تضربه الادارات الصهيوأمريكية من حصار بالغ القسوة على إيران لايقاف تقدمها المتسارع الباهر لإخضاعها للإرادة الغربية والصهيونية ،لكن إيران وقفت بشموخ أذهل أعداءها ضد كل المخططات وأهدافها مع إستمرارها وبإرادة إسلامية أنسانية بالتمسك بفكرها وسلوكها الثوري وعلى وفق منهج إمام المتقين عليه السلام في الحق والحرية والعدالة والكرامة الانسانية ، وكانت سعودية محمد بن سلمان قد تفهمت وتيقنت من صدق وإقتدار المواقف الايرانية وإن إيران تعني ماتقول وإن إمكاناتها غير محددة بجغرافيتها فحسب ، وفي هذا الزمن نفسه تتدبر المملكة العربية السعودية وجودها الكائن منذ زمن ضمن المنظومة الداعة للارادة الغربية فتكتشف بدراية أن أمكاناتها كدولة فاعلة في المجتمع الدولي لم يعد يسمح لها بالبقاء على ما هي عليه وبجوارها دولة إسلامية تسامت حتى صارت فاعلة في تكوين القرار الدولي وفي رسم ملامح مرحلة لنظام دولي عادل ، ولذلك تلاحقت خطواتها التحررية حتى التقت مع إيران في الكثير من المشتركات الفاعلة وهي في تصاعد يدعو للتفاؤل، إن المتتبع لمسار عودة العلاقات سيتأكد من أن السعودية قد تخطت أسوارا بعيدة من الاسلاك الشائكة المضروبة حولها منذ نشأتها ، وإن هذا التوجه في إعادة علاقاتها يتمدد الى سوريا ولبنان والعراق واليمن ودول أخرى لها حلم التحرر نفسه ولا سيما بعد الدخول غير المسبوق من دول كبرى مثل الصين وروسيا وكوريا الشمالية .

_ وكل هذا الذي يحدث إنما هو وليد صحوة عالمية وإعادة حسابات لما سببته وتسببه أمريكا الامبريالية من حروب تقوض البناء الحضاري الاوربي عموما ولا سيما بناء دول حلف الناتو والاتحاد الاوربي .

__ وبهذا الصدد البالغ الاهمية ندعو كل متفهم لما يدور في ساحة دول المنطقة والساحة العالمية أن يعمل قولا وفعلا لدعم وترصين قيام العلاقات الايرانية السعودية والعلاقات الاخرى السائرة في الاتجاه نفسه .

__ إن من الواجب الاسلامي والانساني أن ننبذ كل أسباب الخلافات والاختلافات ونعمل على تذليل حدة عرقلتها لاي تقارب وتعاضد والرد الموضوعي على كل من يحاول إذكاء النعرات المشبوهة التي عاشت عشرات السنين تقضم من جرف العلاقات الانسانية بين الاخوة .

…. أنما المؤمنون أخوة فأصلحوا بين أخويكم وأتقوا الله لعلكم ترحمون .

 

المقالة تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي القناة

بإمكانكم إرسال مقالاتكم و تحليلاتكم لغرض نشرها بموقع الغدير عبر البريد الالكتروني

[email protected]

شاهد أيضاً

الإطار التنسيقي يجدد إلتزامه بتوجيهات المرجعية الدينية العليا في اغاثة الشعب اللبناني

عقد الإطار التنسيقي، اليوم السبت، اجتماعا طارئا بحضور رئيس الوزراء محمد شياع السوداني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *