انهم ينثرون الدوامات ونحن نضحك ؟!

انهم ينثرون الدوامات ونحن نضحك ؟!

زيد الحسن ||
حرف الهاء هذا الحرف المنقذ لنا اصبح استخدامه في مواقع التواصل اكثر من باقي الاحرف بالف مرة ، ونجد هذا الحرف مكرراً لعشرات المرات في التعليق على تصريحات السادة المسؤلين ،مرسوماً بحسرة ( هههههههه ) ، ليعبر عن ضحكة محروقة .

اخر تصريح رسمي يقول ان الامن الوطني يعرض اعترافات مهرب عملة ، ومتلاعب باسعار الدولار ، وهذا التصريح كان يفترض ان لا ينشر من قبل الحكومة ابداً ، والسبب انه اعتراف بفشل كبير وليس نصراً لجهاز حكومي ، فلم ينتهي تهريب العملة ولم يتوقف التلاعب بالاسعار بعد مسك احدهم ، الدولاب يدور والفساد اكبر مما نعتقد ونسمع ، والمسبب معروف والسارق على مستوى عالِ من النبل ، والحصانة تغطيهم حد اذانهم ، ولن يقطع لهم ذيل ولن ينتهي لهم عمل ، لانهم ببساطة علية القوم .

واكثر من ناله حرف الهاء ومطولا ( ههههههههه) هو تصريحات الدوائر ذوات العلاقة حول تنفيذ حزمة اصلاحات وتحسين رواتب المتقاعدين ، المتقاعد في كل مكان يصرخ من سنين طوال معلنا مظلوميته ، وجميع الحكومات اصدرت تصريحات ( فقط ) بنصرته ، لكن بقيت مجرد تصريحات تحصد الملايين من الضحكات الساخرة مسخدمة لحرفنا المبجل بكثرة ، وحال المتقاعدين من سيء الى اسوء ، فبئس هذه الاصلاحات التي لا روح فيها ولا امل .

بعد كل جلسة برلمانية ، ينتظر الشعب العراقي من برلمانه تشريعات تشفي الصدور العليلة ، وتنقذ مابقي من اخضراً لم يمت يأساً ، واذا بالسادة يخرجون بتشريعات لا شأن لنا بها من بعيد او قريب ، واخرها الطيور المهاجرة ، ومن لايصدق ، فليراقب جلسات البرلمان لهذه الدورة ، ويخبرنا عن تشريع واحد نال الشعب منه مبتغاه ، انهم يبحرون في بحر الكمال والنرجسية ، انهم يبنون مثالية عالية ، ولايحسبون انفسهم في عراق جريح يعاني الاختراقات واليباس والتصحر والجوع والحرمان ، شعورهم بالشبع والتخمة افقدهم الاحساس بواقع الحال ، وتصريحاتهم هي الاخرى مؤذية جداً ، وحرف الهاء لها بالمرصاد .

من ذا الذي يستطيع ان يقنع العراقي بأن ساسته حكماء ؟ بعد ان فقد كل امل وانقطعت خيوط الرجاء في اصلاح او يقظة ؟، من ذا الذي يستطيع ان يثبت ان العراق يمكنه استرجاع عافيته وان شعبه سيرتاح يوماً في ظل هكذا ادارة للازمات صناعها اهل بيتها ؟، اكيد الان لم يعد احداً يستطيع فعل شيء ،واكيد ان من يقول أنا لها سيضربه حرف (الهاء )مطولاً لاننا جربنا جميع اصحاب العضلات والشهادات والشعارات ، حتى انهم يوم توليهم العروش كانت شعورهم سوداء وقد شابت منهم الذوائب وما زالوا لنا يقهرون .

لو ارادت الحكومة النجاح عليها محاربة الدوامات التي يرشقها علينا اصدقاء الحكومة ، فمن بين صفوفهم تأتي الازمات ، ومن بين اضلع الساسة يتم الاختراق ، ومن بين جنبي الاحزاب يعبث السراق ، المواطن مغلوب على امره ، وكل ما يملكه هو حرف ( هههههه ) ، حين يسمع التصريحات .

المقالة تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي القناة

بإمكانكم إرسال مقالاتكم و تحليلاتكم لغرض نشرها بموقع الغدير عبر البريد الالكتروني

[email protected]

شاهد أيضاً

محافظة بغداد: إجراءات لمراقبة التزام أصحاب المولدات بالتسعيرة ومحاسبة المخالفين

أوضحت محافظة بغداد، اليوم الأحد، آلية إصدار التسعيرة الشهرية لأمبير المولدات، فيما أكدت صدور توجيهات …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *