عثر الباحثون الروس عن مجموعة متكونة من عدة جزيئات بروتينية وجينات ذات صلة بتطور الاكتئاب السريري لدى البشر.
وكذلك لدى الجرذان وأسماك الزرد. وقالت الخدمة الصحفية في معهد موسكو لفيزياء التقنيات إن هذا الاكتشاف سيساعد في تسريع دراسة آليات تطور الاضطرابات العاطفية.
ونقلت الخدمة الصحفية عن إيلينا بيترسن، وهي رئيسة مختبر في المعهد، قولها:” لقد تمكّنا من تحديد العديد من بروتينات الدماغ الرئيسية مثل GRIA1 و DLG1 و CDH1 و THRB و PLCG2 و NGEF و IKZF1 و FEZF2 المرتبطة بالاكتئاب. وقد تستهدفها أدويتنا الواعدة. وبالإضافة إلى ذلك، حددنا مجموعة من الجينات المرتبطة بها يمكن استخدامها للمزيد من دراسة مسببات الأمراض.
ووفقا للإحصاءات الواردة من منظمة الصحة العالمية، يعاني الآن أكثر من 260 مليون شخص في العالم من الاكتئاب السريري. ويودي الاكتئاب كل عام، بحياة حوالي 800 ألف شخص، والمراهقون مُعرّضون بشكل خاص للإصابة به، وكذلك الفتيان والفتيات الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و 29 عاما. ويصعب مكافحة الاكتئاب بسبب أن علماء الفسيولوجيا العصبية لا يدركون تماما طبيعة هذا المرض ولا يمكنهم تحديد العدد الدقيق للأشخاص المصابين به.
ولا يعاني البشر فقط من أشكال مختلفة من التوتر والاكتئاب فحسب، بل وجميع الحيوانات الفقارية عمليا، بدءا من الأسماك وانتهاء بالرئيسيات العليا. واهتمت بيترسن وزملاؤها بما إذا كانت هناك بروتينات وآليات وراثية مشتركة خاصة بتطور مثل هذه الاضطرابات العاطفية لدى البشر والكائنات الحية الفقارية الأخرى.
وساعدتهم الحسابات التي أجراها الباحثون على تحديد ثماني سلاسل بروتينية وأكثر من عشرة جينات مرتبطة بها أثرت في تطور الاكتئاب لدى جميع أنواع الفقاريات الثلاثة المدروسة. وشملت هذه البروتينات GRIA1 و DLG1 و CDH1 و THRB و PLCG2 و NGEF و IKZF1 و FEZF2 ومناطق الحمض النووي ذات الصلة التي تحتوي على تعليمات خاصة بإنتاج هذه الجزيئات أو ضبط إنتاجها بطريقة أو بأخرى.
تلعب كل هذه البروتينات وأقسام الحمض النووي، كما لاحظ العلماء، دورا مهما في تكوين روابط جديدة بين الخلايا العصبية، ونمو النهايات العصبية، ونقل الإشارات الكيميائية المختلفة فيما بينها، وكذلك في نقل الجزيئات المختلفة داخل الخلايا العصبية. وقد ارتبطت الاضطرابات في عمل البعض منها في الماضي بتطور أمراض الدماغ.
ويأمل العلماء، بأن تسمح الدراسة اللاحقة لهذه البروتينات وسلاسل الجينات المرتبطة بها بفهم كيفية تطور الاكتئاب على مستوى الخلايا العصبية الفردية في الدماغ. وستساعد تلك المعلومات، بدورها، على فهم ما هي البروتينات والجينات التي يجب التأثير عليها لقمع الاضطرابات العاطفية وإعادة الإنسان إلى الحياة الطبيعية.