وفدا الحكومة الأفغانية وحركة طالبان توصلا لاتفاق على بيان ختامي مشترك لمفاوضاتهما الجارية في الدوحة بوساطة قطرية، على أن يعقدا اجتماعا آخر قريبا ضمن مسار الدوحة، واتفق الطرفان على الإسراع بالمفاوضات لإيجاد تسوية عادلة للصراع الدائر في البلاد منذ عقود.
ونص البيان المشترك لوفدي الحكومة الأفغانية وطالبان على الاتفاق على الإسراع بالمفاوضات من أجل التوصل لحل عادل على أن تتم على مستوى رفيع حتى تتم التسوية.
وجاء البيان عقب انتهاء الجلسة الثانية لمحادثات السلام الأفغانية، والرامية إلى التوصل لتسوية سياسية تؤدي لإحلال السلام في البلاد بعد عقود من الحرب.
وأفاد مصدر في وفد حركة طالبان بأن الحركة قدمت اقتراحا يتضمن إجراءات لبناء الثقة بينها وبين الحكومة، وذلك عبر إطلاق سراح السجناء لدى الجانبين والإعلان عن هدنة مؤقتة خلال فترة عيد الأضحى المبارك.
وقال مسؤول في لجنة المصالحة إن الطرفين تبادلا مقترحاتهما. وقد أكدت الحركة أنها تؤمن بأن الحل السياسي هو الأنسب لإحلال السلام في أفغانستان، وأنها تسعى لإقامة علاقات مع المجتمع الدولي.
وكانت الجولة الحالية من محادثات السلام الأفغانية قد انطلقت أمس السبت، حيث عبّر وفدا الحكومة برئاسة عبد الله عبد الله، ووفد حركة طالبان برئاسة الملا عبد الغني برادار عن تفاؤلهما بالوصول لتفاهمات توقف التصعيد الجاري في أفغانستان. واستأنف الوفدان جلسات الحوار اليوم، في الدوحة معن خضر إن الجلسات كانت مغلقة وبصيغة ثنائية، تضم 7 ممثلين فقط من كل وفد، وبحضور الوسيط القطري.
وأكد زعيم طالبان هبة الله آخوند زاده أنه رغم التقدم العسكري الذي تحققه حركته على الأرض، فإنها تؤمن أن الحل السياسي هو الأنسب لإحلال السلام بالبلاد، وأضاف آخوند زاده -في بيان اليوم الأحد بمناسبة عيد الأضحى- أنه “بدل الاعتماد على الأجانب، دعونا نحل مشكلاتنا فيما بيننا وننقذ وطننا من الأزمة السائدة”.
وقال الملا آخوند زاده “نحن من جهتنا مصممون على التوصل إلى حل من خلال المفاوضات، لكن الطرف الآخر يواصل إهدار الوقت في أمور هامشية”. وأكد زعيم طالبان على أن حركته تسعى لإقامة علاقات مع المجتمع الدولي بما فيه الولايات المتحدة بعد انسحاب قواتها من أفغانستان، وقال “نريد علاقات دبلوماسية واقتصادية وسياسية جيدة ووثيقة، مع جميع دول العالم بما فيها الولايات المتحدة”.
وفي تصريحات وجهها لدول الجوار، شدد آخوند زاده على أن حركته لن تسمح باستخدام أراضي أفغانستان لتهديد أمن جيرانها واستقرارهم.
على صعيد متصل، التقى رئيس لجنة المصالحة الأفغانية عبد الله عبد الله مبعوثَ الأمم المتحدة إلى أفغانستان جان أرنولد في العاصمة القطرية، ورحب المبعوث الأممي ببدء المفاوضات رفيعة المستوى بين الحكومة الأفغانية وحركة طالبان، ووصفها بأنها خطوة مهمة نحو السلام والاستقرار في أفغانستان.
وأكد أرنولد أن الحل الوحيد لحل النزاع في أفغانستان هو المفاوضات والحوار، وقال عبد الله عبد الله إن الحكومة الأفغانية تؤمن بالحوار، وترى أن هناك أرضية لإحلال السلام في أفغانستان.
ونقلت وكالة الأنباء الألمانية عن المجلس الأعلى للمصالحة الوطنية في أفغانستان أن محادثات اليوم ركزت على وجود وسيط للمحادثات الأفغانية السابقة، ووقف إطلاق النار، والتوصل إلى تسوية سياسية. وذكرت مصادر على صلة بمحادثات السلام الأفغانية أن طالبان ستوافق على الأرجح على وقف إطلاق النار، بمناسبة عيد الأضحى وخفض العنف، بحلول نهاية اليوم.
وتتزامن محادثات الدوحة مع استمرار التصعيد الميداني في أفغانستان، حيث قالت الحركة إنها سيطرت -خلال الشهرين الماضيين (مايو/أيار ويونيو/حزيران)- على 194 مديرية في أفغانستان، استعادت القوات الأفغانية 5 منها.
وأعلنت السلطات الأفغانية مقتل 9 مدنيين من بينهم نساء وأطفال، وإصابة آخرين في حوادث متفرقة بولاية قندهار جنوبي البلاد. كما لقي أربعة مدنيين حتفهم على الأقل من بينهم امرأة وطفل وأصيب أربعة آخرون في أرغستان بولاية ننغرهار شرقي البلاد، بعد أن انفجرت قنبلة زرعت على جانب الطريق.
وقالت وزارة الدفاع إنها استعادت السيطرة على مقر مديرية “سٌرْخ بارسا” بولاية بروان شمال العاصمة كابل، وإنها قتلت عشرين مسلحا من طالبان في غارة بولاية هلمند جنوبي، وأضافت الوزارة أيضا إن سبعة من مسلحي طالبان قتلوا وأصيب ثلاثة آخرون خلال عملية تمشيط قام بها الجيش في مديرية أسمار بولاية كونر شرقي أفغانستان.
من جهتها، قالت طالبان إنها سيطرت للمرة الثانية على مديرية “جخانسور” بولاية “نيمروز” جنوبي البلاد. وقالت الحركة إن مقاتليها طردوا القوات الحكومية من مركز المديرية والقيادة الأمنية وسيطروا على آليات ومعدات عسكرية للجيش.
وفي سياق متصل، اتهم القائم بأعمال السفير الأميركي بأفغانستان روس ويلسون حركة طالبان بارتكاب جرائمِ حرب بقتلها عناصر من الجيش الافغاني في ولاية فارياب الشهر الماضي رغم استسلامهم لها، وأضاف الدبلوماسي الأميركي في تغريدة له على تويتر أن ما جرى “عمل فظيع.. ومشهد شائن يستحق الإدانة”، وطالب بالتحقيق في الواقعة التي وصفها بالجريمة الوحشية وبمحاسبة المسؤولين عنها.
انتهى م4