اكد رئيس مجلس الوزراء، محمد شياع السوداني، اليوم الخميس، على أن دماء شهداء قادة النصر يجبُ أن لا تذهبَ سُدى، فيما أكد العمل على ضبط المنافذ الحدودية واقتلاع ظاهرة تهريب العملة والفساد.
وقال السوداني، خلال المحفل الرسمي بمناسبة الذكرى السنوية الثالثة لاستشهاد قادة النصر، الذي أقيم في فندق الرشيد ببغداد، وتابعته “الغدير”: “في الثالثِ من كانونَ الثاني عامَ أفينِ وعشرين، صحونا على خبرٍ مُفجعٍ وتطوّرٍ خطيرٍ وهو استهدافُ واستشهادُ نائبِ رئيسِ هيأةِ الحشدِ الشعبي أبو مهدي المهندس وضيفِ العراقِ الجنرال قاسم سليماني ورفاقِهما على أرضِ العراق”.
وأضاف أن “قيامَ الإدارةِ الأمريكيةِ السابقةِ بهذا العملِ يُعدُ اعتداءً صارخاً على الارضِ والسيادةِ العراقيةِ وهو مدانٌ بجميعِ الأعرافِ والقوانينِ الدولية، كما إنهُ عملٌ خطيرٌ كانَ يمكنُ أنْ تؤدي تداعياتهُ إلى تهديدِ الأمنِ والاستقرارِ في المنطقةِ جمعاء”.
وتابع أن “استهدافَ قيادةٍ كان لها الدورُ البارزُ في دفعِ الهجمةِ الإرهابيةِ الخطيرةِ على العراقِ والمنطقةِ في أثناءِ المعركةِ لا يعبرُ عن احترامٍ للاتفاقياتِ الثنائيةِ وعلاقاتِ الصداقةِ بين الدولتين”، مضيفاً: “من الواجبِ هنا أنْ نستذكرَ في هذا اليومِ بطولاتِ قادةِ النصرِ في ميادينِ الوغى وتصديهم لأعتى جماعةٍ إرهابيةٍ متطرفةٍ عرفها تاريخُنا المعاصر”.
وأكد أن “محاربةَ الإرهابِ الظَلامي كانت بحاجةٍ إلى الايمانِ الراسخِ والقوةِ والبسالة، وجاءَ ذلك الايمانُ من خلالِ الروحِ الوطنيةِ الأبيةِ للعراقيين ومن فتوى الدفاعِ الكفائي للمرجعِ الأعلى سماحةِ آيةِ اللهِ العظمى السيد علي السيستاني (دامَ ظلُهُ الوارف)، والقوةُ والبسالةُ جاءتْ من تضحياتِ الأبطالِ في ساحاتِ المعاركِ من أمثالِ الشهيدينِ والألوفِ المؤلفةِ من شهداءِ القوى العسكريةِ والأمنيةِ بكلِّ صنوفِها من الجنوبِ الى الشمال، ومن الشرقِ الى الغربِ”.
ولفت إلى أن “دماءَ الشهداءِ الزكيةَ يجبُ أن لا تذهبَ سُدى، ولهذا الهدف، تعملُ حكومتُنا الجديدةُ على بناءِ الأساسِ المتينِ للسيادةِ العراقية، عراقا مستقلا في سياساتِه، يبني علاقاتهِ على أساسِ المصالحِ المشتركةِ مع المجتمعِ الإقليمي والدولي ويحافظُ على سيادةِ أراضيهِ ومياههِ ويمنعُ الاعتداءَ على البلدِ وأهلهِ وضيوفِه”.
وأردف بالقول: “العراقُ القويُّ هو رسالتُنا، عراقٌ قادرٌ على مواجهةِ التحدياتِ والأزمات، عراقٌ مستقلٌ ينأى بنفسهِ عن الصراعاتِ الإقليميةِ والدوليةِ ويؤدي دوره المهم في السعي لحلِها، ويقفُ على مسافةٍ واحدةٍ بين أشقائهِ وجيرانهِ وأصدقائِه، وعراقٌ يلعبُ الدورَ الفعالَ والحيويَّ لتقريبِ وجهاتِ النظرِ بين الفرقاءِ ويُصبحُ راعياً للتلاقي والحوارِ بدلَ أنْ يكونَ ساحةً للصراعِ أو لتصفيةِ الحسابات”.
وبين أن “العراق بفضلِ موقعهِ الجغرافي الاستراتيجي وعمقهِ التاريخي والحضاري يمكنهُ أنْ يكونَ فاعلاً في نزعِ فتيلِ الأزماتِ القائمةِ ومنعِ التصعيدِ وتخفيفِ التوتراتِ والانطلاقِ نحوَ منطقةٍ آمنةٍ مستقرةٍ مبنيةٍ على أساسِ المصالحِ المشتركةِ لشعوبِ المنطقة”.
وأكمل حديثة: “أنْ ينعمَ العراقُ بالاستقرارِ الذي يستحق، هي الغايةُ التي ناضلَ وجاهدَ من أجلِها الشهداء، لهذا سنواصلُ العملَ لقطعِ دابرِ الإرهابِ أينما تواجد، كما سنواصلُ طريقَنا في الإصلاحِ الإقتصادي ومحاربةِ جائحةِ الفسادِ التي تمثلُ التحديَ الراهنَ الأكثرَ خطورة، نعملُ ومن دونِ ترددٍ على ضبطِ المنافذِ الحدوديةِ واقتلاعِ ظاهرةِ تهريبِ العملة، نتحركُ وبكلِّ جدٍّ من أجلِ تحقيقِ اهدافِ الحكومةِ بتنميةِ الصناعةِ والزراعةِ ورفعِ المستوى المعيشي للفردِ العراقي، وتوفيرِ فرصِ العملِ للشبابِ وتقديمِ الخدماتِ لكلِ المجتمعِ من شمالهِ الى جنوبِه، لن نتوانى في ترسيخِ قوةِ الدولةِ وشعورِ المواطنِ العراقي بانتمائهِ لبلدٍ قويٍ مقتدرٍ يحافظُ على سيادتهِ وكرامتهِ ويوفرُ العيشَ الرغيدَ له. وهذا جزءٌ من ردِّ الدَّينِ لدماءِ الشهداءِ وتضحياتِهم التي عبّدتِ الطريقَ نحوَ عراقٍ مستقرٍ مزدهرٍ ذي سيادةٍ كاملةٍ ومرتكزٍ لاستقرارِ المنطقةِ برمتِها”.
وختم كلمته قائلاً: “رحمَ اللهُ شهداءَ العراقِ جميعاً والشهيدينِ السعيدين قادة النصر، ونُعزي انفسَنا والشعبينِ العراقي والإيراني في ذكرى استشهادِهما، حمى اللهُ العراقَ وشعبَه”. انتهى م4