بـدر جاسـم ||
تغيير جذري و قفزة نوعية للعراق بتشكيل الحشد، فالعراق بعد الحشد ليس كما قبله، لقد توقفت المفخخات، وانتهت الايام الدامية، كذلك تحول من الدفاع إلى الهجوم، و مطاردة شملت الجبال و الصحاري لفلول داعش، فكان جديراً بالحشد ان يعبر إلى ضفاف النصر، بمعنوياته الكبيرة، إضافة إلى الهمم العالية التي كسرة شوكة داعش.
الجانب المعنوي كان ركيزة أساسية للانتصار، لذلك أستخدم تنظيم داعش اسلوب الاجرام، لزرع الرعب، وتدمير المعنويات، فسبب سقوط العديد من المدن دون قتال، لذلك جاءت فتوى الجهاد الكفائي دافع قوي للمواجه، ورفعت المعنويات و ربطت على القلوب، فكانت نقطة تحول تاريخية، لتُغير الانهزام إلى أقدام، والاتكال إلى تعاون، أن الشحنات المعنوية الهائلة التي اعطاها السيد السيستاني دام ظله، بفتواه المباركة اوقف أسطورة الموت على أيدي المجاهدين.
عمد الاعلام المعادي للتثبيط من هذه المعنويات، فتارةً يطعن بهويتهم الوطنية، وتارتاً أخرى يتهمهم بالسرقات، إضافة إلى محاولات لعزل القادة عن أبنائهم، كذلك السعي لتعويم الحشد، فلصق بعض المجاميع بالحشد وهي ليست منه، لتكون مسوغ للطعن به، كذلك منع إستخدام السلاح الذي تتعاقد عليه الحكومة، لأنه يكون مشروط البيع، أن هذه كانت عقبات حقيقة أمام تقدم الحشد.
أن الإدارة الامريكية لم تكتف بهذه العوائق أمام الحشد الشعبي، فعمدت بانتهاك صريح، و خرق جلي للسيادة العراقية، باستهداف القائد البطل ابو مهدي المهندس، وضيفة القائد الشجاع الحاج قاسم سليماني ورفاقهما، فإن البطلين كانا يُبثان روح الجهاد، كذلك يرفعان من معنويات الابطال، فقدموا أروع صور التضحية، لأجل إنقاذ الناس من سطوة داعش، أن الحاج قاسم غير وجه المنطقة، ورسم مستقبل جديد لها، فطور المقاومة على جميع الجبهات، فمن فلسطين إلى اليمن و لبنان والعراق، أن الحجارة الفلسطينية تحولت إلى صواريخ تدك جحور الظالمين، وانين وآلام اليمن إلى طائرات مسيرة ترعب الغزاة، كذلك العراق و لبنان دعم و ساندهما في قلب كل الموازين، لذا فثمار جهوده سوف تقتطف على مر الاجيال.
يجب علينا ان نحافظ على جهود هؤلاء الابطال، فإنهم عزنا و شرف أمتنا، و سورنا الحصين، إن ما تشهده المنطقة من صراعات تحتم علينا الحفاظ على مكتسبات قادة النصر، فإن طبول الحرب العالمية تقرع، بالتالي علينا التكاتف و تقوية جبهتنا، والاستعداد لما هو قادم.
المقالة تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي القناة
بإمكانكم إرسال مقالاتكم و تحليلاتكم لغرض نشرها بموقع الغدير عبر البريد الالكتروني