حظيت مأدبة عشاء بايدن على شرف ماكرون، ليل الخميس الجمعة، والتي دعا إليها مجموعة من المشاهير وأعضاء الكونغرس الأمريكي وعمالقة عالم الأعمال، اهتماماً صحفياً كبيراً، وسط انتقادات وتساؤلات حول ما إذا كان الرئيس الأمريكي يحاول إلهاء نظيره الفرنسي عن موضوعه الرئيسي.
مأدبة عشاء بايدن على شرف ماكرون
استقبل بايدن وزوجته جيل، ماكرون وزوجته بريجيت في البيت الأبيض لتناول العشاء بعد لقاءات دبلوماسية.
ورغم خلاف البلدين حول كيفية التعامل مع الحرب الروسية في أوكرانيا، ودعم المنتجات الأمريكية، فضلاً عن قضايا أخرى، إلا أن المأدبة توجت زيارة هدفت لإظهار التزام بايدن تجاه أقدم حليف لواشنطن.
وضمت قائمة المدعوين الممثلة جينيفر جارنر وفيوليت ابنتها من بن أفليك، والمغني جون ليجند والعارضة كريسي تيجن، وآنا وينتور رئيسة تحرير مجلة فوج، والمخرج باز لورمان، وكذلك عازف البيانو الأفريقي جون باتيست.
تكلفة مأدبة عشاء بايدن على شرف ماكرون
في السياق، كشفت شبكة سي إن إن الأمريكية، أن البيت الأبيض أنفق 500 ألف دولار على حفل عشاء رئيس الولايات المتحدة جو بايدن، ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون.
وقالت الشبكة: “آخر بيانات لدينا هي نصف مليون دولار”، كما أشارت إلى أن هذا المبلغ يشمل الأطباق باهظة الثمن والزينة، بالإضافة إلى إيجار الأطباق.
طبق بحري يثير ضجة
على صعيدٍ متصل، أثار قرار البيت الأبيض تقديم طبق من جراد البحر في حفل عشاء الرئيسين الأمريكي والفرنسي، انتقادات من السياسيين ونشطاء البيئة وحتى خبراء الطهي.
ويشتهر المطبخ الأمريكي بجراد البحر من ولاية مين بشمال شرق البلاد، وكانت القشريات من هناك هي التي تم استقدامها إلى البيت الأبيض لحفل العشاء.
لكن صيد جراد البحر في الولاية، حسبما ذكرت صحيفة “وول ستريت جورنال”، أصبح مؤخراً في قلب نزاع قانوني وتنظيمي حول الضرر المحتمل الذي تسببه معدات الصيادين لحيتان غرينلاند المهددة بالانقراض.
على هذه الخلفية، لم يمر ظهور 200 من جراد البحر من مين في حفل العشاء مرور الكرام، فقد انتقد رئيس مركز الصيد الإقليمي بيلي ميليكين، وصفة طهي جراد البحر.
وقال: “لسوء الحظ، جراد البحر لا تناسبه أي من هذه الأطباق الجانبية، مع أنه إذا كان ذلك هو جراد بحر مين الحقيقي، فمن الصعب أن يفسده أي شيء”.
بايدن يقدم هدايا لماكرون
بحسب وسائل إعلام أمريكية، أهدى الرئيس الأمريكي نظيره الفرنسي، الذي يزور الولايات المتحدة مرآة، ومجموعة من أسطوانات الفينيل بأغان أمريكية.
وذكر بيان المكتب الصحفي للإدارة الأمريكية، أن المرآة هي عبارة عن نسخة من الزينة الموجودة في البيت الأبيض.
كما قدم الرئيس بايدن لماكرون مجموعة من أسطوانات الفينيل تحتوي على تسجيلات لموسيقيين أمريكيين ونسخة أرشيفية من براءة اختراع أول فونوغراف.
ماكرون ينتقد واشنطن
يأتي الحديث عن مأدبة عشاء بايدن على شرف ماكرون، وسط انتقادات لاذعة وتساؤلات حول ما إذا كان بايدن يحاول إغراء ماكرون بعد انتقادات الأخير واتهام واشنطن بمحاولة “تفتيت أوروبا”.
ويوم أمس الخميس، حذر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون من أن برنامج الولايات المتحدة للاستثمارات والإعانات لمساعدة الشركات المحلية يهدد “بتفتيت الغرب”.
وقال الرئيس الفرنسي إنَّ تداعيات برنامج المعونات الحكومية للشركات في الولايات المتحدة “ستكون كارثية على الاستثمارات في أوروبا”.
وأضاف في كلمة ألقاها أمام الجالية الفرنسية في سفارة بلاده بواشنطن: “هذا البرنامج يخلق فروقاً بين الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا لدرجة أن أولئك الذين يعملون في العديد من الشركات سيقولون لأنفسهم سنتوقف عن القيام باستثمارات على الجانب الآخر من المحيط الأطلسي”.
كما من “خطر أن تذهب أوروبا عموماً وفرنسا تحديداً ضحية التنافس التجاري الراهن بين واشنطن وبكين؛ أكبر قوتين اقتصاديتين في العالم”.
وتابع: “لقد أبلغتهم بصراحة وصداقة كبيرتين بأن ما حدث في الأشهر الأخيرة يمثل تحدياً لنا: الخيارات المتخذة -لا سيما قانون خفض التضخم- ستؤدي إلى تفتيت الغرب”.
وكان وزير الاقتصاد والمالية الفرنسي برونو لومير، الذي يرافق ماكرون حالياً في زيارته إلى الولايات المتحدة، قد قال يوم الأحد الماضي، إن فرنسا ربما تحاول التفاوض على بعض الإعفاءات من الرسوم والقيود الواردة في قانون أمريكي لمكافحة التضخم، لكن يتعين على أوروبا العمل على حماية المصالح الاقتصادية للتكتل.
ويقول الأوروبيون إن حزمة الدعم الهائلة التي أقرها الكونغرس وتهدف إلى حماية المصنّعين الأمريكيين قد توجه ضربة قاتلة لصناعاتهم التي تعاني بالفعل في ظل ارتفاع أسعار الطاقة الناجمة عن الغزو الروسي لأوكرانيا.