ص
وأضاف السيد نصر الله في كلمة بمناسبة “يوم الشهيد”: “نتائج الانتخابات الإسرائيلية الأخيرة لا تعنينا؛ لأنّ كل الأفرقاء الإسرائيليين يشبهون بعضهم في إجرامهم”.
وأشار إلى أنّه “قد تكون لنتائج الانتخابات الإسرائيلية تداعيات خطرة في فلسطين، لأنّ السلطة سيتسلمها حمقى، والحمقى لا يخيفوننا”.
وأعرب السيد نصر الله عن اعتقاده بأنّ “الانتخابات الإسرائيلية ستزيد الانقسامات الحادة، وتؤثر في مستقبل هذا الكيان من خلال الخيارات التي سيذهب إليها”.
وبشأن ترسيم الحدود البحرية اللبنانية، قال السيد نصر الله إنّ “من يراهن على الضمانة الأميركية فليسأل الفلسطينيين الذين راهنوا على الضمانات الأميركية في اتفاقياتهم، لكن بالنسبة إلينا، النتيجة التي أوصلت إلى الاتفاق ستبقى قائمة وموجودة”.
وشدد على أنّه “لا يمكن الوثوق بالضمانات الأميركية في الحفاظ على اتفاق ترسيم الحدود البحرية، بل لا يمكن الوثوق إلاّ بعنصر قوة المقاومة التي يُعتمد عليها في الحفاظ على اتفاق ترسيم الحدود البحرية”.
وأضاف السيد نصر الله أنّ “لبنان يحميه الله ومعادلة القوة، وهي الجيش والشعب والمقاومة، والأمر لا يتغير بالنسبة إلينا بعد الانتخابات الإسرائيلية فقوتنا موجودة”.
ولفت إلى أنّ “واشنطن لم تنجز اتفاق ترسيم الحدود البحرية من أجل لبنان، وإنّما لتجنيب المنطقة الحرب، لأنّ أولوياتها مختلفة”، موضحاً أنّ “لبنان حصل على مطالب الدولة اللبنانية في اتفاق ترسيم الحدود البحرية بقوته والتقاطه للحظة التاريخية”.
وتعليقاً على الانتخابات الأميركية، اعتبر السيد نصر الله أنّ “نتائج الانتخابات الأميركية لا تغير شيئاً لأنّ الولايات المتحدة بجمهورييها وديمقراطييها ذات وجه واحد”.
ورداً على تصريحات مسؤولة أميركية تحدثت عن “سيناريوهات كارثية يمكن أن تؤدي إلى الخلاص من حزب الله، واصفةً إيّاه “بالطاعون أو اللعنة”، شدّد السيد نصر الله على أنّ “حزب الله هو الذي أزال لعنة الولايات المتحدة من لبنان وقتل هذا الطاعون”.
وأضاف أنّ “الولايات المتحدة هي أساس اللعنة والطاعون والوباء، وهي التي تتسلل من جديد إلى كل مكان، وترتكب فيه المجازر بعدما واجهت شعوبنا لعنتها وطاعونها”.
وأشار إلى أنّ “الولايات المتحدة هي التي أتت بالطاعون الإرهابي التكفيري إلى لبنان، وحزب الله واجهه وأزاله”، مضيفاً أنّ “الولايات المتحدة هي التي أرادت الفوضى في لبنان عام 2019 من خلال دعم التظاهرات بعدما فشلت مخططاتها”.
وتابع: “الولايات المتحدة هي التي رعت فوضى تشرين عام 2019 وزرعت لعنتها التي تصدى لها حزب الله والشرفاء”، كما لفت إلى أنّ “الحصار الأميركي ما زال مستمراً على لبنان من خلال منع أي استثمارات أو مساعدات اقتصادية للبلد، وهذا بحد ذاته لعنة وطاعون”.
وبيّن السيد نصر الله أنّ “الولايات المتحدة تمنع أي دولة من مساعدة لبنان”، مضيفاً أنّه “إذا أرادت دولة ما مساعدة لبنان والخروج عن الحصار الأميركي، فإنّ الولايات المتحدة تقوم بمنع الحكومة اللبنانية من قبول تلك المساعدة”.
وأردف متسائلاً: “هل سيجرؤ لبنان على قبول المساعدات الروسية الجديدة، أو سيتم الرضوخ لتهديدات الولايات المتحدة؟”، مشيراً إلى أنّ “إيران وافقت على طلب وفد لبناني زارها من أجل مساعدة لبنان لكن اللعنة الأميركية منعت المساعدة”.
وأضاف أنّ “من يمنع الغاز المصري والكهرباء الأردنية عن لبنان هو من يضع قانون قيصر، أي الولايات المتحدة”، مبيّناً أنّ “الأميركيين الذين فشلوا في إسقاط سوريا عبر الإرهابيين وتمويل التكفيريين، يريدون إسقاطها عبر الجوع والبرد”.
ودعا السيد نصر الله اللبنانيين إلى “عدم الاستسلام إلى طاعون ووباء الولايات المتحدة، التي لا تريد إلاّ حماية إسرائيل”.
وبشأن الأحداث الأخيرة في إيران، أكّد السيد نصر الله أنّ “إيران انتصرت على المؤامرة الفتنوية الأميركية الإسرائيلية الغربية بشكل حاسم”.
وشدّد على أنّ “رئاسة الجمهورية هي مفصل حساس ومصيري في لبنان، وستترك آثارها على مدى السنوات الست وما بعدها”.
وبحسب السيد نصر الله، فإنّه “يجب الوصول إلى الخيار الأنسب والأفضل بالنسبة إلى موقع رئاسة الجمهورية”، مؤكّداً “ضرورة الحفاظ على عناصر القوة في لبنان ورئاسة الجمهورية أهمها، إذ إنّ لها علاقة بالأمن القومي للبلاد”.
واعتبر أنّ “المقاومة هي من أهمّ عناصر القوة في لبنان”، مشيراً إلى أنّها “مستهدفة، ولا سيما من قبل الأميركيين الذين ما زالوا يسعون للفوضى”.
ولفت إلى أنّ “الأميركيين يؤكدون علناً أنّهم يدعمون الجيش اللبناني لاعتبارهم إياه مؤهلاً لمواجهة المقاومة”، معرباً عن “ثقة المقاومة بالجيش اللبناني وبقيادته التي ترفض أي مواجهة مع المقاومة”.
وبيّن أنّ “السفارة الأميركية تتدخل في أصغر التفاصيل الحكومية والوزارية في لبنان”، موضحاً، في السياق، أنّ “المقاومة كجزء كبير من الشعب اللبناني تريد رئيساً للبلاد يكون مطمئناً للمقاومة”.
وأضاف: “نريد رئيساً شجاعاً في بعبدا، لا يخاف ولا يتنازل ويقدّم المصلحة الوطنية على خوفه، ولا يُباع ولا يُشترى”، مشيراً إلى أنّ “المقاومة التي صنعت التحرير عام 2000 كانت مطمئنّة في ظهرها، في عهد الرئيس العماد إميل لحود”.
كما أكّد السيد نصر الله أنّ “المقاومة كانت آمنة الظهر على مدى السنوات الماضية في عهد الرئيس ميشال عون الذي لا يباع ولا يطعن في الظهر”.
وتابع: “لو أنّ الدولة كانت في يد حزب الله كما يقولون، لكان التيار الكهربائي على أقلّه عاد إلى البلاد”.
وأردف السيد نصر الله قائلاً: “نحن لا نريد رئيساً يغطّي المقاومة أو يحميها، لأنّها لا تحتاج إلى حماية، إنّما تريد رئيساً لا يطعنها في الظهر”.
ووفقاً للسيد نصر الله، فإنّه “لا خيار أمام اللبنانيين إلاّ الحوار فيما بينهم من أجل إنجاز استحقاق الرئاسة”، متوجّهاً إلى اللبنانيين بالقول: “إذا أردتم لبنان قوياً ويتمكن من أن يستخرج الغاز، عليكم الإتيان برئيس شجاع لا يطعن المقاومة في ظهرها”.
ولمناسبة “يوم الشهيد”، أكّد السيد نصر الله أنّ “عملية الاستشهادي أحمد قصير أسّست للمرحلة الأولى من التحرير”، مشيراً إلى أنّ “عملية الاستشهادي قصير صدمت العدو، وأدّت إلى تهاوي كل المخططات والأحلام الإسرائيلية في إدخال لبنان في العصر الإسرائيلي”.
وأشار إلى أنّ “هذه المناسبة العظيمة اتخذها حزب الله يوماً للشهيد، وهو يوم لكل الشهداء، ونحن نعتبر أنَّ أي شهيد في محور المقاومة في العراق واليمن وسوريا هو شهيدنا”.
وتابع السيد نصر الله: “مسيرتنا لم تتوقف عن تقديم الشهداء على مدى 40 عاماً، و98 % منهم هم من فئة الشباب”، آملاً بأن “تأتي عملية فدائية أخرى أضخم من عملية الاستشهادي قصير عبر أي مقاومة كانت”.
وأكّد أنّ “لعائلات الشهداء دوراً كبيراً في استمرار مسيرتنا على مدى 40 عاماً”، لافتاً إلى أنّ “كثيراً منها شجعت أبناءها وألبستهم لامة الحرب”.
وأضاف: “أبناء الشهداء باتوا مقاومين وقادة، وكل ذلك بسبب التزام عائلاتهم بالمقاومة حتى النصر.. ونحن نقدّر قيمة الشهداء الذين ضحوا بأنفسهم من أجل مقدساتنا وأوطاننا وحريتنا وكرامتنا وأمننا وعزّتنا”.
وأردف السيد نصر الله قائلاً: “شهداؤنا معروفون، فيما جثامين بعضهم ما زالت لدى العدو الإسرائيلي الذي ينكر وجودها لديه، لكن نحن لا نترك جثامين شهدائنا ومفقودينا، ونسعى لحسم مصيرهم”.
وشدد على أنّ “مسيرة الشهداء بأجيالها المتلاحقة تؤكد فشل العدو في تحقيق أهدافه”، لافتاً إلى أنّ “العدو يراهن على تخلي الجيلين الثاني والثالث عن المقاومة، ولذا يحاول استهدافهما وإفسادهما”.
وأوضح السيد نصر الله أنّ “العدو يحاول من خلال التقنية المتطورة إفساد أجيالنا، وتغيير عقائدهم، وهذا يمثل خطراً هائلاً”، لافتاً إلى أنّ “العدو تفاجأ في كل فلسطين المحتلة حيث فشل رهانه في التأثير في أجيالها وجعلهم يغيرون مبادئهم”.