أخفق البرلمان اللبناني، اليوم الخميس، للمرة الخامسة بانتخاب رئيس جديد للبلاد خلفاً للرئيس السابق ميشال عون، الذي انتهت ولايته في 31 تشرين الأول/أوكتوبر الماضي بعد تعذّر حصول أيّ مرشّح على ثلثي الأصوات في المرحلة الأولى كما وفقدان النصاب في الدورة الثانية.
وافتتح رئيس مجلس النواب نبيه بري الجلسة، عند الساعة الحادية عشرة بتوقيت بيروت (أيّ الساعة 12 بالتوقيت المحلي)، بحضور 108 نواب من أصل 128.
وفي مستهلّ الجلسة وقع سجال حادّ بين النائب ملحم خلف والرئيس برّي الذي ردّ عليه قائلاً: “بلا محاضرات عم تعطيني شيئًا غير وارد”. أمّا النائب سامي الجميّل توجّه بسؤال للرئيس برّي: على أيّ مادّة تستند لتحديد النصاب؟.
وبعد انتهاء عملية الاقتراع، توزّعت أصوات النواب على الشكل التالي: 44 صوتاً للمرشّح ميشال معوّض، 6 أصوات لعصام خليفة، إلى جانب 47 ورقة بيضاء، وأسماء أخرى 2، و9 ورقة ملغاة.
يُشار إلى الرئيس برّي حدّد الخميس المقبل موعداً لجلسة جديدة لانتخاب رئيس للجمهورية.
وقبيل بدء الجلسة الرئاسية، انهالت مواقف النواب كما جرت العادة، حيث قال عضو “اللقاء الديمقراطي” النائب بلال عبد الله، إنّ لبنان يمرّ بظرف استثنائي يستدعي انتخاب رئيس جديد للجمهورية “يشكلّ حلقة تواصل بين الجميع ويعيد فتح البلاد على العمق العربي”. وأشار إلى أنّ اللقاء سيصوّت لميشال معوّض.
وتمنى النائب شربل مسعد على النواب أن يقوموا بواجباتهم بانتخاب رئيس للجمهورية، معلناً أنه سينتخب “من يمليه عليّ ضميري وهناك إسمان متداولان هما عصام خليفة وميشال معوّض”.
بدوره، أشار عضو كتلة “الكتائب اللبنانية” النائب سليم الصايغ، إلى أنّ ” لا نية لدى الفريق الآخر لانتخاب رئيس للجمهورية وهذا لن يغيّر في موقفنا فسنستمر بالضغط السياسي المطلوب لانتخاب رئيس”.
واعتبر أنّ “النائب نعمة افرام لديه كل المقومات التي تخوله أن يتحاور مع الجميع إنما في الظرف الحالي لا نية لاستبدال ميشال معوّض بأيّ مرشح آخر”.
عضو كتلة “الجمهورية القوية” النائب فادي كرم، أكّد أنّ “هذه المعركة الرئاسية هي معركة سياسية كبيرة مرتبطة بأمور تتعلّق بتركيبة الدولة والتفاهمات التي ممكن أن تحصل بناءً على هوية هذه الولاية الجديدة”.
من جهته، أعلن عضو تكتل “لبنان القوي” سيمون أبي رميا، أنّ “نواب التيّار سيصوّتون بورقة بيضاء”، متابعاً: “لا رغبة لدينا في انتخاب سليمان فرنجية مع احترامنا لشخصه واذا أراد الثنائي الشيعي “أمل” و”حزب الله” خوض معركة بفرنجية فبإمكانهم ذلك”.
وكشف عضو كتلة “الاعتدال الوطني” النائب سجيع عطية “أنهم لا يزالون على الحياد لينضج النقاش حول إسم الشخصية المناسبة”، مستطرداً “هناك احتمال أن نعطي صوت أو صوتين لميشال معوّض نزولًا عند طلبه”، لافتاً إلى أن “قائد الجيش العماد جوزاف عون لم يعلن عن ترشيحه بعد واذا تم التوافق على اسمه سنكون أوّل من يصوّت له”.
إلى ذلك، اعتبر عضو تكتل “نواب التغيير” النائب ياسين ياسين، أنّ “فريق “التريو” الذي يُعطّل في كلّ مرة ينتظر الخارج كي يُملي عليه من يجب أن ينتخب”، قائلاً “سأصوّت لعصام خليفة في جلسة اليوم”.
من جانبه، أشار النائب وضاح صادق إلى أنه لم يغير مواقفه يوماً ولن يغيّره. وقال: “لم أغير مواقفي يوماً ولن أغيرها، فأنا واضح بمبادئي دائماً. بعد تفجير بيروت، أطلقنا جبهة المعارضة اللبنانية، وميشال معوّض كان في صلبها”.
وأضاف في تغريدة عبر حسابه على “تويتر”: “بعد انتخابي صرحت أكثر من مرّة أنّني سأعطي صوتي في الإنتخابات الرئاسيّة لواحد من حلفائي، ميشال معوّض، سامي الجميّل أو نعمة افرام. وأكّدت أن هذا موقفي الشخصي ولكنّي ملتزم بقرار التكتّل، والتزمت. ولكن عندما فقد التكتل الرؤية الواضحة رئاسيًّا، عدت إلى قراري وصوّتت لميشال معوّض، وسأستمر”.
وبالنسبة لكتلة “التنمية والتغيير”، أفصح النائب قاسم هاشم عن أنّ “سليمان فرنجية هو الأقرب لثوابتنا ولكن لم نصل اليوم إلى تحديد إسم والاسم الذي سيكون نقطة التلاقي وفق المواصفات الوطنية هو سيكون مرشحنا للرئاسة”.
يُذكر أنّ لبنان قد دخل، الأسبوع الماضي، مرحلة الشغور في سدّة الرئاسة من دون بروز أيّ مؤشّر جدي لملئه قريباً، في ظلّ عدم توصّل الأطراف السياسية إلى مرشّح “توافقي” يجمع لا يفرّق ويضع نصب عينيه إعادة لبنان إلى سابق عهده كما وإعادته للحضن العربي. انتهى م4