عام من الانسداد السياسي ينتهي باختيار السوداني.. هدوء الإطار واتزانه ينتج حكومة وطنية منتظرة

شهدت البلاد بعد الانتصارات التي حققها العراقيون على داعش الإرهابي تكالبا خارجيا لجرها إلى الفوضى، في محاولة لأفشال مشروع الدولة الذي تسعى لها بعض القوى السياسية الحفاظ عليه، رغم التحديات الكبيرة على مختلف المستويات في الآونة الأخيرة.

ورغم محاولات البعض لأحداث اقتتال (شيعي – شيعي) لصالح مشاريع مشبوهة، إلا أن العقلاء من الشيعية منعوا ذلك من خلال هدوئهم السياسي واتزانهم في تصدير الخطاب العقلاني والوطني الحريص على وحدة البلاد وأمنها واستقرارها.
الاحتكام للمنطق
مع ظهور نتائج الانتخابات التي شابها الكثير من التزوير والفساد، والتي عملت على انهاء وجود القوى السياسية الداعمة للحشد الشعبي المقدس، برزت أزمة سياسية كبيرة متمثلة برفض نتائج الانتخابات وعلى اثر ذلك تشكل الإطار التنسيقي الشيعي، الذي اصر إلى اخذ طريق القانون للحصول على حقوقه والطعن بالنتائج أمام المحكمة الاتحادية، ليكون القانون هو الفيصل في هذا الأمر، فضلا عن تظاهر واعتصام جماهير الإطار بشكل سلمي على بوابات الخضراء احتجاجا على تزوير الانتخابات، وفي نهاية الأمر حكمت المحكمة الاتحادية بشرعية نتائج الانتخابات واحتكم الجميع قادة وجماهيرا من الإطار بهدوء تام لهذا الأمر.

مشروع الاقصاء والتهميش
حاولت بعض القوى السياسية تهميش واقصاء الإطار التنسيقي الشيعي بعد قبوله بقرار المحكمة الاتحادية، وعملت بكل ما لديها من قوى داخلية وفواعل خارجية الاستحواذ على السلطة دون مشاركة الجميع، اثر قادة الإطار الشيعي بأنفسهم وسلكوا طرق الحوار لحل الأزمة السياسية الخانقة التي مر بها البلد كنتيجة مترتبة على هذا الأمر، فيما رفضت تلك القوى هذه المبادرة، وحاولت المضي بمشروعها رغما عن الإرادة الشعبية والسياسية المختلفة معها، حتى قرت المحكمة الاتحادية بوجود حضور الثلثيين جلسة البرلمان للشروع بانتخاب رئيس الجمهورية، الامر الذي افشل هذا المشروع وحال دون تشكيل حكومة كانت تحمل تسمية الأغلبية السياسية.
الدستور هو الفيصل
أصر قادة الإطار الشيعي على سلك الطرق القانونية والدستورية من جهة، والحوار مع جميع القوى السياسية من جهة أخرى، لتشكيل حكومة وطنية قادرة على تلبية متطلبات الشعب، وواصل حتى الرمق الأخير باتجاه هاذين الطريقين في سبيل ابعاد البلد من شبح الاقتتال والفساد الذي تنتهجه حكومة تصريف الأعمال برئاسة مصطفى الكاظمي، التي استغلت الانسداد السياسي وعملت على تجييش جيوشها الإلكترونية في زيادة الشرخ السياسي الذي ترتب على نتائج الانتخابات بين القوى السياسية، للبقاء أطول وقت في السلطة ونهب ثروات وخيرات البلد الذي انفجرت موازنته بسبب ارتفاع اسعار النفط مؤخرا، والتي عملت بأكثر من اتجاه لتجديد الثقة لكن القادة من القوى السياسية الوطنية رفضوا ذلك رغم التدخلات الخارجية الكبيرة في هذا الأمر، وبالجدير بالذكر تدخلات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي هاتف بعض قادة البلد وطالبهم بالتجديد للكاظمي.
فشل كل ما تقدم اعلاه من مخططات سياسية داخلية وخارجية، بفضل الهدوء السياسي الذي انتهجه قادة الإطار الشيعي، فضلا عن الايثار باستحقاقاته الانتخابية والدستورية من أجل العبور بالبلد إلى بر الأمان.
وبعد سنة كاملة من الانسداد السياسي تحقق من الهدوء ما تصبو له الجماهير واختيار محمد شياع السوداني بتشكيل الحكومة مع تخويله في اختيار كابينته الوزارية بحرية كاملة فيما يخص استحقاقات الإطار.
ومن الجدير بالذكر إن السوداني يشهد له القاصي والداني والمحب والكاره بنزاهته ووطنيته ونجاحاته بكل المناصب التي تبوؤها طيلة الفترة الماضية.

شاهد أيضاً

وزارة الداخلية : إصدار أحكام الإعدام بحق (82) تاجر مخدرات في العراق

كشفت وزارة الداخلية تفاصيل عملية الردع الرابعة الخاصة بمكافحة المخدرات والتي أطاحت بـ116 متاجرا دوليا …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *