دكتور أحمد راسم النفيس
بالأمس جرى انتخاب رئيس جديد لجمهورية العراق والذي قام بدوره بتكليف المهندس محمد شياع السوداني برئاسة الوزاء.
قبل شهر من الآن كانت جماعة الحضن العربي تفرك يديها سعادة باحتمال اندلاع الحرب الأهلية بين شيعة العراق فور انتهاء مراسم أربعينية الإمام الحسين عليه السلام.
قلنا وقتها أن احتمال اندلاع هذه الحرب شبه معدوم إن لم يكن مستحيلا ومن ثم جاء تشكيل الحكومة تأكيدا لهذا الأمر.
في سبتمبر 2019 بلغ الاستياء الأمريكي من حكومة (الإسلاميين) التي يقودها السيد عادل عبد المهدي مداه لأسباب قيل أنها ترتبط باتفاقها مع الصين وقيل أيضا أنها ترتبط بالقصف الذي تعرضت له منشآت آرامكو السعودية والذي زُعم أنه انطلق من العراق وأن السيد عبد المهدي غض الطرف عنه!!.
خرج هذا الأمر إلى العلن عبر تصريحات بعض المسئولين السعوديين إلا أن الطرف المقابل رفض هذه الاتهامات وأكد أن من قام بالقصف هم اليمنيون وليس غيرهم.
لسنا في وارد الدخول في جدل حول من هم (الإسلاميون) وعن فشلهم أو نجاحهم في محاربة الفساد وأخذ العراق نحو شاطئ الأمان أو حول هوية القوى المنتفضة على حكومة عبد المهدي ومدى ارتباطها بالمشغل الخارجي إلآ أننا نجزم أن الأصابع الأمريكية كانت مؤثرة وفاعلة وحاسمة في إزاحة الرجل وتمهيد الساحة لرئيس وزراء يعمل لتحقيق ما تسعى واشنطن لتحقيقه من أهداف.
في الصورة العامة لم يكن العراق وحده هو من يراد إعادته بمشتملاته للحضن الأمريكي بل المنطفة برمتها ومن الواضح أن الدعم الأمريكي للجماعات المناهضة للحكومة الإيرانية ضمن (ثورة الحجاب) يشكل جزءا من هذا الجهد الذي ما يزال مستمرا رغم كل ما تعرض له من نكسات!!.
الوعود التي جاءت بها الحكومة المدعومة أمريكيا لم يتحقق منها شيء والفساد الذي يشكو منه العراقيون بقي على حاله واضيف إليه ممارسات أخرى نسبت لحاشية الكاظمي المتهم بتسخير موارد العراق خدمة للحضن العربي الأمريكي.
أما محاولة استئصال (الإسلاميين) بحابلهم ونابلهم أو تطويعهم ببعض الوعود والرشى الكاذبة فلم تفض لتحقيق شيء مما أمله البيت الأبيض وأجهزته الاستخبارية!!.
الهجمة الأمريكية على (الإسلاميين) وتحديدا أولئك الذين تبنوا خيار مواجهة الاستكبار العالمي منيت بانتكاسة عندما أفشلت الرهان على حرب أهلية شيعية شيعية وعندما تمكنت من تأسيس حكومة جديدة تدفع بالعراق نحو الاستقرار.
مخطئ من يفترض أن الصراع على العراق كما على الإقليم قد انتهى بانتصار نهائي وحاسم لطرف بعينه خاصة مع اشتعال أوار الحرب الروسية الأوكرانية وتأجج مزيد من النزاعات حول إمدادات الطاقة وأسعارها وهو ما يعني ألآ تبريد نهائيا يمكن الوصول إليه في زمن قريب، والمهم أن انفجارا كبيرا جرى تجنبه والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.
المقالة تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي القناة
بإمكانكم إرسال مقالاتكم و تحليلاتكم لغرض نشرها بموقع الغدير عبر البريد الالكتروني