بغداد/ الغدير/ وكالات
القصة الخبرية/ يدخل اتفاق ترسيم الحدود البحريَّة بين لبنان والكيان الصهيوني حيز التنفيذ بمجرد إرسال الطرفين رسائل بموافقتهما عليه إلى واشنطن، والتي سترسل إشعارا ببدء تنفيذ الاتفاق.
وذكرت مسودة نشرتها رويترز، واطلع عليها موقع الغدير، اليوم الأربعاء إن الاتفاق الذي توسطت فيه الولايات المتحدة لترسيم الحدود البحرية بين إسرائيل ولبنان يهدف إلى “التوصل إلى حل دائم ومنصف” للنزاع القائم منذ فترة طويلة.
وجاء في المسودة “يدخل هذا الاتفاق حيز التنفيذ في التاريخ الذي تُرسل فيه حكومة الولايات المتحدة إشعارًا يتضمن تأكيدًا على موافقة كلِّ من الطرفين على الأحكام المنصوص عليها في هذا الاتفاق”.
وفي اليوم الذي ترسل فيه واشنطن هذا الإشعار، سيرسل لبنان وإسرائيل في نفس الوقت إحداثيات متطابقة إلى الأمم المتحدة تحدد موقع الحدود البحرية.
ويمثل الاتفاق أول انفراجة دبلوماسية كبيرة بين البلدين منذ سنوات، لكنه لا يزال محدود النطاق نسبيا ولا يشمل حلا للنزاع طويل الأمد حول الحدود البرية بينهما.
وينص الاتفاق على إبقاء الوضع الراهن بالقرب من الشاطئ على ما هو عليه، بما في ذلك على طول خط العوامات البحرية.
وجاء في المسودة “يعتزم الطرفان حل أي خلافات بشأن تفسير هذا الاتفاق وتطبيقه عن طريق المناقشات التي تقوم الولايات المتحدة بتيسيرها” مما يعني استمرار دور الضامن لواشنطن.
كيف ينظر قادة لبنان لاتفاق ترسيم الحدود البحرية:
قال الرئيس اللبناني ميشال عون على في تغريدة على تويتر يوم الثلاثاء، إن بلاده تأمل في الإعلان عن الاتفاق حول ترسيم الحدود المائية مع الكيان الصهيوني في أقرب وقت ممكن، خاصة وأن الصيغة النهائية للاتفاق “مرضية” لبيروت.
وأضاف أن مشاورات ستجري مع رئيس الوزراء ورئيس البرلمان اللبنانيين لاتخاذ موقف نهائي بشأن صيغة الاتفاق.
وتابع أن الاتفاق لا يعني وجود أي “شراكة” مع الكيان الصهيوني، وهي دولة لا يعترف بها لبنان ويعتبرها عدوا من الناحية الرسمية.
إلى ذلك .. قال الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، يوم الثلاثاء أنه “يجب أن نكون يقظين” إلى أن يعلن لبنان موقفه الرسمي من اتفاق بوساطة أمريكية لترسيم الحدود البحرية مع الكيان الصهيوني.
وأضاف السيد نصر الله إن الحزب سيعتبر الصفقة محسومة فقط عندما يوقع الجانبان الاتفاق في نقطة حدودية جنوبية.
وفي الأسبوع الماضي، قال رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي “نتفادى حربا أكيدة في المنطقة”. يعني بتوقيع هذا الاتفاق.
كبير المفاوضين اللبنانيين إلياس بو صعب قال في تصريح لرويترز، تابعه موقع الغدير، إن لبنان تسلم المسودة النهائية لاتفاق بوساطة أمريكية لترسيم الحدود البحرية مع الكيان تفي بجميع متطلبات لبنان ويمكن أن تؤدي قريبا إلى “اتفاق تاريخي”.
وأضاف بو صعب بعد دقائق من تسلم المسودة النهائية “إذا سارت الأمور على ما يرام، فإن جهود آموس هوكشتاين يمكن أن تؤدي إلى اتفاق تاريخي”.
وكان يشير إلى الوسيط الأمريكي هوكشتاين، الذي انخرط في جهود دبلوماسية مكوكية لأشهر بين الدولتين، في محاولة للتوصل إلى اتفاق لترسيم الحدود البحرية المشتركة.
وعلى الرغم من النطاق المحدود للاتفاق، فإن من شأنه أن يخفف من المخاوف الأمنية والاقتصادية في كلا البلدين، وهما خصمان يجمعهما تاريخ طويل من الصراع.
وسيحل الاتفاق نزاعا إقليميا في شرق البحر المتوسط في منطقة يهدف لبنان إلى التنقيب فيها عن الغاز الطبيعي، وبالقرب من مياه عثر فيها الكيان الصهيوني على كميات صالحة للاستخدام التجاري.
الكيان الصهيوني يريد مصادقة سريعة على الاتفاق
صادق كبار وزراء الكيان الصهيوني، اليوم الأربعاء على اتفاق ترسيم الحدود البحرية مع لبنان، مما يمهد الطريق لمراجعة برلمانية محتملة ومحتدمة لمدة أسبوعين قبل أن تدخل حيز التنفيذ.
وقال مجلس الوزراء الأمني المصغر برئاسة رئيس الوزراء يائير لابيد إن الاتفاق يتعين أن يحصل على الضوء الأخضر “على وجه السرعة”، وفقا لبيان صدر عقب اجتماع المجلس.
وإذا تم إقرار الاتفاق، فإن الاتفاق، الذي أشادت به الأطراف الثلاثة المعنية يوم الثلاثاء باعتباره إنجازا تاريخيا، سيمثل نقطة تحول هائلة بعد عقود من الحرب والعداء، كما أنه يفتح الباب أمام التنقيب عن الطاقة قبالة سواحل البلدين.
وقالت مصادر حكومية إنه بعد موافقة مجلس الوزراء الأمني المصغر يوم الأربعاء، من المرجح أن يتم عرض الاتفاق على مجلس الوزراء بكامل هيئته ثم على الكنيست لإجراء مراجعة مدتها أسبوعان وستنتهي قرب حلول موعد الانتخابات العامة المقرر إجراؤها في الأول من نوفمبر تشرين الثاني.
وتريد حكومة الوسط القائمة بالأعمال بقيادة لابيد إبرام الاتفاق قريبا لكنها نفت أن تكون الانتخابات هي الموعد النهائي لإقراره.
وجادل منافس لابيد ورئيس الوزراء السابق اليميني بنيامين نتنياهو بأن الاتفاق قد يفيد حزب الله، واتهم لابيد بمحاولة تجنب التدقيق البرلماني للاتفاق، مما يمهد الطريق لمراجعة حامية الوطيس بين المشرعين.
واجتمع وزراء الكيان الكبار، يوم الأربعاء لإعطاء موافقة مبدئية على الاتفاق. وقال مسؤولون إنهم سيقدمونه على الأرجح للمراجعة البرلمانية لمدة أسبوعين، يليها عقد اجتماع لمجلس وزراء الكيان بالكامل للموافقة النهائية، وبعد ذلك يمكن لواشنطن أن تعلن دخول الاتفاق حيز التنفيذ.
وترغب حكومة رئيس وزراء الكيان يائير لابيد في إتمام الاتفاق قريبا، لكنها نفت أن تكون انتخابات الأول من تشرين الثاني/ نوفمبر موعدا نهائيا. وأشار بعض المسؤولين إلى خطط وشيكة للتنقيب في حقل الغاز كاريش، وأشار البعض الآخر إلى انتهاء ولاية الرئيس اللبناني ميشال عون في نهاية هذا الشهر.
وقال وزير الأمن الداخلي للكيان عومير بارليف لإذاعة واي نت “هناك احتمال كبير ألا يكون هناك رئيس في لبنان لشهور أو ربما أكثر، ويحق للرئيس وحده توقيع هذا النوع من الاتفاقات”.
مواقف الدول الأوربية وأمريكا من الاتفاق
قال متحدث باسم الحكومة الألمانية في برلين، يوم الأربعاء إن ألمانيا ترحب بالاتفاق التاريخي بين لبنان والكيان الصهيوني لترسيم الحدود البحرية المتنازع عليها بينهما.
البيت الأبيض ذكر أن الرئيس الأمريكي جو بايدن أبلغ الرئيس اللبناني ميشال عون في اتصال هاتفي يوم الثلاثاء أن اتفاق ترسيم الحدود البحرية بين لبنان والكيان يمكن أن “يمثل فصلا جديدا للشعب اللبناني” وأن الولايات المتحدة ستساعد في حل المشكلات التي قد تنشأ عن الاتفاق.
كما تحدث بايدن مع زعماء الكيان ولبنان لتهنئتهم على ما تعتبره الولايات المتحدة انفراجة تاريخية فيما يتعلق بالحدود البحرية للبلدين.
وقال بايدن في بيان بعد تحدثه مع رئيس وزراء الكيان يائير لابيد والرئيس اللبناني ميشال عون “بعد شهور من وساطة الولايات المتحدة، اتفقت حكومتا لبنان والكيان الصهيوني على إنهاء نزاعهما على الحدود البحرية رسميا وترسيم حدود بحرية دائمة بينهما”.
وقال مسؤول كبير في إدارة بايدن في إفادة للصحفيين إن الاتفاقية ستوفر للبنان إمكانات جديدة للاستثمار الأجنبي المباشر لا سيما في قطاع الطاقة.
وأضاف المسؤول أنه سيتم تعويض الكيان الصهيوني عن أي حصة من الهيدروكربونات التي تم العثور عليها على جانبها من حدود البحر المتوسط.
وقال المسؤول إنه بالإضافة إلى ذلك سيحتفظ الكيان “بآلياتها الأمنية وبنيتها التحتية التي تحتاجها للتأكد من حماية شواطئها”.
وأضاف المسؤول، الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، إن التفاوض على الاتفاق لم يكن سهلا وربما تكون هناك لحظات صعبة مستقبلا.
وقال المسؤول إن الولايات المتحدة ستواصل لعب دور الوساطة حسب الحاجة.
وأضاف “هذه ليست اتفاقية ثنائية مباشرة. إنها من خلال الولايات المتحدة ولكنها ترسيم للحدود سيسمح للبلدين بمتابعة مصالحهما الاقتصادية دون صراع. هذا هو الهدف”.
قال وزير الطاقة اللبناني، اليوم الأربعاء إن الاستعدادات للتنقيب عن الغاز ستستغرق “عدة أشهر” بمجرد دخول اتفاق ترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل والذي توسطت فيه الولايات المتحدة حيز التنفيذ.
وأشارت لبنان والكيان يوم الثلاثاء إلى موافقتهما على اتفاق يحدد حقوقهما البحرية. وقال رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي إن شركة توتال إنرجيز يمكنها أن تبدأ العمل في الحقول البحرية اللبنانية فور دخول الاتفاق حيز التنفيذ.
هذا وسيسعى طرفا الاتفاق إلى حل أي خلافات أخرى تتعلق بالحدود البحرية من خلال الولايات المتحدة، مما سيجعلها تلعب دور الضامن للاتفاق بشكل مستمر.
وأشادت لبنان والكيان والولايات المتحدة بالاتفاق باعتباره إنجازا تاريخيا.
لكم إبداء الرأي في مسألة ترسيم الحدود اللبنانية مع الكيان الصهيوني.
تحرير.ص.هـ.ح.