عبد محمد حسين الصافي ||
مثلك قطعاً لاينسجم مع هادي العامري ورفاقه ولم ولن يروق لكم العامري والسبب في ذلك أنت ذكرته ولم يذكره غيرك .. السبب يكمن في النقطة الخلافية الأولى بينك وبين العامري تلك التي إبتدأت بها مقالك الذي هاجمت فيه العامري بطريقة أقل مايقال عنها إنها فاقدة للمروءة والأنصاف ، وما قيمة الرجل بلا مروءة وإنصاف ؟!توقيت مقالك يكشف مبرر كتابته ، ويكفي لتفسير كل هذا الحنق الذي غلّف كلماته .. فهو توقيت مدروس ومقصود وما كان إعتباطياً ، أين كنت عن هادي العامري كل هذه السنين ؟ ما المتغير الذي حصل في سلوك العامري السياسي حتى إستفزك ودفعك أن تهاجمه بهذه الضراوة ، فالعامري ليس طارئاً على المشهد السياسي العراقي بل هو أحد فواعله المهمين والمؤثرين منذ سقوط نظام البعث وحتى يومنا هذا ؟
قد يبدو السبب الأكثر وجاهةً وقبولاً عند الكثير ممن يراقب سير الأحداث في المشهد السياسي العراقي الذي دعاك لمهاجمة العامري ، إن الرجل قد إختط منهجاً قوامه التهدئة والتعقل وسعة الصدر وطول الصبر والأناة بغية تجنيب شيعة العراق شبح الأحتراب والتقاتل في ما بينهم ، ويبدو إنّ منهجاً كهذا لم يرق لأسيادك الأنكَليز فأوحوا لك بما كتبت …
ويبدو إنك تضمر للعامري ورفاقه كراهية متراكمة عمرها قارب الأربعين عاماً وقد نوهت عنها في نقطتك الخلافية الأولى التي إعترفت بها في مقالك إذ ذكرت إن اللقاء الأول الذي جمعك بالعامري يوم كنت مسؤولاً للأتحاد الأسلامي لطلبة العراق ومقره طهران وقد زاركم العامري لمرات وإلتقى بكم ..
وكأني بالعامري وقتها وقد جاء محملاً بتراب جبهات قتال صدام وقصص الأبطال من رفاقه ممن نذر نفسه للذود عن ثورة الأمام الخميني ( ذائباً فيه كما ذاب هو في الأسلام ) وتلك عبارة وردت على لسان السيد الشهيد محمد باقر الصدر وقد تجاهلتوها كثيراً وأشحتم بوجوهكم عنها رغم إنها منسوبة لشخصية عظيمة تدعون إنكم وحدكم تنتسبون لها ولاتقبلون لأحد أن يزايدكم عليها ..
يبدو إن زيارة العامري لكم قبل أكثر من ٤٠ عاماً قد إستفزت فيكم حياة الميوعة والترف والمكاتب الوثيرة ونزعة التنظير الأجوف الذي لايسمن ولايغني قبل أن تحزموا حقائبكم صوب مملكة الضباب ، وقد جاءكم العامري ورائحة البارود تملأ ملابسه والخشونة تطغى على ملامحه مما لايروق لك..
تطلب من العامري أن يترك الشيعة ويودع السياسة !
وطلبك هذا ممكن القبول به إبتداءً لو إن العامري هو ليس ذاك الرجل الذي هبّ ورفاقه ليلة العاشر من حزيران عام ٢٠١٤ لقيادة ملحمة إعادة ثلث العراق الذي إبتلعته د.ا.عش ( بفضل عبقرية الساسة آنذاك ) .. أو إنّ العامري كغيره الكثيرين ممن سافر مع أول رحلة أعقبت تلك الليلة الى عواصم الغرب أو الخليج لمتابعة أرصدته وفنادقه هناك ..
ولا أقول فيكم أكثر مما قاله الكثيرون عنكم إنكم بلا مروءة ولا إنصاف ، وما قيمة الرجل إن خلا منهما ؟؟
المصدر: ألواح طينية.
المقالة تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي القناة
بإمكانكم إرسال مقالاتكم و تحليلاتكم لغرض نشرها بموقع الغدير عبر البريد الالكتروني